أكد المتحدث الإقليمي باسم وزارة الخارجية الأميركية، كريستيان جيمس، أن الولايات المتحدة ما زالت في مرحلة التشاور والتنسيق مع شركائها بشأن الاتفاق النووي مع إيران، وأنها لن تتسرع في اتخاذ أي خطوة بهذا الخصوص، لافتاً إلى أن بلاده تطمح إلى العمل على اتفاق جديد يشمل جميع القضايا العالقة مع طهران.
وقال جيمس في مقابلة مع "الشرق" إن الولايات المتحدة "حتى الآن ما زالت في مرحلة التنسيق والتشاور بشأن الاتفاق النووي الإيراني، مع حلفائنا ومع المجتمع الدولي"، مضيفاً أن واشنطن تأخذ الملف "بجدية" وتدرس خياراتها "بشأن هذه القضية الشائكة".
ولفت إلى أن "الملف النووي الإيراني لا يؤثر فقط على الولايات المتحدة وعلى البلدان المجاورة لها، بل على العالم بشكل عام. لذلك نتشاور مع الأمن الدولي، حتى نكون في موقف قوة عندما نتخذ الخطوة القادمة".
وأكد عدم وجود جدول زمني أو مهلة لاتخاذ قرار بشأن الملف النووي الإيراني، قائلاً: "نحن نأخذ الوقت لدراسة الخطوات القادمة. ولن نتسرع في اتخاذ أي خطوة، لأنه لن يكون في مصلحتنا".
توسيع الاتفاق
وشدد جيمس على أن "إيران تلعب دوراً خبيثاً في منطقة الشرق الأوسط، وستواصل جهودها لتقويض الأمن والاستقرار بها، لذلك تنظر الولايات المتحدة بجدية إلى الملف الإيراني، وتعمل على توسيع اتفاق الملف النووي، ليشمل حتى التهديدات والقضايا العالقة الأخرى مع إيران".
وتابع: "كما قال الرئيس بايدن، حين تعود إيران إلى الالتزام بشروط الاتفاق النووي، فإننا سنعود إليه، ومن هناك ننوي استغلال الاتفاق كمنصة للحوار وبناء اتفاق أطول وأقوى، يتناول كل القضايا العالقة مع إيران".
وأوضح أن واشنطن تريد أن يشمل الاتفاق الموسع "ملف الصواريخ الباليستية والدعم الإيراني للميليشيات ووكلائها في المنطقة"، مضيفاً: "هذا هو الهدف. لكن لتحقيقه، نحتاج إلى تنسيق الجهود المشتركة والوقت".
دعم السعودية
ولفت المتحدث باسم الخارجية الأميركية إلى أن جماعة الحوثي اليمنية، المدعومة من إيران، ما زالت "تلعب دوراً خبيثاً في المنطقة" بهجماتها على السعودية، بالرغم من إعلان الولايات المتحدة رفعها من قوائم الإرهاب.
وأضاف أن الحوثيين "هاجموا السعودية في الماضي، ويواصلون هجماتهم الآن"، معتبراً أنه "ليس هناك تبرير لهذه الهجمات" بعد القرار الأميركي برفع الجماعة من قائمة الإرهاب.
وأوضح أنه "من المهم أن نتذكر أن عقوبات الأمم المتحدة ما زالت مفروضة على الحوثيين"، مشيراً إلى أن "الولايات المتحدة لديها أولويات في اليمن، أولها إنهاء الحرب، وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية إلى الشعب اليمني".
وتابع جيمس: "تتضامن الولايات المتحدة مع السعودية وتعتبرها شريكاً قوياً، وسنساعدها على تقوية قدراتها للدفاع عن نفسها"، ضد تهديدات الحوثيين.
وحثت الولايات المتحدة جماعة الحوثي، الثلاثاء، على وقف التقدم إلى مدينة مأرب التي تسيطر عليها الحكومة اليمنية، والمشاركة في الجهود الدولية لإيجاد حل سياسي في البلاد.
وقالت وزارة الخارجية الأميركية في بيان إن "الولايات المتحدة تحث الحوثيين على وقف تقدمهم في مأرب، ووقف جميع العمليات العسكرية، والعودة إلى المفاوضات"، مضيفاً أن "اعتداء الحوثيين على مأرب، هو عمل جماعة غير ملتزمة بالسلام، أو بإنهاء الحرب التي ابتُلي بها الشعب اليمني".
وشدد البيان على أنه "على الحوثيين الالتزام بالمشاركة البناءة في العملية السياسية التي تقودها الأمم المتحدة، والجهود الدبلوماسية التي تقودها الولايات المتحدة".
وأكد البيان أنه "إذا كان الحوثيون جادون في التوصل إلى حل سياسي تفاوضي، فيجب عليهم وقف جميع عمليات التقدم العسكري والامتناع عن الأعمال الأخرى المزعزعة للاستقرار، بما في ذلك الهجمات عبر الحدود على المملكة العربية السعودية".