وزير الدفاع الأميركي: بوتين لا يرغب في مواجهة عسكرية مع "الناتو"

time reading iconدقائق القراءة - 5
وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن خلال جلسة استماع اللجنة الفرعية لاعتمادات الدفاع في مجلس الشيوخ بواشنطن - 11 مايو 2022 - REUTERS
وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن خلال جلسة استماع اللجنة الفرعية لاعتمادات الدفاع في مجلس الشيوخ بواشنطن - 11 مايو 2022 - REUTERS
دبي-الشرقرويترز

قال وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن، الأربعاء، إن الولايات المتحدة لا تعتقد، أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يرغب بالدخول في مواجهة عسكرية مع حلف شمال الأطلسي "الناتو"، في الوقت الذي تواجه فيه موسكو صعوبات لتحقيق أهدافها في أوكرانيا بعد قرابة 3 أشهر من غزوها.

وأضاف أوستن: "عندما تنظر إلى حسابات بوتين.. أعتقد أن روسيا لا ترغب في مواجهة الحلف"، محذراً في الوقت ذاته، من أن بكين ومن بعدها موسكو تشكلان "أكبر التحديات" لأمن واشنطن، والتي تواجه بدورها "تهديدات مستمرة" من بيونج يانج، وطهران إلى جانب "تهديدات أخرى قائمة".

وقال خلال شهادة المكتوبة خلال جلسة استماع اللجنة الفرعية لاعتمادات الدفاع في مجلس النواب لمناقشة الطلب المتعلق بموازنة وزارة الدفاع العام 2023، إن الصين تمثل "التحدي المتسارع الذي تواجهه الوزارة بسبب جهودها القسرية والعدائية على نحو متزايدة لإعادة تشكيل منطقة المحيطين الهندي والهادئ والنظام الدولي ليناسب مصالحها وتفضيلاتها".

وأوضح وزير الدفاع الأميركي، أن الصين "وسّعت وطوّرت كل ما يتعلق بجيش التحرير الشعبي تقريباً، بما في ذلك القوات التقليدية والنووية، مع التركيز على تعويض المزايا العسكرية الأميركية". 

وأشار إلى أن بكين تسعى إلى "تفتيت التحالفات الأميركية والشراكات الأمنية في منطقة المحيطين الهندي والهادئ"، في حين يأمل قادتها في استغلال نفوذهم الاقتصادي والقوة العسكرية المتنامية للجيش "للضغط على جيرانها وتهديد مصالحهم الوطنية الحيوية". 

ولفت إلى أن الجيش الصيني "يتقدم أيضاً بسرعة ويدمج قدراته في مجالات الفضاء، والعمليات الفضائية المضادة، السيبرانية، والإلكترونية، وحرب المعلومات لدعم نهجه الشامل للحرب المشتركة".

روسيا "تهديد خطير"

وأضاف أوستن: "روسيا تشكل أيضاً تهديداً خطيراً، يتطلب تنسيقاً وثيقاً ومستداماً على مستوى حلف الناتو لمنع المزيد من العدوان في أوروبا". 

وتابع: "يشكل هجوم روسيا على جارتها أوكرانيا، تحدياً كبيراً للأمن عبر الأطلسي.. كما تشكل القدرات النووية لدى موسكو تحديات كبيرة في الوقت الراهن والمستقبل.. بينما تشكل الصين ومن بعدها روسيا أكبر التحديات لأمن الولايات المتحدة، ويتوجب علينا أيضاً التزام اليقظة إزاء الأخطار الأخرى".

وأورد: "نواجه تهديدات مستمرة من كوريا الشمالية بترسانتها النووية، وقدراتها الصاروخية المتطورة، ومن إيران بطموحاتها النووية ودعمها لجماعات تعمل بالوكالة، وتهدد أمن قواتنا وحلفائنا وشركائنا ومصالحنا في الشرق الأوسط.. في الوقت نفسه، لا تزال هناك تهديدات أخرى قائمة".

وأردف أوستن: "أضعفنا قدرات الجماعات الإرهابية العالمية، ومن بينها تنظيمي القاعدة وداعش، لكن بعضها ربما يكون قادراً على إعادة تشكيل نفسه في وقت قصير".

ومضى قائلاً: "أدرك العالم كيف يمكن أن تكون جائحة فتاكة ومزعزعة للاستقرار، ويتوجب علينا أيضاً أن نكون مستعدين لتحديات أخرى عابرة للحدود، مثل الهجمات الإلكترونية، والتهديد الوجودي لتغير المناخ".

وتأتي التصريحات غداة تحذير مديرة الاستخبارات الوطنية الأميركية أفريل هاينز، أن الصين "مستعدة" لاستخدام القوة العسكرية ضد تايوان حال اعتبرت ذلك ضرورياً، وبعد أيام من إعلان نائب وزير الدفاع الأميركي مايكل ماكورد، أن موازنة البنتاجون لعام 2023 واستراتيجية الدفاع الجديدة تعطيان الأولوية للصين بوصفها "تهديداً متنامياً"، وتعترفان بأن روسيا خطر على المصالح الأميركية.

ويشهد الجيش الأميركي تحوّلاً، بعد عقدين على تنفيذه مهمات لمكافحة الإرهاب في أفغانستان والشرق الأوسط، ويسعى إلى تعزيز وحداته في مواجهة تحديات تشكّلها الصين في منطقة المحيط الهادئ وروسيا في أوروبا الشرقية بعد غزوها لأوكرانيا.

773 مليار دولار

وتبلغ قيمة موازنة عام 2023 التي اقترحها الرئيس الأميركي جو بايدن لوزارة الدفاع 773 مليار دولار، بحسب وكالة "بلومبيرغ" الأميركية التي تفيد بأن الموزانة تقترح زيادة الإنفاق على تحديث القوات النووية والبحث والتطوير.

وبحسب الوكالة، فإن خطة الموازنة قد تثير معارضة في الكونجرس، نتيجة اقتراحات لخفض عدد قوات الجيش وإخراج سفن للبحرية ومقاتلات لسلاح الجو من الخدمة، بعد تقادمها.

وقال مسؤول دفاعي بارز للوكالة الأميركية إن طلب الموازنة للسنة المالية التي تبدأ في 1 أكتوبر يشكّل نمواً اسمياً بنسبة 4.2% أو نمواً حقيقياً بنسبة 1.5%، بعد احتساب التضخم مقارنة بموازنة هذه السنة، البالغة 742 مليار دولار". وأضاف أن وزير الدفاع الأميركي نجح في الضغط على بايدن لحماية القوة الشرائية للوزارة.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات