لازاريني: "أونروا" تواجه الخطر.. وجهات سياسية تحاول تصفيتها

time reading iconدقائق القراءة - 4
المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" فيليب لازاريني - twitter.com/UNRWA
المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" فيليب لازاريني - twitter.com/UNRWA
رام الله- محمد دراغمة

كشف المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" فيليب لازاريني، الثلاثاء، عن وجود جهات سياسية، لم يسمها، تحاول القضاء على الوكالة، من خلال تجفيف منابع الدعم المالي، وذلك بصفتها شاهد على ملف حقوق اللاجئين الفلسطينيين، ومن أجل التمهيد لتصفية هذه القضية.

وأضاف لازاريني في مقابلة مع "الشرق": "ليس لدي شك أن هناك جماعات ناشطة تحاول تقويض شرعية أونروا وهذا له تأثير حقيقي"، مشيراً إلى وجود "عداء متنامي" للوكالة في عدد من برلمانات الدول المانحة، لافتاً إلى أنه يقوم بزيارات لهذه البرلمانات بهدف إيضاح مهمتها.

وأكد أنه "إذا لم تحل الأزمة المالية فسيكون هناك تهديد وجودي للوكالة في ظل عدم وجود حل سياسي"، موضحاً أن الأزمة المالية التي تشهدها المنظمة الدولية ذات "طبيعية سياسية وليست مالية واقتصادية"، حيث وصلت لحد حمل ديون كبيرة تتراوح بين 50-70 مليون دولار من العام الماضي.

وتابع لازاريني أنه ماضٍ في إقامة شراكات مع وكالات دولية أخرى ضمن عائلة الأمم المتحدة "من أجل ضمان توفير دعم مالي لاستمرار خدمات الوكالة وبقاءها على قيد الحياة"، وأضاف: "أونروا الآن في منطقة الخطر، وعام وراء عام تتآكل قدرتنا على مواصلة العمل".

وسبق أن تسببت تصريحات سابقة للازاريني حول فكرة إقامة الشراكات، بعاصفة احتجاجات فلسطينية. وأصدر العديد من المسؤولين بيانات أعربوا فيها عن رفضهم للفكرة،  واعتبروها محاولة لنقل صلاحيات الوكالة إلى جهات أخرى. 

وطالب رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية حينها من لازاريني بالتراجع عن هذه الطروحات، قائلاً بأنها "تتناقض مع قرار الأمم المتحدة رقم 320 الذي نص على إنشاء الوكالة وحدد اختصاصها".

وفي ذات السياق، أكد لازاريني أنه "بدأ بسلسلة اتصالات مع المسؤولين الفلسطينيين لإيضاح الدوافع وراء القرار، آخرها لقاء عقده الثلاثاء مع وزير الخارجية رياض المالكي".

وأضاف: "إذا أردنا أن نحمي أونروا علينا أن نحافظ على خدماتها، لذلك بحثنا عن من يساهم في ذلك"، موضحاً أن "هذه الشراكات تقام فقط مع وكالات تابعة للأمم المتحدة وليس مع جهات من خارج المنظمة الدولية".

وأردف: "أفهم القلق الفلسطيني، ففي غياب الحل السياسي هذا القلق مشروع، لأنهم يعتبرون أونروا المتحدث الرسمي باسم اللاجئين الفلسطينيين، لكن الشراكة توفر لنا بعض الحلول".

وبيّن أن "الأونروا تقيم حالياً بعض الشراكات، منها شراكة مع اليونسكو في التعليم، ومع منظمة الصحة العالمية"، مؤكداً أن ذلك "لن يؤثر على تفويض الوكالة ولا على مكانتها القانونية".

ولفت لازاريني إلى أنه سيشارك في اجتماع اللجنة الاستشارية للوكالة التي تضم الجهات المانحة والدول المضيفة للاجئين في بيروت الشهر المقبل، مشدداً على أنه "سيبلغ الاجتماع بأن الوكالة لا تستطيع أن تواصل تقديم الخدمات مثل التعليم والصحة والشؤون الاجتماعية بدون مصادر تمويل".

وكشف أن العجز المالي لدى الوكالة لهذا العام قد بلغ حوالي 100 مليون من الأموال المخصصة للخدمات الأساسية التي تقدمها في مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في المنطقة.

واعتبر أن الوكالة تقوم بتوثيق سجل خاص للاجئين الفلسطينيين حول العالم، مشيراً إلى أن عدد هؤلاء اللاجئين المسجلين لدى الوكالة يبلغ اليوم حوالي 6 ملايين لاجئ.

وكانت الولايات المتحدة قد قدمت دعماً إنسانياً، في يوليو الماضي، لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين بقيمة 135.8 مليون دولار، وذلك بعد سنوات من إيقاف الإدارة الأميركية السابقة، جميع المساعدات المالية للسلطة الفلسطينية، ووكالة "الأونروا"، كما أغلقت مكتب "منظمة التحرير الفلسطينية" في واشنطن، والقنصلية الأميركية في القدس، قبل أن تعيد إدارة جو بايدن هذه المساعدات.

وتعمل "الأونروا" على تقديم المساعدة الإنسانية، كما تساهم في حماية اللاجئين الفلسطنيين من خلال تقديم الخدمات الأساسية في مجالات التعليم الأساسي والرعاية الصحية الأولية ورعاية الصحة العقلية والإغاثة والخدمات الاجتماعية والقروض الصغيرة والمساعدة الطارئة وغيرها.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات