
أبلغت الخارجية الأميركية، الكونجرس، بموافقتها على بيع قطع غيار ومعدات للسفن العسكرية، بقيمة 120 مليون دولار، إلى تايوان. ورجّحت وزارة الدفاع التايوانية تطبيق الاتفاق خلال شهر.
واعتبرت الخارجية الأميركية، الخميس، أن الصفقة المقترحة "تخدم المصالح الوطنية والاقتصادية والأمنية للولايات المتحدة، من خلال دعم جهود تايوان لـ"الحفاظ على قدرة دفاعية موثوقة"، كما "ستساعد في تحسين أمنها والحفاظ على الاستقرار السياسي والتوازن العسكري والتقدّم الاقتصادي في المنطقة".
وأضافت أن الصفقة ستعزّز قدرة تايوان على "مواجهة التهديدات الحالية والمستقبلية"، لافتة إلى أنها "لن تبدّل التوازن العسكري الأساسي في المنطقة".
لكن الناطق باسم وزارة الخارجية الصينية، تشاو ليجيان، انتقد الصفقة، الخميس، مشدداً على وجوب إلغائها.
انتقادات صينية لزعيم المعارضة
يأتي ذلك فيما انتقدت بكين، زعيم المعارضة في تايوان، إريك تشو، الذي ألقى كلمة في "معهد بروكينجز"، الاثنين الماضي، أثناء زيارة لواشنطن، قال فيها "أخطأ بعض الناس في تسميتنا، وتقول وسائل إعلام إننا حزب مؤيّد للصين، وهذا خطأ تماماً. نحن حزب مؤيّد للولايات المتحدة إلى الأبد". وأضاف أن تايوان بحاجة إلى دفاعات قوية، وتابع: "إذا كنت تريد السلام، عليك أن تستعدّ للحرب. الدفاع عن النفس هو الرقم واحد من أجل السلام والاستقرار".
وكرّر تشو دعم الحزب للانخراط مع الصين، من أجل ضمان الاستقرار، علماً أنها تعتبر تايوان جزءاً لا يتجزأ من أراضيها وتلوّح باستعادتها، ولو بالقوة إذا لزم الأمر.
الناطق باسم مكتب شؤون تايوان في الصين، ما شياوجوانج، انتقد تصريحات تشو في الولايات المتحدة، التي وصف فيها اتفاقاً على أن الجانبين هما جزء من "صين واحدة"، بأنه "إجماع غير مُتفق عليه". وأشار الناطق إلى أن ما يُسمّى إجماع عام 1992، الذي دعم عقوداً من المحادثات بين الحزب الشيوعي الصيني وحزب "كومينتانج"، "لا يحتمل أي تشويه تعسّفي".
وشدد على أن "تايوان جزء من الصين، والشؤون عبر المضيق هي شأن عائلي يجب تسويته من خلال مناقشات بين أفراد الأسرة، ولا يحتاج إلى إشراك أيّ غرباء"، في إشارة إلى الولايات المتحدة.
يوضح هذا السجال التحديات السياسية التي تواجه أيّ جهود لتخفيف التوتر بين الصين وتايوان، وهو نزاع يُعتبر نقطة اشتعال محتملة لصراع أوسع يشمل الولايات المتحدة. ولا يزال حزب "كومينتانج" المدافع الأكثر نفوذاً في تايوان عن توثيق العلاقات مع الصين، ولكن على تشو أيضاً أن يوازن في علاقات الحزب مع واشنطن، وقاعدة انتخابية تشكّك بشكل متزايد بنيات بكين، بحسب "بلومبرغ".
وأشارت الوكالة إلى أن الحزب يحاول استعادة الحكم في الجزيرة، بعد سلسلة هزائم انتخابية مكّنت "الحزب الديمقراطي التقدمي"، المشكّك بنيات الصين، من السيطرة على الرئاسة والبرلمان. ولا تزال الرئيسة التايوانية تساي إينج وين تحظى بشعبية في الجزيرة، جزئياً بعد مقارنتها تايوان التي تشهد حكماً ديمقراطياً، بالصين التي يسيطر عليها الحزب الشيوعي.
"تايوان كنموذج" للصين
تبادل تشو رسائل دافئة مع الرئيس الصيني شي جين بينج، بعد انتخابه رئيساً لحزب "كومينتانج" في سبتمبر الماضي، مثيراً تكهنات بأن الحزب قد يسعى إلى التودّد لبكين. لكن تشو انتقد النظام السياسي الصيني، خلال زيارته للولايات المتحدة، حيث أعاد فتح مكتب تمثيلي لحزب "كومينتانج"، بعد إغلاقه قبل 13 سنة.
ورأى تشو أن تايوان يمكن أن تساعد الغرب في فهم الصين بشكل أفضل، قائلاً: "يمكن الحفاظ على تايوان بوصفها أملاً للديمقراطية الصينية. إذا كان في إمكان تايوان أن تتمتع بالديمقراطية، فلماذا لا تفعل الصين يوماً ما؟ علينا أن ننتظر حدوث ذلك، لكننا نحتاج إلى تايوان كنموذج" في هذا الصدد.
اقرأ أيضاً: