طلبت الصين من الحكومة الباكستانية، الأربعاء، إجراء تحقيق "شامل وعاجل"، بعدما تسبب تفجير انتحاري في وفاة ثلاثة صينيين يعملون في معهد كونفوشيوس التابع لجامعة كراتشي، بجنوب باكستان، الثلاثاء.
وأعلنت حركة "جيش تحرير بلوشستان" الانفصالية مسؤوليتها عن الانفجار الذي استهدف مواطني الصين، الحليفة لباكستان، فيما يُعد أول تحد كبير يواجه رئيس الوزراء المنتخب حديثاً شهباز شريف، الذي أبدى حزنه وأسفه، مندداً بما وصفه بـ"الفعل الإرهابي الجبان".
والتقى شريف بعد الانفجار، القائمة بأعمال السفارة الصينية في باكستان بانج تشونكسو، لتقديم التعازي، فيما قال وزير الداخلية الباكستاني رنا صنع الله، إن الهجوم "مؤسف ومُدان"، وإن الحكومة "ستضمن سلامة الرعايا الأجانب بأي ثمن".
قلق صيني
وقالت وزارة الخارجية الصينية في بيان، الأربعاء، إن الانفجار وقع خارج معهد كونفوشيوس، وإن ثلاثة من الضحايا مدرسون صينيون. وأضاف البيان أن مساعد وزير الخارجية وو جيانغهاو، اتصل بالسفير الباكستاني في بكين معين الحق، لـ"التعبير عن قلقه البالغ للغاية" من هذا الحادث.
وأضافت وزارة الخارجية أن الصين طالبت باكستان بـ"إجراء تحقيق شامل على الفور في الحادث، والقبض على الجناة ومعاقبتهم إلى أقصى حد يسمح به القانون، واتخاذ جميع الإجراءات الممكنة لضمان سلامة المواطنين الصينيين في باكستان، ومنع تكرار مثل هذه الحوادث مرة أخرى".
وهذا الهجوم أكبر تفجير يستهدف مواطنين صينيين في باكستان منذ أغسطس الماضي، عندما فجّر انتحاري حافلة ركاب في شمال البلاد، ما أسفر عن سقوط 13 شخصاً، بينهم تسعة صينيين.
عملية انتحارية
ونقلت وكالة "رويترز" عن مسؤول في وزارة الداخلية الباكستانية، إن الانتحارية التي نفذت الهجوم عمرها 30 عاماً، وكانت مدرّسة علوم من منطقة بلوشستان، والتحقت بجامعة كراتشي قبل نحو 5 أشهر، لنيل درجة ثانية في الماجستير.
وأعلنت حركة "جيش تحرير بلوشستان" الانفصالية مسؤوليتها عن الانفجار، وأوضحت أن الانتحارية أمّ لطفلين، نالت شهادة جامعية في علم الحيوان، وكانت تدرس للحصول على شهادة أخرى، مضيفة أنها تطوّعت لتنفيذ الهجوم، وهو الأول الذي تنفذه امرأة.
وحذرت الحركة الصين من هجمات مستقبلية أشد قسوة، إذا لم تتوقف عن "مشاريع الاستغلال فوراً".
وهاجمت "جيش تحرير بلوشستان" قاعدتين للجيش في مقاطعة بلوخستان بجنوب غرب باكستان في وقت سابق من العام الحالي، ما أسفر عن سقوط سبعة جنود، بينما لاقى 13 من المهاجمين حتفهم في معركة طويلة بالأسلحة النارية مع الجيش الباكستاني.
وجرت العادة على أن يهاجم مقاتلو الحركة الانفصاليون، الذين يقولون إنهم يقاتلون من أجل حصة أكبر في الموارد الإقليمية من المناجم والمعادن، مشاريع الغاز والبنية التحتية وقوات الأمن.
ويهاجمون أيضاً المشاريع الصينية ويقتلون أحيانا العمال الصينيين على الرغم من التأكيدات الباكستانية بأنها تبذل كل ما في وسعها لحماية المشاريع.
الممر الصيني الباكستاني
وقال رئيس الوزراء الباكستاني المنتخب حديثاً شهباز شريف، إنه حريص على متابعة المرحلة الثانية من الممر الاقتصادي الصيني الباكستاني، في إطار مبادرة الحزام والطريق التي طرحها الرئيس الصيني شي جين بينج.
وفي خطابه أمام البرلمان بعد انتخابه رئيساً لوزراء باكستان تعهد شهباز شريف بتحويل بلاده إلى "جنّة للاستثمار، من خلال (انتهاج) سياسات رائعة"، مذكّراً بأن "روما لم تُبنَ في يوم واحد". وركز على "الممر الاقتصادي الصيني الباكستاني"، وهو مشروع جلبه حزبه قبل تولّي عمران خان الحكم في عام 2018.
والممر الاقتصادي الصيني- الباكستاني يهدف إلى إنشاء طريق بري يربط بين مدينة كاشجر الصينية وميناء جوادر الباكستاني، علماً بأن تكلفته تبلغ 46 مليار دولار. وقال شريف: "سنطوّر الممرّ الاقتصادي بسرعة". ووصف بكين بأنها "صديقة في كل الأحوال".