
اعتقلت الشرطة الإسرائيلية، الأحد، عدداً من الطلبة الفلسطينيين خلال فعاليات إحياء الذكرى الـ74 للنكبة التي تتزامن مع توترات وتصعيد بين الجانبين، تفاقم بعد مهاجمة الشرطة للمشيعين لجنازة الصحافية شيرين أبو عاقلة التي قتلها الجيش الإسرائيلي في جنين، الأربعاء الماضي.
وتجمع آلاف الفلسطينيين في مهرجان مركزي نظم وسط مدينة رام الله، بمشاركة أعضاء من اللجنتين التنفيذية لمنظمة التحرير، والمركزية لحركة "فتح"، وممثلين عن المؤسسات الرسمية والشعبية ومنظمات المجتمع المدني وفصائل العمل الوطني، وهم يحملون الأعلام الفلسطينية.
ورفع المشاركون الرايات السوداء وأخرى رسم عليها "مفتاح العودة" الذي يرمز إلى مفاتيح البيوت التي حملها أصحابها لدى مغادرتها في عام 1948، فيما أطلقت صافرات الإنذار في أنحاء المدينة.
ويحيي الفلسطينيون في 15 مايو من كل عام ذكرى النكبة عام 1948، إذ أعلنت بريطانيا إنهاء انتدابها على الأراضي الفلسطينية، في حين بدأت جماعات يهودية مسلحة في السيطرة على البلاد.
وفي السياق، قال رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتيه إن "الكيل بمكيالين يجب أن ينتهي من السياسة الدولية، ولا يعقل أن يكون هناك لاجئ ينال اهتماماً من العالم، ولاجئ يهمل في العالم، هذا الأمر غير مقبول".
وطالب رئيس الوزراء في كلمة له، الأمم المتحدة، بأن تنفذ قراراتها المتعلقة بـ"حق العودة"، وإعلان القدس عاصمة دولة فلسطين، وإنهاء الاحتلال والتمييز العنصري، مشدداً على أن "هذه مسؤولية الأمم المتحدة".
14 مليون فلسطيني
من جانبه، أعلن الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني أن "عدد الفلسطينيين تضاعف بأكثر من 10 مرات منذ النكبة"، إذ "بلغ عدد الفلسطينيين في عام 1948 مليوني نسمة، وارتفع اليوم إلى نحو 14 مليوناً موزعين في العالم".
وأضاف الجهاز في بيان، أن نحو نصف الفلسطينيين يعيشون في "فلسطين التاريخية"، موضحاً أن 1.7 مليون فلسطيني يعيشون داخل الخط الأخضر، في حين بلغ عدد سكان الضفة الغربية المحتلة بما فيها القدس الشرقية 3.2 مليون نسمة.
وأوضح أن عدد الفلسطينيين في القدس الشرقية بلغ 477 ألف نسمة، منهم 308 آلاف يعيشون وراء الجدار الذي بنته إسرائيل لأسباب تقول إنها أمنية.
وقال نادي الأسير الفلسطيني، إن "أكثر من مليون فلسطيني تعرضوا للاعتقال منذ الاحتلال"، مؤكداً وجود نحو 4700 فلسطيني حالياً في السجون الإسرائيلية.
وأكدت حركة "حماس" التي تسيطر على قطاع غزة في بيان خاص بذكرى النكبة على "الثوابت والمقدسات"، ومن بينها "المقاومة الشاملة"، و"ضرورة تشكيل جبهة وطنية وتحرير الأسرى"، مضيفة "جرائم الاحتلال الصهيوني.. لن تسقط بالتقادم".
اعتقالات جديدة
وأعلن الجيش الإسرائيلي، صباح الأحد، اعتقال 8 أشخاص في الضفة الغربية للاشتباه في قيامهم بـ"أعمال إرهابية"، بحسب صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية التي قالت نقلاً عن مصادر فلسطينية إن "3 فلسطينيين لقوا حتفهم في اشتباكات مع القوات الإسرائيلية برام الله".
ويستمر التوتر بين الإسرائيليين والفلسطينيين في الضفة الغربية والقدس الشرقية، لا سيما باحة المسجد الأقصى منذ مارس الماضي، بعد سلسلة عمليات استهدفت إسرائيليين، لا سيما في تل أبيب ومحيطها، قتل فيها 19 شخصاً.
وقُتل 33 فلسطينياً برصاص إسرائيلي، عدد منهم من منفذي الهجمات، وآخرون في عمليات أمنية إسرائيلية أو مواجهات.
جنازة شيرين أبو عاقلة
وفي الاجتماع الأسبوعي لمجلس الوزراء الإسرائيلي، الأحد، لم يعلّق رئيس الوزراء نفتالي بينيت على ما حدث خلال الجنازة حيث أثارت مهاجمة عناصر من الشرطة لمشيعين يحملون نعش شيرين أبو عاقلة وضربهم، حتى كاد النعش يسقط أرضاً، استياءً وتنديداً عالميين.
وقال الإسرائيليون إنهم سيحققون في الحادثة، مشيرين إلى أن "عناصر الشرطة تعرضت لعنف من مشاغبين"، وفق الرواية الإسرائيلية.
وشارك آلاف الفلسطينيين في تشييع الصحافية الفلسطينية الأميركية التي قتلت، الأربعاء، في مخيم جنين فيما كانت ترتدي سترة واقية من الرصاص عليها شعار "صحافة" وخوذة واقية.
وتحظر إسرائيل أي مظاهر سيادية للسلطة الفلسطينية في القدس الشرقية التي احتلتها في عام 1967 وضمتها لاحقاً في خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولي.