حاصل انتخابي وصوت تفضيلي.. تعرف إلى قانون الانتخابات البرلمانية في لبنان

time reading iconدقائق القراءة - 8
لبنانيون مغتربون يصوتون في الانتخابات البرلمانية اللبنانية في مقر السفارة بالقاهرة - 6 مايو 2022 - REUTERS
لبنانيون مغتربون يصوتون في الانتخابات البرلمانية اللبنانية في مقر السفارة بالقاهرة - 6 مايو 2022 - REUTERS
دبي-ناديا البساط

يتوجه اللبنانيون إلى صناديق الاقتراع في الداخل يوم 15 مايو الجاري، لانتخاب أعضاء مجلس النواب الـ128 على أساس قانون معقد يعتمد النظام النسبي، في بلد يضم 18 طائفة، لدى معظمها ممثلون في البرلمان والحكومة والمناصب الحكومية. 

كيف يعمل هذا النظام؟

بحسب القانون النسبي، يقسم لبنان إلى 15 دائرة انتخابية، وبعضها يقسم لدوائر أصغر. ولكل دائرة عدد معين من المقاعد الموزعة طائفياً. وعلى سبيل المثال، فإن دائرة بيروت الأولى لديها 8 مقاعد، تشمل مقعداً مارونياً، وآخر للروم الكاثوليك، ومقعداً للروم الأرثودكس و3 مقاعد للأرمن الأرثودكس، ومقعداً للأرمن الكاثوليك، ومقعداً للأقليات.

ويقترع الناخب في دائرته الانتخابية، للائحة واحدة من اللوائح المتنافسة تشمل مرشحاً عن كل مقعد، أو على الأقل مرشحين عن 40% من المقاعد. ويحق للناخب إعطاء صوت تفضيلي لأحد المرشحين داخل اللائحة التي اختارها، كما يمكنه التصويت فقط للائحة من دون تحديد صوت تفضيلي.

وعند انتهاء عملية الاقتراع تُفرز الأصوات ليتم توزيع المقاعد على اللوائح الفائزة أي اللوائح التي حصلت على الحاصل الانتخابي، ويتم تحديد عدد المقاعد العائدة لكل لائحة انطلاقاً من الحاصل الانتخابي الذي نالته.

الحاصل الانتخابي

ومن أجل الفوز والانتقال إلى المرحلة الثانية يجب على اللائحة المرشحة أن تحصل على الحاصل الانتخابي. وهذا الحاصل هو نتيجة قسمة عدد المقترعين (من أدلوا فعلياً بأصواتهم) على عدد المقاعد المخصصة للدائرة.

وعلى سبيل المثال، دائرة بيروت الأولى لديها 8 مقاعد، واقترع فيها 100,000 ناخب لـ4 لوائح، يكون الحاصل الانتخابي عبارة عن عدد المقترعين، أي 100 ألف، مقسوماً على عدد المقاعد، أي 8، ليصبح الحاصل الانتخابي 12500.

وعلى افتراض أن اللائحة الأولى (للتوضيح سنعتبرها اللائحة البيضاء) حصلت على 40,000 صوت، وهو معدل أعلى من الحاصل الانتخابي (12500)، فتتأهل إلى المرحلة الثانية، كما حصدت اللائحة الثانية (الخضراء) على 36,000، ما يعني أنها تتأهل بدورها، وحصلت الثالثة (الحمراء) على 13,000 صوت، فتتأهل أيضاً للمرحلة الثانية، والأخيرة (السوداء) حصلت على 11,000 صوت، أي أقل من الحاصل الانتخابي، ما يعني أنها ستخرج من المنافسة.

المرحلة الثانية 

في المرحلة الثانية، يتم إخراج اللوائح التي لم تنل الحاصل الانتخابي، ليعاد احتساب حاصل انتخابي جديد بعد حذف الأصوات التي نالتها اللوائح التي خرجت من المعادلة. 

وضمن المثال ذاته، فإن عدد المقترعين أصبح 89 ألف شخص، بعد حسم 11 ألف صوت انتخابي حصلت عليهم اللائحة السوداء. وبالتالي فإن الحاصل الانتخابي عبارة عن 89000 مقسوماً على 8 مقاعد، أي 11125، وهو الحاصل الانتخابي الجديد. 

ومع الحاصل الجديد يبدأ توزيع المقاعد. وبما أن اللائحة البيضاء حصلت على 40,000 صوت، تقسم على الحاصل الجديد 11125، فيكون الناتج عبارة عن (40000/11125=3,59)، أي تفوز بثلاثة مقاعد، على أن يتم التعامل مع الكسور بشكل لاحق.

ومن ناحية اللائحة الخضراء التي حصلت على 36,000 صوت، تقسم على الحاصل الجديد، والنتيجة 3.25 أي أنها تفوز بثلاثة مقاعد أيضاً، فيما حصدت الحمراء 13,000 صوت تقسم على الحاصل، فتصبح النتيجة 1,16 أي أنها تفوز بمقعد واحد.

وتأتي الصيغة النسبية التي تهدف إلى تمثيل كل لائحة بعدد مقاعد يوازي قوتها الانتخابية، كلما نالت حاصلاً أعلى زاد عدد المقاعد التي تفوز بها.

وقد تعتمد الكسور في ما بعد في حال بقاء مقاعد شاغرة، فيتم ملأ المقعد من اللائحة التي لديها الكسر الأعلى، في هذا المثال اللائحة البيضاء التي نالت على 3.59 فتفوز بالمقعد الشاغر، ما يرفع رصيدها إلى 4 مقاعد. أما المقاعد النيابية فتُوزع على المرشحين الذين حصلوا على أعلى نسبة مئوية من الأصوات التفضيلية.

كيف تحتسب الأصوات التفضيلية؟

يتم احتساب النسبة المئوية من الأصوات التفضيلية لكل مرشح، على أساس قسمة أصواته التفضيلية على مجموع الأصوات التفضيلية التي حصلت عليها اللوائح المؤهلة في الدائرة أو في دائرته الصغرى، نظراً إلى أن بعض الدوائر مقسمة أيضاً إلى دوائر صغرى.

وعلى سبيل المثال، إذا حصل جوزيف على 17000 صوت تفضيلي في دائرته التي سجلت الأصوات التفضيلية فيها 80 ألف صوت، تكون نسبة الأصوات التي نالها (80000/ 17000x100)، أي أنه حصل على 21.25% من الأصوات التفضيلية.

تتم هذه العملية الحسابية لكل مرشح، على أساس المقترعين في دائرته الصغرى، نظراً إلى أن عدد المقترعين قد يختلف في حال وجود عدة دوائر داخل الدائرة الواحدة، وذلك لكي تكون النسبة المؤية أكثر تعبيراً عن الواقع في هذه الحالة.

بعد هذا الحساب، يتم ترتيب المرشحين من أعلى إلى أدنى حسب النسبة التي حصلوا عليها من دون تمييز بين لوائحهم، إلى حين ملء المقاعد في الدائرة.

وعلى سبيل المثال في دائرة بيروت الأولى، فإن هاروت من اللائحة البيضاء، وطائفة الأرمن الأرثودوكس، حل في المركز الأول بعدما حصل على 38.63% من الأصوات التفضيلية، في حين حصل جوزيف من اللائحة الخضراء وهو ماروني، على 12.2% ما يعني أنه في المركز الثاني. 

أما المرشح جان من الطائفة المارونية، وينتمي إلى اللائحة البيضاء، فحصل على 7.9% أي في المركز الثالث، والمرشح إيلي من الطائفة روم أرثودكس وينتمي إلى اللائحة الخضراء، حصل على 4.6% ما يعني أنه حل في المركز الرابع، في حين حل في المركز الخامس المرشح طوني من الطائفة روم كاثوليك والذي ينتمي إلى اللائحة البيضاء بعد حصوله على النسبة 3.5%. أما المرشح ملحم من الطائفة "أقليات" وينتمي إلى اللائحة الحمراء، فحصل على 2.5% ما يعني أنه في المركز السادس.

كيف توزع المقاعد؟

عند الانتهاء من عملية ترتيب أسماء المرشحين في قائمة واحدة من الأعلى إلى الأدنى من كل اللوائح، وفقاً لما ناله كل مرشح من النسبة المئوية للأصوات التفضيلية في دائرته، تبدأ عملية توزيع المقاعد.

يتم منح المقعد المخصص للطائفة للمرشح الذي ينتمي لهذه الطائفة والحاصل على أعلى نسبة من الأصوات التفضيلية، ففي المثل السابق، يحصل هاروت على المقعد المخصص لطائفة الأرمن الأورثودوكس، نظراً إلى أنه ينتمي إلى هذه الطائفة، وحصل على أعلى نسبة من الأصوات التفضيلية.

ويذهب المقعد الماروني لجوزيف من اللائحة الخضراء، لأنه حصل على أعلى نسبة من الأصوات التفضيلية، ويتم استبعاد جميع المرشحين الموارنة بغض النظر عن نسبة أصواتهم التفضيلية، نظراً إلى أن جوزيف شغل المقعد الماروني الوحيد في الدائرة. 

وفي حالة مقعد الأقليات، فإنه يذهب إلى جان من اللائحة الحمراء التي حصلت على مقعد واحد وفق الحاصل الانتخابي، وبذلك يتم استبعاد باقي المرشحين من اللائحة لأنها نالت المقعد المخصص لها.

وتستمر العملية بهذا الشكل حتى ملئ كل المقاعد المخصصة لكل لائحة مع مراعاة أمرين، أولاً، إذا وصلت عملية التوزيع إلى مرشح ينتمي إلى لائحة استوفت حصتها، يتم تجاوزه إلى المرشح الذي حصل على ثاني أعلى نسبة من الأصوات التفضيلية، كما حصل مع جان في مقعد الأقليات في المثال.

كما يراعي التوزيع التقسيم المذهبي للمقاعد، إذ بمجرد اكتمال حصة المذهب من المقاعد، يخرج كل المرشحين الآخرين الذين ينتمون إلى هذا المذهب من المنافسة، حتى لو كانت نسبة الأصوات التفضيلية لديهم عالية.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات