
أعلن مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي "إف بي آي" كريستوفر راي، الأربعاء، إحباط هجوم إلكتروني لقراصنة إنترنت "ترعاهم الحكومة الإيرانية" ضد مستشفى بوسطن للأطفال، في ولاية ماساتشوستس الأميركية، العام الماضي.
وقال راي إن "إف بي آي" تمكن من منع الهجوم المزعوم في الصيف الماضي، واصفاً إياه بأنه "واحد من أكثر الهجمات الإلكترونية خسّة"، حسبما أفاد موقع "أكسيوس" الإخباري الأميركي.
وأضاف أن "الإجراءات السريعة من قبل جميع الجهات المعنية، خاصة في المستشفى، وفرت الحماية للشبكة والأطفال المرضى الذين يعتمدون عليها"، لافتاً إلى أن المكتب يعمل عن كثب مع المستشفى منذ هجوم إلكتروني سابق وقع عام 2014.
ولم يحدد راي ما هو هدف القراصنة من وراء ذلك، لكنه تابع قائلاً: "لسوء الحظ، فإن المستشفيات هذه الأيام والكثير من مقدمي خدمات البنية التحتية الحيوية الآخرين لديهم ما يدعو للقلق بشكل أكبر من قراصنة الحكومة الإيرانية".
وأشار إلى أنه "إذا كانت الجهات الفاعلة السيبرانية الخبيثة ستتسبب عمداً في التدمير، أو تحتفظ بالبيانات والأنظمة للحصول على فدية، فإنها تميل إلى ضربنا في مكان ما سيضرنا حقاً، ولهذا السبب رأينا بشكل متزايد مجرمي الإنترنت يستخدمون برامج الفدية ضد البنى التحتية الحيوية الأميركية".
وتابع: "في الواقع، شهدنا هجمات (ببرامج) الفدية في عام 2021 ضد 14 من أصل 16 قطاعاً من قطاعات البنية التحتية الحيوية في الولايات المتحدة، بما في ذلك الرعاية الصحية. إن عصابات برامج الفدية تود أن تلاحق الأشياء التي لا يمكننا الاستغناء عنها".
واعتبر مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي أن محاولة الهجوم المنسوبة للقراصنة الإيرانيين تُشكل مثالاً على التهديدات المستمرة من دول مثل روسيا والصين وكوريا الشمالية وإيران، مؤكداً أن المكتب "يتسابق" لتحذير الأهداف المحتملة من الإجراءات التي يتخذها القراصنة، خاصة من روسيا.
وأضاف أن الحكومة الصينية تُشكل "تهديداً كثيفاً وفعالاً فيما يتعلق بأنشطة التجسس الإلكتروني" للولايات المتحدة.
وفي يناير الماضي كشفت القيادة السيبرانية الأميركية عن "أدوات قرصنة" متعددة تستخدمها وزارة الاستخبارات والأمن الإيرانية ضد شبكات الكومبيوتر "في جميع أنحاء العالم".
ونقلت شبكة "سي إن إن" عن متحدث باسم القيادة قوله "إنها المرة الأولى التي تربط فيها الحكومة الأميركية صراحةً بين المخابرات الإيرانية ومجموعة تجسس غزيرة الإنتاج تُعرف باسم MuddyWater، والتي حاولت في السنوات الأخيرة سرقة البيانات من شركات الاتصالات وغيرها من المنظمات في جميع أنحاء الشرق الأوسط".
وتعمل القيادة السيبرانية الأميركية ووكالات حكومية أخرى على تسليط الضوء على أدوات القرصنة، التي يُزعم أنها تستخدمها أجهزة استخبارات أجنبية من روسيا والصين وإيران وكوريا الشمالية لتخفيف آثار عمليات التجسس وتدميرها.
ونشرت القيادة السيبرانية نماذج من الشفرات الخبيثة التي يُزعم أن المتسللين الإيرانيين استخدموها لمساعدة المنظمات في الولايات المتحدة وأماكن أخرى في الدفاع عن نفسها من محاولات التسلل المستقبلية.
ويعد برنامج "MuddyWater" مكوناً رئيسياً لجهاز التجسس الإلكتروني الإيراني، وفقاً للمحللين، إذ قام المتسللون بجهود استمرت أشهر عدة لاختراق شبكات حكومية في تركيا والأردن والعراق، بدأت في عام 2019، واستمرت بعد قيام الجيش الأميركي بقتل جنرال إيراني بارز في يناير 2020.
اقرأ أيضاً: