طالبان تحظر زراعة الأفيون.. حرب على المخدرات أم رسالة للغرب؟

time reading iconدقائق القراءة - 6
مزارع أفغاني يزرع نبتة الخشخاش في محافظة جلال آباد شرقي أفغانستان - 17 أبريل 2014 - REUTERS
مزارع أفغاني يزرع نبتة الخشخاش في محافظة جلال آباد شرقي أفغانستان - 17 أبريل 2014 - REUTERS
دبي-الشرق

بعد أن ظل الأفيون جزءاً أساسياً من الاقتصاد الأفغاني خلال سنوات الماضية، أعلنت حركة طالبان، الأحد، حظراً كلياً على زراعة المخدرات ومن ضمنها نبتة الخشخاش في أفغانستان، والتي تعد أكبر منتج للأفيون في العالم.

وجاء في الأمر الذي أصدره زعيم حركة طالبان هبة الله أخوند زاده، أنه "وفقاً لمرسوم الزعيم الأعلى (..) يتم إبلاغ جميع الأفغان بأنه من الآن فصاعداً، تم حظر زراعة الخشخاش بشكل صارم في جميع أنحاء البلاد".

كما جاء في الأمر، الذي أُعلن في مؤتمر صحافي لوزارة الداخلية في العاصمة كابول، أنه "إذا خالف أي شخص هذا المرسوم، فسيتم تدمير محصوله على الفور وسيتم التعامل مع المخالف وفقاً لأحكام الشريعة"، مؤكداً أمر حظر إنتاج أو استخدام أو نقل أي أنواع أخرى من المخدرات.

وتسعى طالبان إلى الحصول على اعتراف دولي بسلطتها في أفغانستان، ويعد الأفيون من نقاط الخلاف الرئيسية، كما أن عقوبات عدة فرضت على الحركة بسبب زراعة الخشخاش والتجارة بالمخدرات.

عوامل اقتصادية

وحذّرت دول غربية وإقليمية عقب استلام طالبان للحكم في أفغانستان في أغسطس الماضي، من إمكانية أن "تغرق الغرب" بمخدر الهيروين، كوسيلة لدعم الاقتصاد الأفغاني في ظل سيطرتها على البلاد حالياً، فيما تعهّدت الحركة بأن تكون أفغانستان دولة "خالية من المخدرات".

وسبق لطالبان أن حظرت لمدة قصيرة زراعة الخشخاش، خلال فترة حكمها السابق لأفغانستان مطلع القرن الجاري، ولكن بعد سقوط الحركة عقب الغزو الأميركي في عام 2001، عادت زراعة الخشخاش لتمويل مجهودها العسكري ضد الحكومة التي تم تنصيبها في كابول، وفق مجلة "فورين بوليسي".

وخصصت الولايات المتحدة خلال الـ15 عاماً الماضية قرابة 8 مليار دولار لمكافحة زراعة نبتة الخشخاش، التي تُستخرج منها عدة أنواع من المخدرات، في أفغانستان وحرمان طالبان والجماعات التابعة لها من مصدر رئيسي للتمويل.

وتعد أفغانستان أبرز منتج للأفيون في العالم، إذ تمثل نحو 80٪ من الإنتاج العالمي، وقد سجل أعلى مستوى له على الإطلاق في عام 2017، فيما قدرت الأمم المتحدة أن إنتاج الأفيون في أفغانستان تجاوز حاجز 6 آلاف طن للعام الخامس على التوالي، ما يقوّض جهوداً لتجنب أن تكون مركزاً لتجارة المخدرات في العالم، كما أفادت "بلومبرغ".

وأشار تقرير أعدته المنظمة الدولية إلى أن أفغانستان أنتجت 6 آلاف و800 طن في 2021، مضيفاً أن حالة عدم اليقين الناتجة عن سيطرة حركة طالبان على البلاد مجدداً، أدت إلى ارتفاع أسعار الأفيون، في أغسطس وسبتمبر الماضيين.

وتابع التقرير أن الإنتاج زاد بنسبة 8٪ هذا العام، كما تعزّزت الحوافز لزراعته مع ارتفاع الأسعار، في ظل تصاعد الفقر وانعدام الأمن الغذائي، موضحاً أن "الدخل من المواد الأفيونية في أفغانستان بلغ ما بين 1.8 و2.7 مليار دولار، في عام 2021"، لافتاً إلى أنها "تُحصّل مبالغ أكبر بكثير من خلال سلاسل غير مشروعة لتوريد المخدرات خارج أفغانستان".

واعتبرت "فورين بوليسي" أن طالبان لم يكن أمامها في وقت سابق، إلا العمل مع الموزعين المحليين والمهربين الإقليميين الذين يرتكزون على الحدود الإيرانية، موضحةً أنهم يعملون على تهريب أطنان من مواد الأفيون والهيروين والميثامفيتامين، ونقلها إلى الأسواق المربحة في جميع أنحاء أوروبا وكندا. 

اقرأ أيضاً:

تصنيفات