هل تكتب حرب أوكرانيا نهاية عصر الدبابات؟

time reading iconدقائق القراءة - 6
جنود أوكرانيون يحملون صواريخ "جافلين" خلال عرض عسكري في كييف- 24 أغسطس 2018 - REUTERS
جنود أوكرانيون يحملون صواريخ "جافلين" خلال عرض عسكري في كييف- 24 أغسطس 2018 - REUTERS
دبي-الشرق

اعتمدت القوات الأوكرانية خلال مواجهتها للجيش الروسي على أسلحة مضادة للمركبات المدرعة، وبشكل خاص صواريخ "جافلين" أميركية الصنع، والتي استُخدمت ضد القوافل والعربات المدرعة، وحققت نجاحاً كبيراً بحسب تقرير لمجلة "ناشيونال إنترست".

وذكرت المجلة أنه بينما كان من المستبعد أن يخلص معظم المراقبين ومطوري الأسلحة إلى وصف حرب الدبابات على أنها "عفا عليها الزمن"، فإن ثمة تساؤل يطرح نفسه وهو هل يُسلط النجاح الأوكراني الضوء على احتمال أن تكون الدبابات المدرعة في الواقع أكثر عرضة للخطر مما كان يعتقده الكثيرون سابقاً؟

ومن المعروف وفقاً للمجلة، أن الأسلحة المضادة للدروع فعالة للغاية، لافتةً إلى مدى فعالية صواريخ "جافلين" المضادة للمدرعات عندما استخدمتها القوات الأميركية ضد المدرعات العراقية في خلال الغزو عام 2003.

ومع ذلك بالنظر إلى الحرب الدائرة حالياً في أوكرانيا، يبدو أن هناك العديد من المتغيرات الحاسمة التي يجب مراعاتها، بما في ذلك الحالة النسبية للدبابات الروسية، والتكتيكات التي يستخدمها المقاتلون الأوكرانيون.

كر وفر

وتضيف "ناشيونال إنترست" أنه قد يكون النجاح الواضح لأوكرانيا في ظل استخدام الأسلحة المضادة للدروع نتيجة لتكتيكات الكمائن الفعالة وعمليات الكر والفر.

وأوضحت أنه إذا تمركز الجنود الأوكرانيون المسلحون بصواريخ "جافلين" في مواقع استراتيجية ومخفية في البيئات الحضرية أو نقاط الاختناق، فيمكنهم الظهور بسرعة لضرب المركبات المدرعة من مسافة قريبة.

ولفتت المجلة إلى أن هذا النهج من شأنه أن يزيد من احتمالية استهداف المركبات المدرعة الروسية وضربها بدقة وتأثير أكبر، وعلى سبيل المثال، يمكن أن يؤدي ضرب أماكن تخزين الذخيرة في الدبابة أو ضرب مناطق ضعيفة أخرى إلى زيادة الضرر الذي يلحق بالدبابات الروسية.

وتضيف المجلة أنه قد يكون هناك متغير رئيسي آخر وهو الحالة النسبية للدبابات الروسية.

وأشارت إلى أنه في حين سيكون من المهم للغاية أن تستخدم روسيا بعضا من دبابات (T-14 Armata) المتطورة ، إلا أنه لم يتم إنتاج الكثير منها حتى الآن.

ومن المعروف أن روسيا تقوم بتشغيل بعض دبابات (T-90) التي تمت ترقيتها ودبابات (T-72) الأقدم، لكن مدى تحديثها لا يزال غير معروف رسمياً.

وقد يعمل العديد منها بحماية دروع قديمة أو بدون أي نوع من أنظمة الحماية النشطة، ما يجعلها أكثر عرضة للخطر.

وبناء على تقدير مؤشر "جلوبال فاير باور" السنوي لعام 2022 للتقارير العسكرية الروسية التي تفيد بأن الجيش الروسي يشغل 12 ألف دبابة، يتبين أن القوات الروسية لا تفتقر إلى الأعداد، ومع ذلك، فيما يتعلق بقدرتها على الدفاع ضد صواريخ جافلين، ربما يرتبط الأمر بمدى قدرات تحديث تلك الدبابات.

وفي المقابل هناك العديد من التفاصيل غير متاحة على الأرجح لأسباب أمنية، إذ قامت الولايات المتحدة مؤخراً بتحديث صواريخ جافلين الخاصة بها بعدد من التحسينات المؤثرة، وليس من الواضح ما إذا كان الأوكرانيون يمتلكون أكثر النسخ تطوراً منها.

وتتضمن الابتكارات الأكثر حداثة لتلك الصواريخ المقرر دخولها مرحلة الإنتاج هذا العام مستشعرات محسّنة لتنفيذ هجمات دقيقة أثناء التنقل.

وقال مسؤولون في الجيش الأميركي لـ"ناشيونال إنترست" العام الماضي، إن جيش الولايات المتحدة يقوم بتصميم رأس حربي جديد لصواريخ "جافلين" أيضاً.

رمز المقاومة

وانتشرت صور لجنود أوكرانيين حاملين قاذفات صواريخ "جافلين" على أكتافهم مؤخراً، ما جعل السلاح المضاد للدبابات والقادر على اختراق الدروع الأكثر تطوراً رمزاً للمقاومة الأوكرانية للغزو الروسي، بحسب وكالة "فرانس برس".

وكثّفت الدول الغربية التي تُريد دعم أوكرانيا عسكرياً دون الدخول في صراع مباشر مع روسيا، عمليات تسليم الأسلحة للجيش الأوكراني منذ أن شنت موسكو غزوها في 24 فبراير.

وبحسب مسؤول أميركي كبير، تلقى الأوكرانيون من دول غربية المئات من قاذفات جافلين.

وبالإضافة إلى كونها رمزاً لدعم الولايات المتحدة، أقوى حليف لأوكرانيا ضد روسيا، تحظى قاذفات جافلين أيضاً بتقدير الجيش لخصائصها التقنية.

وهذه القاذفات المجهزة بشحنتين متفجرتين، يمكنها اختراق الدبابات الأكثر تطوراً في العالم، خصوصاً الدبابة الروسية "تي-90" التي يتفاعل درعها المتفجر مع تأثير قذيفة بهدف منعها من اختراق الدبابة.

وتنفجر الشحنة الأولى من "جافلين" عند ملامستها الدبابة، ثم تطلق شحنة ثانية أقوى تخترق الدرع.

مع وصول مداها إلى 2500 متر، يمكن استخدام هذه القاذفات في وضع هجوم مباشر لتدمير هدف ما أو إذا أطلقت نحو الأعلى، لإسقاط طائرة تُحلق على ارتفاع منخفض مثل مروحية.

لكن يمكن أيضاً استخدامها في وضع هجوم غير مباشر من الأعلى، بحيث يُطلق الصاروخ إلى ارتفاع يصل إلى 160 متراً ثم يسقط عمودياً على هدفه، مثل رماح الجيوش الرومانية القديمة.

تصنيفات