أظهرت صور أقمار صناعية، أن إيران فشلت مجدداً في إطلاق صاروخ إلى الفضاء مؤخراً، ضمن محاولتها لإعادة إحياء برنامجها الفضائي الذي لاقى انتقادات غربية، رغم اقترابها من اللحظات الأخيرة لتوقيع اتفاق نووي مع القوى الغربية في فيينا.
وأظهرت صور شركة "ماكسار تكنولوجيز" الأميركية، واطلعت عليها وكالة "أسوشيتدبرس"، علامات احتراق على منصة إطلاق في قاعدة الخميني الفضائية في محافظة سمنان الريفية الأحد.
ويظهر على المنصة صاروخ محترق ومدمر، وتحيطه مركبات وجزء من رافعة الصاروخ.
وقالت الوكالة إن الإطلاقات الناجحة عادة لا تدمر رافعة الصاروخ إذ يتم إنزالها قبيل الإطلاق، كما أن إيران اعتادت التفاخر مع كل إطلاق صاروخ إلى الفضاء بإذاعته على القنوات التليفزيونية الحكومية، كما أن لديها تاريخاً من عدم الاعتراف بإطلاقاتها الفاشلة.
وأظهرت صور منفصلة لـ"بلانيت لابس"، أن الإطلاق حدث على الأرجح الجمعة الماضية.
ولم ترد بعثة إيران في الأمم المتحدة على طلب "أسوشيتد برس" للتعليق، وكذلك البيت الأبيض ووزارة الدفاع الأميركية.
"ذو الجناح"
ورجّح الخبير بمركز جيمس مارتن لدراسات عدم الانتشار النووي بمعهد ميدلبري للدراسات الدولية، جيفري لويس، أن يكون الصاروخ موضع التجربة هو صاروخ "ذو الجناح" الإيراني، الذي يحمل أقماراً صناعية. وكان مارتن وزملاءه أول من لاحظ عملية الإطلاق الفاشلة.
وتماثل الرافعة المدمرة رافعة أخرى استخدمت سابقاً في إطلاق ناجح لصاروخ "ذو الجناح" العام الماضي.
وقال جيفري لويس لـ"أسوشيتد برس"، إنه من غير الواضح ما الذي سبّب الانفجار، وأضاف أن المرحلتين الأولى والثانية من جسم الصاروخ تحملان الوقود الصلب، ولكن المرحلة الأخيرة تحمل وقوداً سائلاً، وهذا يعني أن تزويدها بالوقود كان ليتم على منصة الإطلاق.
وأوضح لويس: "يبدو أن العملية تمت مقاطعتها، وكأن شيئاً ما انفجر".
فشل صاروخ "سيمرغ"
وأعلنت إيران في 30 ديسمبر الماضي، عن إطلاق صاروخ إلى الفضاء أرسل "ثلاث شحنات بحثية إلى الفضاء"، دون أن يحدد طبيعة هذه الشحنات، قبل أن يعلن المتحدث باسم دائرة منظمة الدفاعات الفضائية في وزارة الدفاع أحمد حسيني فشل الصاروخ في وضع شحنته في المدار.
وأوضح المتحدث أن "الصاروخ فشل في وضع شحنته في المدار"، وأوضح أنه "من أجل وضع الحمولة في المدار كان الأمر يتطلب أن تتجاوز سرعة الصاروخ 7600 (متر في الثانية). نحن وصلنا إلى 7350".
ويعد فشل إطلاق "سيمرغ"هو ثالث فشل لبرنامج إيران الفضائي، منذ أعلنت في فبراير 2020، فشل محاولة وضع قمر اصطناعي للمراقبة العلمية في المدار، بعد فشل محاولة وضع قمر في المدار في يناير 2019 أيضاً.
وأتى الإعلان عن إطلاق "سيمرغ" بعد نحو 11 شهراً من تأكيد وزارة الدفاع إجراء تجربة ناجحة لإطلاق صاروخ مخصص لحمل قمر اصطناعي، ومزوّد بتقنية "أقوى" محرك يعمل بالوقود الصلب.
وأعلنت وزارة الدفاع الأميركية في يونيو الماضي، أن إيران فشلت في إطلاق قمر اصطناعي إلى الفضاء وتعتزم تكرار هذه المحاولة قريباً. إلا أن طهران نفت تلك المعلومات في حينه.
وأعلن الحرس الثوري الإيراني في أبريل 2020، نجاحه في إطلاق أول قمر اصطناعي عسكري حمل اسم "نور 1"، وحمله صاروخ "قاصد" إلى المدار على ارتفاع 425 كلم.