
قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الخميس، إن أسعار الطاقة في الغرب آخذة في الازدياد بسبب سوء تقديرهم للمواقف، معتبراً خلال اجتماع مع الحكومة، أن الولايات المتحدة "تحاول خداع شعبها" بإلقاء اللوم على روسيا.
وأكد بوتين أن "روسيا تفي بجميع التزاماتها لتزويد أوروبا ومناطق أخرى من العالم بموارد الطاقة".
وأضاف: "أما بالنسبة لتلك الدول التي تتخذ خطوات غير ودية تجاه بلدنا واقتصادنا، فنحن ندرك جيداً أنها تدعو مواطنيها إلى شد أحزمتهم وارتداء ملابس أكثر دفئاً، وبشكل عام، العقوبات التي يفرضونها علينا ستكون سبباً لتدهور وضعهم".
وشدد الرئيس الروسي على أن "كل هذا يبدو غريباً للغاية، خاصة وأننا نفي بجميع التزاماتنا في مجال إمدادات الطاقة.. ولا يرتبط ارتفاع أسعار المنتجات البترولية في الولايات المتحدة بفرض حظر على واردات النفط من روسيا، فهم يخدعون مواطنيهم".
وانتقد قرار نظيره الأميركي جو بايدن بوقف واردات النفط الروسية، وقال إن الولايات المتحدة تطرق اليوم أبواب دول تقع في قائمة عقوباتها طلباً للنفط.. متسائلاً عن السبب الذي دعا واشنطن لفرض عقوبات على هذه الدول في السابق.
وخاطب بوتين وزير المالية أنطون سيلوانوف: "أود أن أطلب منكم مرة أخرى إلقاء نظرة فاحصة على الآليات الممكنة لضمان استقرار الميزانيات الإقليمية".
وأشار إلى أن هناك طلباً كبيراً على بعض أنواع السلع في روسيا، لافتاً إلى أن العمل يجري لحل كافة المسائل.
وزاد: "لدينا برنامج مدروس للتطوير، وكلها أُقرت ويجب العمل فيها، مثل برامج الميزانية على كافة المستويات. أعلم أن رئاسة الحكومة ووزارات الاقتصاد والتنمية والمالية تقومون بتحليل البرامج وتتخذ القرارات والآليات التي تسمح باستقرار الميزانية".
إجراءات حكومية لاستدامة الاستقرار
بدوره، أكد رئيس الوزراء الروسي ميخائيل ميشوستين، أن الحكومة تتعامل مع العقوبات الغربية وفق خطط محددة ونعمل على تقليل آثارها على المواطنين.
وقال: "الحكومة الروسية تقترح إدخال إدارة خارجية في الشركات، في حال أغلق المالكون الأجانب الإنتاج بشكل غير معقول"، مشيراً إلى أنه "في هذه الحالة تقترح الحكومة إنشاء إدارة خارجية ستحدد مصير الشركة في المستقبل".
وأشار ميشوستين إلى أن المهمة الرئيسية في هذه الحالة ستكون "الحفاظ على الوظائف في وقت تعلن فيه معظم الشركات تعليقاً مؤقتاً لخدماتها وأعمالها مع الحفاظ على الوظائف والأجور، لافتاً إلى أنه سيتم "مراقبة هذا الوضع بدقة".
من جانبه، أوضح وزير المالية الروسي أنطون سيلوانوف، عدداً من الإجراءات التي سيتم اتخاذها لمواجهة العقوبات الغربية وتداعياتها الاقتصادية، منها تسديد الديون الروسية الخارجية بالعملة المحلية (الروبل)، ورفع التجميد عن الاحتياطات والأصول من الذهب والعملة الصعبة، وتحرير شراء الذهب من الضرائب.
وأضاف سيلوانوف: "كذلك سنقوم بمساعدة المصارف والبنوك التي تعمل في المجال المالي، والعمل على تفادي حدوث تضخم كبير، ودفع كافة الالتزامات من الرواتب للموظفين والمتقاعدين، ودعم القطاع الصحي، إضافة إلى تقديم دفعات مالية جديدة في شهر مايو للأسر التي لديها أطفال وذات دخل ضعيف".
وخلال الاجتماع الحكومي الذي ترأسه بوتين، قال وزير الزراعة الروسي، دميتري باتروشيف، إن الأمن الغذائي في روسيا مضمون 100%.
وأشار إلى أن موسكو ستواصل الوفاء بالتزاماتها التصديرية إلى أسواق الزراعة العالمية، لافتاً إلى أن روسيا ستسجل زيادة في حجم المنتوجات الزراعية، بما في ذلك إنتاج 123 مليون طن من الحبوب هذا العام.
اقرأ أيضاً: