
أكد تحالف "الإطار التنسيقي" في العراق، الاثنين، التزامه بـ"الاستمرار في الخطوات اللازمة لمعالجة الأزمة السياسية، والمضي في الحوارات مع القوى السياسية"، في وقت قال رئيس هيئة "الحشد الشعبي" إن الجماعة المسلحة "لن تكون طرفاً بأي معركة سياسية"، في حين لا تزال تعليقات قادة العملية السياسية على استقالة نواب الكتلة الصدرية تتوالى.
وقال "الإطار التنسيقي" في بيان بعد اجتماع عاجل عقده لمناقشة استقالة نواب الكتلة الصدرية الـ73، إنه كان يأمل أن "يمضي مع جميع القوى السياسية، لكنه يحترم قرار الكتلة الصدرية بالاستقالة من مجلس النواب".
وكان زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر وجه، الأحد، نواب الكتلة الصدرية، الأكبر في مجلس النواب، بتسليم استقالتهم إلى رئيس المجلس محمد الحلبوسي، فيما قدم شكره الى حلفائه في تحالف "انقاذ وطن" وقال إنهم "في حلٍ مني"، كما قدم شكراً خاصاً لابن عمه "جعفر الصدر الذي كان مرشحنا المستقل لرئاسة الوزراء".
وقال رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي الأحد، إنه وافق "على مضض" على الاستقالة، وإنه "بذل جهداً مخلصاً وصادقاً لثني السيد الصدر عن هذه الخطوة، لكنه آثر أن يكون مضحياً وليس سبباً معطِّلاً؛ من أجل الوطن والشعب، فرأى المضي بهذا القرار".
الحشد: لسنا طرفاً
من جهته، أكد رئيس هيئة "الحشد الشعبي" العراقية فالح الفياض، الاثنين، أن "الحشد الشعبي لن يكون طرفاً بأي معركة سياسية".
ووجه رئيس هيئة "الحشد الشعبي" كلمة شكر لزعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، بشأن البيان الذي أصدره يوم أمس (الأحد) عن الحشد، مؤكداً أن "الحشد ضامن للأمن ولن يكون منحازاً لأي طرف سياسي، ولن يتم استخدام موارد الحشد بأي فرقة سياسية ولن يسمح بإسقاط الدولة"، وفقاً لما نقلته وكالة الأنباء العراقية.
كان زعيم التيار الصدري قد دعا، الأحد، الى عدم زج "الحشد الشعبي بالسياسة والتجارة والخلافات".
كردستان: وحدة الصف
من جهته، دعا رئيس إقليم كردستان العراق نيجرفان بارزاني الأحزاب الكردية في البرلمان، إلى الحفاظ على وحدة الصف.
وقال بارزاني في تغريدة له باللغة الكردية على "تويتر": "يساورنا القلق إزاء آخر التطورات السياسية في العراق، ونأمل ألا يكون هناك أي اضطراب وأن يمثل مجلس النواب جميع العراقيين".
وأضاف "أدعو جميع الأحزاب الكردية إلى أن تكون موحدة وتحافظ على وحدة الصف".
أما زعيم "الحزب الديمقراطي الكردستاني" مسعود بارزاني، فقال: "نحترم قرار مقتدى الصدر وسنتابع التطورات اللاحقة".
"حل البرلمان"
كما قال النائب عن "حركة امتداد" علاء الركابي، إنه من "الصعب الاستمرار في البرلمان مع أشخاص رفضهم الشعب"، في حين دعت رئيسة حزب "الجيل الجديد" النائبة سروة عبد الواحد إلى "حلِّ البرلمان؛ لأن انسحاب الفائز الأكبر في الانتخابات يضع المجلس أمام تساؤلات كثيرة ويفقده الشرعية".
أما رئيس البرلمان و"حزب تقدم" محمد الحلبوسي فقال إن "حل البرلمان والانتخابات المبكرة لم يطرحا لغاية الآن"، مشيراً إلى أن المسعى الأساسي الآن هو "تشكيل حكومة تتحمل القوى السياسية مسؤولية مخرجاتها وأدائها".
وأضاف أن "هناك تأثيراً سياسياً لاستقالة الكتلة الصدرية التي حققت أعلى عدد مقاعد في البرلمان"، مشدداً على أن "وجود الكتلة الصدرية في العملية السياسية مهم".
وتابع أن "الإجراءات الدستورية ستمضي في ما لو اكتمل عدد أعضاء مجلس النواب، وتم وتعويض المقاعد الشاغرة".
وأعادت استقالة نواب الصدر الأحد خلط الأوراق في الساحة السياسية العراقية، وسط تخوف من أن تؤدي إلى تظاهرات، وتزيد المخاوف من عنف سياسي في بلد تملك فيه غالبية الأحزاب السياسية، فصائل مسلحة.
وجاءت الانتخابات البرلمانية المبكرة في خريف 2021 كمحاولة من الحكومة لتقديم تنازلات إلى الشارع، بعد تظاهرات غير مسبوقة شهدتها البلاد في العام 2019، وتعرضت لقمع شديد ذهب ضحيته 600 شخص.
وبعد 8 أشهر على الانتخابات التشريعية التي لم تفرز أغلبية واضحة، لكن تراجع فيها حجم كتلة النواب الموالية لإيران، لا تزال الأطراف السياسية الأساسية في البلاد عاجزةً عن الاتفاق على الحكومة المقبلة. كما أخفق البرلمان ثلاث مرات في انتخاب رئيس للجمهورية.