
أفادت وكالة "أسوشيتد برس" الأميركية، بأن إيران أجرت الثلاثاء، استعدادات "لإطلاق صاروخ فضائي على ما يبدو"، إذ أظهرت صور أقمار صناعية صاروخاً على منصة إطلاق، في وقت لا تزال التوترات عالية بشأن برنامج طهران النووي.
وأظهرت الصور التي التقطتها شركة "ماكسار تكنولوجيز" الأميركية، منصة إطلاق في ميناء "الإمام الخميني الفضائي" بمحافظة سمنان الريفية، وهو موقع لمحاولات فاشلة متكررة مؤخراً لإطلاق قمر صناعي في المدار.
وأظهرت مجموعة من الصور صاروخاً على ناقلة يجري الإعداد لرفعه ووضعه على برج إطلاق. وأظهرت صورة لاحقة بعد ظهر الثلاثاء الصاروخ على ما يبدو فوق البرج.
ولم تعترف إيران بالإطلاق المرتقب في الميناء الفضائي، ولم ترد بعثتها لدى الأمم المتحدة في نيويورك على الفور على طلب للتعليق.
7 أقمار
مع ذلك، قالت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية "إرنا" خلال مايو الماضي، إنه من المرجح أن يكون لدى طهران 7 أقمار صناعية محلية الصنع، جاهزة للإطلاق بحلول نهاية العام بالتقويم الفارسي الذي يصادف مارس 2023.
كما أشار مسؤول بوزارة الدفاع مؤخراً إلى أن إيران قد تختبر قريباً صاروخها الجديد الذي يعمل بالوقود الصلب، ويحمل الأقمار الصناعية والمسمى "ذو الجناح".
ولم يتضح متى سيتم الإطلاق، رغم أن نصب صاروخ على منصة يعني عادة أن الإطلاق وشيك، في وقت لم تسجل أقمار وكالة "ناسا" التي تكتشف ومضات من الضوء من الفضاء، أي نشاط على الفور فوق الموقع في وقت متأخر الثلاثاء.
ورداً على سؤال بشأن الاستعدادات، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس إن الولايات المتحدة تحث إيران على تهدئة الوضع.
وأضاف برايس في تصريحات للصحافيين: "لقد اختارت إيران باستمرار تصعيد التوترات. إيران هي التي اختارت باستمرار اتخاذ إجراءات استفزازية".
مراقبة أميركية
المتحدث باسم البنتاجون، روب لودويك، قال إن الجيش الأميركي "سيواصل مراقبة سعي إيران عن كثب للحصول على تكنولوجيا إطلاق فضائية، وكيف يمكن أن يرتبط ذلك بالتقدم في برنامجها الشامل للصواريخ الباليستية".
وأضاف لودويك: "العدوان الإيراني، بما في ذلك التهديد الواضح الذي تُشكله برامجها الصاروخية المختلفة، لا يزال يُشكل مصدر قلق كبير لقواتنا في المنطقة".
وعلى مدى العقد الماضي، أرسلت إيران العديد من الأقمار الصناعية قصيرة العمر إلى المدار، وفي عام 2013 أطلقت قرداً إلى الفضاء.
ومع ذلك، شهد البرنامج مشاكل في الآونة الأخيرة، إذ تم إجراء 5 عمليات إطلاق فاشلة على التوالي لبرنامج "سيمرج"، وهو نوع من الصواريخ الحاملة للأقمار الصناعية.
وقالت السلطات آنذاك إن حريقاً في ميناء "الإمام الخميني الفضائي" في فبراير 2019 أسفر أيضاً عن مصرع 3 باحثين.
ولا تزال منصة الإطلاق المستخدمة في استعدادات، الثلاثاء، تُعاني من انفجار وقع في أغسطس 2019.
وتُشير صور الأقمار الصناعية التي تعود إلى فبراير إلى فشل إطلاق "ذو الجناح" في وقت سابق من هذا العام، على الرغم من أن إيران لم تعترف بذلك.
إخفاقات متتالية
بحسب "أسوشيتد برس"، أثارت الإخفاقات المتتالية شكوكاً في تدخل خارجي ببرنامج إيران، وهو أمر ألمح إليه الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب نفسه من خلال تغريدة في ذلك الوقت بأن الولايات المتحدة "لم تكن متورطة في الحادث الكارثي".
وفي الوقت نفسه كشف الحرس الثوري الإيراني في أبريل 2020 عن برنامجه الفضائي السري الخاص به من خلال إطلاق قمر صناعي بنجاح إلى المدار، وأطلق الحرس الثوري قمراً صناعياً آخر في مارس الماضي في موقع مختلف بمحافظة سمنان، شرق العاصمة طهران.
وانطلاقاً من منصة الإطلاق المستخدمة، من المرجح أن إيران تستعد لإطلاق اختبار "ذو الجناح"، حسبما قال الباحث بالمعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية جون كرزيزانياك الذي أشار في وقت سابق هذا الأسبوع إلى أن الإطلاق كان وشيكاً بناء على النشاط في الموقع.
أسلحة نووية
الولايات المتحدة اعتبرت أن إطلاق إيران للأقمار الصناعية يتحدى قرار مجلس الأمن الدولي، ودعت طهران إلى عدم القيام بأي نشاط يتعلق بالصواريخ الباليستية القادرة على إيصال أسلحة نووية.
ووفقاً لتقييم مجتمع الاستخبارات الأميركي بشأن التهديد لعام 2022 الذي نشر في مارس الماضي، فإن مركبة إطلاق الأقمار الصناعية هذه "تُقصّر الجدول الزمني" لصاروخ باليستي عابر للقارات لإيران، لأنها تستخدم "تقنيات مماثلة".
وكانت إيران التي قالت منذ فترة طويلة إنها لا تسعى للحصول على أسلحة نووية، أكدت في وقت سابق أن إطلاق الأقمار الصناعية واختبارات الصواريخ ليس له بُعد عسكري.
وتقول وكالات الاستخبارات الأميركية والوكالة الدولية للطاقة الذرية إن إيران تخلّت عن برنامج نووي عسكري منظم في عام 2003.
البرنامج النووي
مع ذلك، تأتي استعدادات إيران المحتملة للإطلاق الفضائي، في وقت تصاعدت التوترات خلال الأيام الأخيرة بشأن برنامج طهران النووي، وتقول إيران الآن إنها ستزيل 27 كاميرا مراقبة تابعة للوكالة الدولية للطاقة الذرية من مواقعها النووية بينما تواصل تخصيب اليورانيوم أقرب من أي وقت مضى إلى مستويات صنع الأسلحة.
وتصر كل من إيران والولايات المتحدة على أنهما على استعداد للعودة إلى اتفاق طهران النووي لعام 2015 مع القوى العالمية، والذي شهد قيام طهران بالحد بشكل كبير من تخصيب اليورانيوم مقابل رفع العقوبات الاقتصادية.
وسحب ترمب بلاده من جانب واحد من الاتفاق عام 2018، ما أدى إلى سلسلة من الهجمات والمواجهات التي بدأت عام 2019، تستمر اليوم في إدارة الرئيس جو بايدن. ولا تزال المحادثات في فيينا بشأن إحياء الاتفاق "متوقفة" منذ مارس الماضي.
ويقول محللون إن صنع قنبلة نووية سيستغرق من إيران مزيداً من الوقت إذا سعت للحصول على سلاح نووي رغم أنهم يحذرون من أن تقدم طهران يجعل البرنامج أكثر خطورة.
وهددت إسرائيل في الماضي بأنها ستُنفذ ضربة استباقية لوقف جهود إيران، ويشتبه بالفعل في أنها في سلسلة من عمليات القتل الأخيرة التي استهدفت مسؤولين إيرانيين.
اقرأ أيضاً: