ما الذي تحمله زيارة وزير الخارجية الروسي إلى الجزائر؟

time reading iconدقائق القراءة - 5
وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف خلال مؤتمر صحافي في موسكو - 26 أبريل 2022 - REUTERS
وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف خلال مؤتمر صحافي في موسكو - 26 أبريل 2022 - REUTERS
الجزائر -أمين حمداوي

يبدأ وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، الاثنين، زيارة إلى الجزائر تستمر يومين، يلتقي فيها نظيره الجزائري رمطان لعمامرة والرئيس عبد المجيد تبون لبحث "العلاقات الثنائية الاستراتيجية والمستجدات الدولية والإقليمية"، وفق ما أفاد به عبد السلام باشاغا رئيس لجنة الصداقة الجزائرية الروسية بمجلس النواب الجزائري.

وقال باشاغا في تصريحات لـ"الشرق"، إن الزيارة الروسية تأتي بهدف تعميق الشراكة الاستراتيجية وتأكيد متانة العلاقات الجزائرية الروسية التي تمتد 60 عاماً، مشيراً في السياق ذاته إلى أن الزيارة التي تأتي في وقت تتواصل فيه الأزمة الأوكرانية، ستكون فرصة للجزائر للتأكيد على موقفها الداعي "لإيجاد حل سياسي للصراع الدائر".

وتطرح الجزائر، التي تعد عضواً في المجموعة التي شكلتها الجامعة العربية للوساطة في الأزمة الأوكرانية، نفسها كبلد محايد يقف على مسافة واحدة من أطراف الأزمة.

في منتصف الشهر الماضي، أجرى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مكالمة هاتفية مع الرئيس الجزائري تم التطرق خلالها إلى الوضع في أوكرانيا، وجرى الاتفاق على "تفعيل اتصالات على مختلف المستويات".

وتناولت المكالمة "بحث قضايا المنطقة، وتم التعبير فيها عن القلق من تفاقم الوضع المتعلق بالصراع الفلسطيني الإسرائيلي، كما تم التأكيد على أهمية تكثيف الجهود الدولية للتوصل إلى تسوية في الشرق الأوسط".

كما أكد الرئيسان خلال الاتصال نيتهما مواصلة التنسيق الثنائي في إطار صيغة "أوبك+" وفي إطار منتدى الدول المصدرة للغاز من أجل ضمان الاستقرار في أسواق الطاقة العالمية.

موقف الجزائر من الحرب

وفق الموقف الجزائري الرسمي، تدعم الجزائر المفاوضات المباشرة بين روسيا وأوكرانيا بهدف وقف العمليات العسكرية، والتعامل العاجل مع الأزمة الإنسانية، بالإضافة إلى دعم الجهود الدبلوماسية الدولية الرامية لحل الأزمة الراهنة، بما يمكن من منع الانهيار المتزايد للمعايير الدبلوماسية.

كما تدعم التوصل في أقرب وقت ممكن إلى "حل سياسي" يضمن الحفاظ على سيادة الدول وسلامة أراضيها ومصالحها الحيوية المشروعة.

وصوتت الجزائر، في أبريل الماضي، ضد قرار تعليق عضوية روسيا في مجلس حقوق الإنسان، كما امتنعت عن التصويت على قرار أممي يدين روسيا في حربها على أوكرانيا.

وبحث وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة، السبت الماضي، مع نظيره الأوكراني ديميترو كوليبا العلاقات الثنائية وتطورات الأزمة في أوكرانيا والجهود الدولية لوقف الحرب الجارية وتداعياتها على الأمن الغذائي العالمي، وذلك في اتصال هاتفي تلقاه لعمامرة من نظيره الأوكراني، وفق ما جاء في بيان للخارجية الجزائرية.

تعاون اقتصادي وعسكري

الصحافي الجزائري حكيم بوغرارة، قال في تصريحات لـ"الشرق"، إن الزيارة ستكون فرصة لبحث تداعيات الأزمة الأوكرانية في ظل ما تشهده أسواق الطاقة والغذاء من ارتفاع كبير في الأسعار، الأمر الذي كانت له انعكاسات على المستوى المعيشي للكثير من الشعوب.

ووفق حكيم بوغرارة، تأتي هذه الزيارة في سياق التحضير للجنة المشتركة العليا العاشرة بين الجزائر وروسيا، والتي كانت مقررة منذ أشهر.

وأشار إلى أنها تدخل في سياق تكثيف التعاون الاقتصادي والتعاون العسكري، بالإضافة إلى تبادل وجهات النظر بشأن القضايا الإقليمية وأبرزها قضية الصحراء الغربية وأزمة منطقة الساحل في مالي وانعكاساتها على الأمن في المنطقة.

"شراكة استراتيجية معمقة"

وفي أبريل الماضي، صرح سفير روسيا في الجزائر، إيجور بالييف، لوسائل إعلام جزائرية، بأن روسيا تنتظر ملاحظات الجزائر على مشروع اتفاق "الشراكة الاستراتيجية المعمقة" الذي جرى تسليمه للجانب الجزائري، دون أن يكشف عن تفاصيل ذلك الاتفاق.

وتعتبر روسيا أبرز شريك مزود للأسلحة بالنسبة للجزائر، إذ يرتبط البلدان بصفقات تسليح لمنظومات دفاع جوي وطيران ودبابات وغواصات، كما تربطهما اتفافات في مجال الطاقة، وبلغ حجم المبادلات التجارية بين البلدين، بحسب جهات روسية رسمية، 3 مليارات دولار في 2021. 

تصدير الغاز إلى إيطاليا

وتأتي هذه الزيارة بعد أيام من اتفاق الجزائر مع إيطاليا على زيادة إمدادات الغاز بنحو 9 مليارات متر مكعب سنوياً خلال عامي 2023 و2024، إلى روما، التي تسعى لخفض اعتمادها على الغاز الروسي، ما يثير تساؤلات بشأن تأثيرات ذلك الاتفاق على العلاقات الجزائرية الروسية في ظل الأزمة الأوكرانية.

وفي هذا الصدد، أكد رئيس لجنة الصداقة الجزائرية الروسية بمجلس النواب الجزائري عبد السلام باشاغا، أن الجانب الروسي ينظر إلى هذه الزيادة على أنها "شأن جزائري سيادي وتجاري"، لافتاً في السياق ذاته إلى أن الجزائر لا تملك قدرات إنتاجية قادرة على تعويض إمدادات الغاز الروسي نحو أوروبا في ظل تزايد الطلب الداخلي على الغاز.

بدوره، اعتبر أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية بجامعة الجزائر، رضوان بوهيدل، أن هذه الزيارة تأتي لـ"تفنيد القراءات المتداولة عن فتور العلاقات الجزائرية الروسية" في ظل الحديث عن دور محتمل للجزائر في أن تكون بديلاً مناسباً لزيادة إمدادات الغاز باتجاه أوروبا، التي تسعى لإيجاد بدائل للغاز الروسي.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات