الاقتصاد السريلانكي على شفا الانهيار والجيش ينتشر لضبط النظام

time reading iconدقائق القراءة - 5
جنود يمشون أمام حافلة تم حرقها خلال مظاهرات ضد الحكومة بسبب الأزمة الاقتصادية في كولومبو عاصمة سريلانكا في 11 مايو 2022 - AFP
جنود يمشون أمام حافلة تم حرقها خلال مظاهرات ضد الحكومة بسبب الأزمة الاقتصادية في كولومبو عاصمة سريلانكا في 11 مايو 2022 - AFP
كولومبو-أ ف ب

حذّر حاكم المصرف المركزي السريلانكي من أن اقتصاد بلاده "سينهار" ما لم تُشكّل حكومة جديدة في أقرب وقت، بينما انتشرت قوات الأمن في الشوارع بعد أعمال عنف دامية.

وتقول الشرطة إن تسعة أشخاص سقطوا وأصيب أكثر من 200 بجروح منذ الاثنين، عندما تحوّل الغضب السائد حيال الأزمة الاقتصادية إلى أعمال عنف بين أنصار ومعارضي الرئيس جوتابايا راجاباكسا.

وتم نشر جنود في العاصمة كولومبو حيث عُزّزت التدابير الأمنية وأعطيت توجيهات بإطلاق النار على اللصوص، مما ساهم في إعادة الهدوء بشكل كبير من دون التسبب بمزيد من أعمال العنف.

ورفضت أحزاب المعارضة عروض راجاباكسا لتشكيل حكومة وحدة لحل الأزمة السياسية، مطالبة باستقالته.

بدوره، حذّر حاكم البنك المركزي ناندلال ويراسينجه من أن سريلانكا ستشهد "كارثة، ما لم تتولَ حكومة جديدة" إدارة شؤونها بحلول الجمعة.

وقال للصحافيين "سينهار الاقتصاد تماماً ولن يكون من الممكن إنقاذه".

وأضاف: "كانت البلاد تنزلق سريعاً على منحدر عندما تسلمت منصبي قبل أكثر من شهر بقليل. اعتقدت أنه سيكون بإمكاننا وقف ذلك، لكن مع أحداث الاثنين، لم تعد المكابح تعمل".

بعد فترة وجيزة من توليه منصبه الشهر الماضي، أعلن ويراسينجه تخلف سريلانكا عن سداد ديونها الخارجية البالغة قيمتها 51 مليار دولار، مشيراً إلى أن البلد لا يملك المال اللازم للدفع للدائنين.

ولفت إلى أن الاستقرار السياسي ضروري لتطبيق إصلاحات اقتصادية، تهدف لمعالجة أزمة الديون التي تعاني منها البلاد والنقص الشديد في العملات الأجنبية والواردات الأساسية.

شوارع مقفرة

ولا يزال حظر التجول سارياً في البلاد، وبدت شوارع العاصمة كولومبو خالية الأربعاء باستثناء تواجد الجنود على نقاط التفتيش. وكانت طرق عدة لا تزال مقطوعة قرب هياكل حافلات تفحمت بعدما أضرم المحتجون النيران فيها.

وفي ظل انتشار أمني كثيف بما في ذلك لحاملات جنود مدرعة، نفى قائد الجيش السريلانكي للصحافيين إمكانية وقوع انقلاب.

وقال وزير الدفاع السريلانكي كمال جوناراتني "لا تظنوا إطلاقاً أننا نحاول الاستيلاء على السلطة.. لا نوايا من هذا النوع لدى الجيش".

وواصل حشد صغير تحدي حظر التجول قرب مكتب الرئيس المطل على البحر، حيث يعتصم متظاهرون منذ أسابيع لمطالبته بالاستقالة.

وفي خطاب وجّهه إلى الأمة عبر التلفزيون، قال راجاباكسا إنه مستعد لتقليص صلاحياته من أجل تشكيل حكومة وحدة تخرج سريلانكا من الأزمة. وتابع "أدعو الجميع لدعمي لضمان عدم انهيار البلاد".

بدوره، دعا راجاباكسا على "تويتر" الأربعاء "جميع السريلانكيين لتوحيد صفوفهم من أجل تجاوز التحديات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية".

لكن حزب المعارضة الرئيسي "SJB" شدد على أنه لن يكون طرفاً في أي حكومة طالما بقي راجاباكسا رئيساً، حتى بعد استقالة شقيقه ماهيندا من رئاسة الوزراء الاثنين.

نقطة تحوّل

ويعاني السريلانكيون من نقص في المواد الأساسية والوقود والأدوية منذ أشهر، في إطار أسوأ أزمة اقتصادية منذ استقلالها عام 1948.

لكن الأزمة دخلت فصلاً أكثر قتامة الاثنين، عندما هاجم أنصار الحكومة المسلحين بهراوات وعصي المتظاهرين الذين يحتجون بشكل سلمي منذ أسابيع للمطالبة باستقالة الرئيس.

ردت عصابات على الهجوم فقامت بإحراق عشرات المنازل التابعة لسياسيين من الحزب الحاكم في أنحاء البلاد.

وتم إنقاذ ماهيندا راجاباكسا في عملية عسكرية قبل الفجر الثلاثاء، ونُقل إلى حوض سفن تابع لسلاح البحرية بعدما حاول محتجون اقتحام مقر إقامته الرسمي.

دعوة للتهدئة

وأعربت الولايات المتحدة الثلاثاء عن قلقها حيال العنف ونشر الجيش، بعد تصريحات مشابهة صدرت عن الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي.

وقال الناطق باسم الخارجية الأميركية نيد برايس للصحافيين "نشدد على وجوب عدم تعريض المتظاهرين السلميين قط إلى العنف أو الترهيب، سواء من قبل القوة العسكرية أو الوحدات المدنية".

وبعدما نسف وباء كورونا قطاع السياحة، تخلّفت سريلانكا الشهر الماضي عن سداد ديونها الخارجية البالغة 51 مليار دولار، الناجم بعضها عن مشاريع هدفها التباهي أقامتها عائلة راجاباكسا بقروض صينية.

وبدأ صندوق النقد الدولي هذا الأسبوع مباحثات على مستوى الموظفين بشأن خطة إنقاذ محتملة.

وقال مدير بعثة الصندوق في سريلانكا ماساهيرو نوزاكي إن المنظمة المقرضة تهدف إلى أن تكون "جاهزة بشكل كامل لمناقشة السياسات فور تشكل حكومة جديدة".

تصنيفات