
عولًت نائبة وزير الخارجية الأوكراني أمينة جباروفا، الأربعاء، على لقاء وزير الخارجية ديمترو كوليبا مع نظيره الروسي سيرجي لافروف والذي سيعقد الخميس، بوساطة تركية، مشددة في الوقت نفسه على تمسك بلادها بالانضمام إلى "الناتو" والاتحاد الأوروبي.
وأوضحت جباروفا في تصريحات خاصة لـ"الشرق"، أن بلادها "تعتمد على 3 مبادئ لا يمكن التنازل عنها" خلال المفاوضات مع روسيا، مطالبةً "أولاً بوقف فوري لإطلاق النار، وثانياً انسحاب القوات الروسية من الأراضي الأوكرانية، وثالثاً إيصال المساعدات وحل الأزمة الإنسانية"، مشدداً إلى أن على تلك المطالب هي "الأساس وما بقي يمكن التفاوض عليه".
وأضافت جباروفا أن "الفرصة لم تضع حتى الآن للوصول إلى حل دبلوماسي مع روسيا"، مؤكدةً أن بلاده "تسعى لمفاوضات بنائة مع روسيا التي نتوقع منها ألا تعمل على السردية التقليدية"، متوقعةً من لافروف "موقفاً بناءً" بغية الوصول لـ"نقاط وتفاهمات مشتركة".
وأكدت أن بلادها "ملتزمة بالحل السلمي للصراع"، مشددةً على أن "المجتمع الدولي والغربي ليس لديه القدرة على إيقاف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي انتهك القوانين الدولية"، ومحذرة من أنه "إذا لم يتم إيقاف الحرب فإن روسيا تتجه نحو التوسع إلى كل القارة الأوروبية".
ولفتت إلى أن كييف متمسكة بـ"السعي نحو الانضمام للاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي (الناتو)"، مؤكدةً أن "الدول الأوروبية متضامنة مع كييف في ما يخص العضوية الأوكرانية للاتحاد، فنحن أكثر جهوزية للانضمام لها".
وبشأن انضمام كييف لحلف "الناتو"، قالت جباروفا، إن بلادها "مستمرة في محاولة الانضمام للحلف، وأن المفاوضات لا زالت جارية وبشكل يومي وليس هناك موعد لذلك"، مؤكدةً أن أوكرانيا لن "تساوم" على مسألة شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا عام 2014.
وفي سؤالها عن المساعي والوساطة الإسرائيلية لحل الأزمة الروسية الأوكرانية، أجابت جباروفا: "نعم هناك جهود مبذولة للوصول إلى آليات الحل الدبلوماسي، ولكن للأسف لا يمكننا أنا نقدم لكم تفاصيل هذه الوساطات"، لكنها أضافت: "لدينا باب واحد وهو باب روسيا الاتحادية التي يجب أن تغير موقفها".
وبشأن العقوبات الغربية المفروضة على موسكو، أشادت المسؤولة الأوكرانية بـ"الجهود المبذولة من الدول الغربية التي فرضت حزمة سريعة وصارمة من العقوبات"، وقالت: "نرى الآن آلاف من الشركات التجارية العالمية تنسحب من روسيا وتغلق المكاتب بالإضافة إلى قرار إغلاق المجال الجوي أمام الشركات الجوية الروسية".
وقالت جباروفا، إن الهدف من العقوبات تتمثل في "ضرورة زيادة التكلفة على روسيا، فهي متدرجة وعملية ولكن لا يمكن أن نرى نتائجها حالياً"، متوقعةً "فرض مزيد من العقوبات لكي يتم نزع الطابع البوتيني عن الدولة الروسية".
وقالت إن روسيا "لا يمكنها أن تسعى للسلام على حساب المصالح الأوكرانية"، لافتاً إلى أن "القيادة الروسية أساءت تقدير قوة كييف لأن المواطنين باتوا يوقفون الدبابات الروسية"، مضيفةً أن "الوضع الإنساني ما زال يتدهور بشكل سريع"، معربةً عن أسفها لفشل الاتفاق مع روسيا بشأن الممرات الإنسانية.
يرتفع عدد اللاجئين الفارين من أوكرانيا يومياً منذ بدء الغزو الروسي في 24 فبراير، وبات يقدر حالياً بين 2,1 و2,2 مليون شخص، حسبما ذكر مفوض شؤون اللاجئين فيليبو غراندي في مؤتمر صحافي في ستوكهولم.
وتعرضت مدن مرة أخرى لهجمات روسية مساء الثلاثاء، ففي سيفيرودونتسك بشرق البلاد سقط عشرة أشخاص في قصف، بحسب رئيس منطقة لوغانسك الإدارية. وفي منطقة جيتومير غرب كييف، سقط تسعة أشخاص في غارات جوية. وفي كييف، أطلقت صفارات الإنذار أربع مرات في الليل.