
قالت الجزائر، الأحد، إنها تدعم موقف الصين في المسائل المتعلة بـ"حقوق الإنسان وشينجيانج"، بالإضافة إلى "هونج كونج"، و"مبدأ الصين الواحدة"، في إشارة إلى جزيرة تايوان.
وأصدرت وزارة الخارجية الجزائرية بياناً مشتركاً مع الجانب الصيني، خلال زيارة وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة إلى الصين، في الفترة الممتدة من 19 إلى 21 مارس.
وأكد الجانب الجزائري تمسكه بـ"مبدأ الصين الواحدة"، ودعمه لـ"الموقف الصيني من المسائل المتعلقة بحقوق الإنسان وشينجيانج وهونج كونج، وضرورة العمل لتفادي تسييسها أو استعمالها كوسيلة ضغط في العلاقات الدولية".
وذكر البيان أن الجزائر والصين، تتوافقان بشأن عدد من المواقف الإقليمية والدولية، بما في ذلك الحرب في أوكرانيا، والقضية الفلسطينية، وجهود التهدئة في منطقة الساحل الإفريقي، ومساعي عقد قمة عربية صينية، بالإضافة إلى المبادرة الصينية "الحزام والطريق".
وفرضت دول غربية عقوبات على الصين بعد اتهامها بـ"قمع أقلية الأويجور المسلمة" في شينجيانج، وهو ما تنفيه الصين بشكل كامل.
وقالت وزارة الخارجية الجزائرية، إن وزيرا الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة، والصيني وانج لي، تبادلا وجهات النظر بشكل معمق حول العلاقات الصينية-الجزائرية والقضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وتوصلا إلى "توافق واسع".
القضية الأوكرانية
وفيما يخص القضية الأوكرانية، شدد الجانبان على ضرورة التمسك بأهداف ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة واحترام سيادة الدول وسلامة أراضيها، مع التمسك بمبدأ "الأمن غير القابل للتجزئة"، و"مراعاة الانشغالات الأمنية المعقولة للأطراف المعنية".
ولفت الجانبان إلى ضرورة "عدم إساءة استعمال العقوبات الأحادية الجانب التي لا تستند إلى القانون الدولي، تفادياً لانتهاك القواعد الدولية والمساس بالظروف المعيشية لشعوب الدول، وضرورة التخفيف من حدّة الانعكاسات الإنسانية التي قد تنجم عنها".
وأكد الجانبان ضرورة الالتزام بحل النزاعات سلمياً عبر الحوار والتفاوض، مشيرين إلى حرص البلدين على بذل جهود مشتركة في هذا الصدد.
تكثيف التعاون
وأكد الجانب الجزائري تمسكه بـ"مبدأ الصين الواحدة"، ودعمه لـ"الموقف الصيني من المسائل المتعلقة بحقوق الإنسان وشينجيانج وهونج كونج، وضرورة العمل لتفادي تسييسها أو استعمالها كوسيلة ضغط في العلاقات الدولية".
وشدد الجانبان على "تكثيف التعاون والتنسيق حول الشؤون الدولية والمتعددة الأطراف، والتمسك بمبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، ومواصلة تعزيز الديمقراطية في العلاقات الدولية".
ولفتا إلى أهمية "حل النزاعات عبر الحوار وبالطرق السلمية، والتأكيد على ضرورة الحفاظ على المنظومة الدولية التي تكون الأمم المتحدة مركزاً لها والقواعد الأساسية للعلاقات الدولية القائمة على أساس مبادئ وأهداف ميثاق الأمم المتحدة".
القضية الفلسطينية
وأكد الجانبان على "ضرورة حل القضية الفلسطينية وفقاً لقرارات الشرعية الدولية التي تكرس حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية لتحقيق الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط".
قمة عربية صينية
وأعرب الجانب الصيني عن تطلعه لمساهمة الجزائر الإيجابية في "تعزيز التعاون الجماعي بين الدول العربية والصين خاصة"، و"إعداد القمة العربية-الصينية المرتقبة"، معبراً عن "تأييده لدور الجزائر البناء والهام على الساحتين الإقليمية والدولية".
وعبر الجانب الجزائري، عن شكره على "دعم الصين الدائم للقضية العربية العادلة، وتقديره للمبادرات والأفكار التي طرحتها الصين والجهود الإيجابية التي بذلتها في سبيل إيجاد حل عادل ودائم للقضايا في الشرق الأوسط"، متطلعاً لدور أكبر للصين في "صيانة السلم والأمن والاستقرار في المنطقة".
الساحل الإفريقي
وأشاد الجانب الصيني بـ"الدور الإيجابي للجزائر في دعم الاستقرار والتنمية في منطقة الساحل والصحراء والتسوية السلمية للأزمات، خصوصاً في كل من ليبيا ومالي وكذا جهودها في مجال تفعيل منطقة التجارة الحرة الافريقية"، وفق بيان الخارجية الجزائرية.
كما أشاد بمساعي الجزائر الحثيثة "في إطار تنفيذ عهدتها كمنسق الإتحاد الإفريقي للوقاية من الإرهاب والتطرف العنيف ومكافحة امتداد هذه الآفة الخطيرة في أرجاء القارة".
"الحزام والطريق"
واتفق الجانبان على "تعزيز المواءمة بين الاستراتيجيات التنموية للبلدين على نحو شامل وتعميق التعاون العملي بما يخدم مصالح الشعبين".
وأعلن الجانبان عن التوصل إلى توافق حول "الخطة التنفيذية للبناء المشترك لمبادرة الحزام والطريق"، التي سيتم التوقيع عليها في أقرب فرصة.
ونوّه الجانب الجزائري بـ"المزايا التي تكرسها مبادرة الحزام والطريق كونها ترمي إلى تكريس قيم التعاون على أساس التضامن وتقاسم المنافع والمكاسب"، في حين أشاد الجانب الصيني بـ"دعم الجزائر لمبادرة التنمية العالمية وانضمامه إلى مجموعة أصدقاء مبادرة التنمية العالمية، باعتباره من الأعضاء الأوائل في هذه المجموعة".
وأكد الجانبان على "العمق التاريخي والطابع الاستراتيجي الشامل للعلاقات الجزائرية الصينية، وعلى استعدادهما لبذل المزيد من الجهود لتطوير علاقات الشراكة الاستراتيجية الشاملة بما يعود بالنفع على الطرفين".
وجددا تمسكهما بتبادل الدعم الثابت في المسائل التي تخص المصالح الجوهرية والاهتمامات الكبرى لكل منهما.