
بدأت سفن حربية أميركية ويابانية، بقيادة مجموعة حاملة الطائرات الأميركية "يو إس إس أبراهام لينكولن"، مناورات بحرية مشتركة في المياه بين اليابان وشبه الجزيرة الكورية، للمرة الأولى منذ 5 سنوات، فيما أجرت الغواصتان الروسيتان من أسطول المحيط الهادئ الروسي "بتروبافلوفسك كامتشاتسكي" و"فولخوف"، اختبار إطلاق صواريخ "كاليبر" في بحر اليابان.
وقال "أسطول المحيط الهادئ" الروسي في بيان، إن "اثنتان من أحدث الغواصات العاملة بالديزل والكهرباء لأسطول المحيط الهادئ، بتروبافلوفسك كامتشاتسكي، وفولخوف، دمرت هدفاً بحرياً في بحر اليابان، بصواريخ"، وفق ما ذكرت وكالة "تاس" الروسية.
وذكرت شبكة "روسيا اليوم"، أنه تم إجراء التدريبات القتالية من خلال أكثر من 15 سفينة حربية وسفينة مساعدة لأسطول المحيط الهادئ، بالإضافة إلى طائرات تابعة لسلاح البحرية لأسطول المحيط الهادئ.
تدريبات أميركية يابانية
وأعلن الأسطول الأميركي السابع وبحرية الجيش الياباني، المُسمّى "قوات الدفاع الذاتي"، أنهما أجريا تدريبات بحرية مشتركة في بحر اليابان يومَي الثلاثاء والأربعاء. وكانت هذه المرة الأولى التي تنفذ فيها حاملة الطائرات الأميركية تدريبات في المنطقة، منذ عام 2017، وتُعتبر محاولة لردع استفزاز كوريا الشمالية.
وكثفت اليابان في السنوات الأخيرة، تدريبات عسكرية مشتركة مع الولايات المتحدة، أقرب حلفائها، وكذلك مع شركائها الإقليميين، في ظلّ مخاوف متزايدة بشأن إجراءات عسكرية صينية في البحار الإقليمية، كما أن هناك خلافاً بين بكين وموسكو بشأن جزر واقعة بين البلدين، وتطالب اليابان بالسيادة عليهم.
كما حذر خبراء عسكريون من أن بيونج يانج قد تطلق صاروخاً آخر، أو حتى تنفذ تجربة نووية هذا الأسبوع، خلال إحياء ذكرى ولادة كيم إيل سونج، مؤسّس كوريا الشمالية، علماً أن التوتر يتصاعد في المنطقة، قبل تدريبات عسكرية سنوية مشتركة بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية، كما أفادت وكالة "أسوشيتد برس".
وقال أبرز أمناء مجلس الوزراء الياباني هيروكازو ماتسونو، إن التدريبات المشتركة الجارية "تستهدف تعزيز التعاون العسكري بين اليابان والولايات المتحدة، ولا تضع في اعتبارها دولة معيّنة"، مضيفاً: "سنواصل تعزيز قدرة الردع والاستجابة للتحالف الياباني الأميركي، وبذل قصارى جهدنا للدفاع عن بلدنا".
وتعتزم وزارة الدفاع اليابانية نشر تفاصيل عن التدريبات "عندما يسمح الموقف" بذلك، بحسب "أسوشيتد برس".
وأعلنت بحرية الجيش اليابانية أن مدمرتيها "جي إس كونجو" و"جي إس إينازوما"، إضافة إلى مقاتلات من طراز "إف-2" اليابانية، انضمت إلى مجموعة حاملة الطائرات "يو إس إس أبراهام لينكولن"، من أجل "تعزيز قدرة التحالف الياباني - الأميركي للردع الفعال والاستجابة". وأضافت في تغريدة على "تويتر": "إن عملنا يساهم في السلام والاستقرار الإقليميين".
خفض واردات النفط
في السياق ذاته، وزّعت الولايات المتحدة مشروع قرار على الدول الأعضاء في مجلس الأمن، يفرض مزيداً من العقوبات على كوريا الشمالية بعد استئنافها اختباراتها الصاروخية، من خلال خفض صادرات النفط إلى البلاد إلى النصف وفرض حظر على التبغ وإدراج جماعة "لازاروس" للقرصنة الإلكترونية على القائمة السوداء، التي تعتبر واشنطن أنها تخضع لإدارة جهاز الاستخبارات الأساسي في كوريا الشمالية، بحسب وكالة "رويترز".
ويحتاج صدور قرار إلى 9 أصوات مؤيّدة وامتناع الأعضاء الدائمين في المجلس عن استخدام حق النقض، وهم روسيا والصين وفرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة.
وأشارت روسيا والصين إلى معارضتهما تشديد العقوبات، رداً على إطلاق بيونج يانج صاروخاً باليستياً عابراً للقارات الشهر الماضي، كان الأول منذ عام 2017.
وقال الموفد الأميركي الخاص المكلّف ملف كوريا الشمالية، سونج كيم، الأسبوع الماضي إن الولايات المتحدة ناقشت نصّ مشروع القرار مع الصين وروسيا، مستدركاً: "لسوء الحظ، لا يمكنني الإبلاغ عن أننا أجرينا مناقشات مثمرة معهما حتى الآن".
حظر تصدير التبغ
ومن شأن مشروع القرار الذي صاغته الولايات المتحدة، أن يوسّع حظراً على إطلاق الصواريخ الباليستية، ليشمل صواريخ "كروز" أو "أيّ نظام إطلاق آخر قادر على إطلاق أسلحة نووية".
كما ينصّ على تقليص صادرات النفط الخام إلى كوريا الشمالية إلى النصف، لتبلغ مليونَي برميل سنوياً، وخفض صادرات البترول المكرّر بنسبة النصف، إلى 250 ألف برميل. كما يسعى إلى حظر صادرات كوريا الشمالية من "الوقود المعدني والزيوت المعدنية ومنتجات تقطيرها".
ويسعى مشروع القرار إلى حظر تصدير التبغ والتبغ المصنّع إلى كوريا الشمالية، علماً أن الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون، مدخن شره.
وتخضع كوريا الشمالية لعقوبات فرضها مجلس الأمن منذ عام 2006، شددها للمرة الأخيرة في عام 2017. لكن بيونج يانج نجحت في تفادي بعض العقوبات واستمرت في تطوير برنامجيها، الصاروخي والنووي، وفق "رويترز".
اقرأ أيضاً: