بايدن: الطاقة المتجددة "مسألة أمن قومي"

time reading iconدقائق القراءة - 7
الرئيس الأميركي جو بايدن يترأس تجمعاً افتراضياً لمنتدى الاقتصادات الكبرى لمكافحة الاحترار العالمي - 17 يونيو 2022 - Bloomberg
الرئيس الأميركي جو بايدن يترأس تجمعاً افتراضياً لمنتدى الاقتصادات الكبرى لمكافحة الاحترار العالمي - 17 يونيو 2022 - Bloomberg
واشنطن - أ ف ب

اعتبر الرئيس الأميركي جو بايدن الجمعة، خلال مؤتمر يجمع القوى الاقتصادية الكبرى للبحث في القضايا المناخية، أن الحرب الدائرة في أوكرانيا أثبتت أن الطاقة المتجددة هي "مسألة أمن قومي"، وأداة أساسية لمكافحة الاحترار المناخي، بحسب "فرانس برس".

وقال الرئيس الأميركي في افتتاح مؤتمر دعا إليه أهم القوى الاقتصادية في العالم، وشاركت فيه 23 دولة، في حين غابت عنه روسيا والهند، إن "الهجوم الوحشي وغير المبرر لروسيا على جارتها أوكرانيا، فاقم أزمة طاقة عالمية وسلّط الضوء على ضرورة تحقيق أمن طاقة موثوق وطويل الأمد".

وتابع "الخبر السار هو أن أمن المناخ وأمن الطاقة يسيران جنباً إلى جنب".

وبحسب "بلومبرغ" فإن الدول المشاركة في المنتدى تمثل ما يقرب من 80% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي وانبعاثات الغازات الدفيئة. 

ودعا بايدن الصين والاقتصادات الكبرى الأخرى إلى مضاعفة الجهود لمكافحة تغير المناخ وتحسين أمن الطاقة، كما حث الدول على الإسراع بخفض انبعاثات الميثان، وتبني أهداف طموحة صوب إنتاج مركبات بدون انبعاثات، والعمل على تطوير الشحن العالمي، حسبما ذكرت وكالة "رويترز".

وطالب بايدن هذه الدول أيضاً بإنفاق 90 مليار دولار في المجمل، للإسراع بتسويق التكنولوجيات النظيفة، وتطوير الأسمدة التي تخفض الانبعاثات الزراعية وتعزز الأمن الغذائي.

وقال بايدن للزعماء المشاركين في أعمال المنتدى الافتراضي: "أشعل غزو روسيا الوحشي وغير المبرر لدولة أوكرانيا أزمة طاقة عالمية، وضاعف الحاجة إلى تحقيق الأمن والاستقرار للطاقة على المدى الطويل".

 وقال بايدن إنه "من الضروري العمل معاً من أجل تخفيف آثار الحرب التي رفعت أسعار الغذاء والطاقة على مستوى العالم".

واجتماع الجمعة هو أكبر تجمع لزعماء العالم بشأن تغير المناخ قبل مؤتمر المناخ العالمي الذي يعرف باسم "كوب27" والذي سيُعقد في نوفمبر في منتجع شرم الشيخ بمصر.

وقال البيت الأبيض، إن بايدن والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي سيعلنان خلال مؤتمر شرم الشيخ عن جهد مشترك لتحقيق انضباط المناخ في إفريقيا.

وتأتي رئاسة بايدن لهذا الاجتماع على خلفية تعهّد بجعل الولايات المتحدة رائدة عالمياً على صعيد كبح الاحترار العالمي. إلا أن المؤتمر يُعقد في توقيت يواجه فيه سيّد البيت الأبيض نقمة شعبية على خلفية ارتفاع أسعار موارد الطاقة، الناجم بشكل أساسي عن الغزو الروسي لأوكرانيا. في الوقت نفسه تواجه الدول الأوروبية صعوبات في إيجاد سبل للاستغناء عن استيراد النفط والغاز الروسيين.

انتقادات لشركات النفط والغاز

في كلمته، وجّه الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش انتقادات حادة لشركات النفط والغاز متّهماً إياها باستنساخ تكتيك شركات التبغ في الترويج لـ"سردية خاطئة للتقليل من المسؤوليات الملقاة على عاتقها على صعيد التغيّر المناخي".

وتابع جوتيريش "لا شيء يمكن أن يكون أكثر وضوحاً أو إلحاحاً من مخاطر توسّع نطاق الوقود الأحفوري"، وشدد على أن لا مبررات منطقية سياسية أو اقتصادية للوقود الأحفوري "حتى على المدى القصير".

لكن موقف جوتيريش جاء مناقضاً للواقع السياسي الذي يواجهه بايدن في سعيه لإقناع شركات النفط المحلية بزيادة الإنتاج لخفض الأسعار. 

وحاليا يتكلّف الأميركيون ما معدّله خمس دولارات لجالون البنزين (3,78 ليترات)، بزيادة دولارين مقارنة بما كانت عليه الأسعار العام الماضي، علماً بأن ارتفاع أسعار الوقود يفاقم التضخم الذي بلغ أعلى مستوى له منذ 40 عاماً.

روسيا والهند غائبتان 

وقال مسؤول رفيع في الإدارة الأميركية إن ممثلين عن 23 بلداً شاركوا في المؤتمر الذي نظّم عبر تقنية الفيديو، مشيراً إلى أن هؤلاء يمثلّون غالبية القوى الاقتصادية الكبرى.

وأوضح المسؤول أن المؤتمر تمحور حول ما يعتزمون اتّخاذه من تدابير للتخفيف من عوامل التغير المناخي.

وفي نسخة سابقة نظّمت في سبتمبر 2021، تعهّد بايدن والاتحاد الأوروبي بخفض انبعاثات غاز الميثان، وهو من الغازات المسببة للاحترار المناخي. وأُطلق هذا التعهّد رسمياً خلال مؤتمر الأطراف "كوب26" الذي نظّم في جلاسكو، وبلغ عدد الموقّعين عليه 115 بلداً.

لكن في مؤشر يسلّط الضوء على التعقيدات الدبلوماسية التي تعوق جهود تعزيز التعاون الدولي لمكافحة مخاطر التغير المناخي، غابت روسيا الجمعة عن المؤتمر.

واقتصر تمثيل الصين في هذا المؤتمر على موفدها المناخي، بدلاً من الرئيس شي جين بينج، وفق ما أعلن البيت الأبيض، كما أن الهند لم تكن ضمن الحاضرين.

الاستفادة من الميثان

وفي معرض تحذيره من أن العالم يحب ألا يسمح لأهداف احتواء التغير المناخي بأن "تصبح خارج متناولنا"، قال بايدن إن "هامش المناورة يضيق بسرعة".

وعلى الرغم من جهود تكييف أسواق الطاقة العالمية مع تداعيات الحرب الدائرة في أوكرانيا، شدد بايدن على أن إدارة المناخ على المدى الطويل والأهداف الاقتصادية الفورية والاستغناء عن استيراد الطاقة الروسية، أمور يمكن تحقيقها بالتوازي.

وأشار إلى التعّهد العالمي للحد من تسرب غاز الميثان، وآلية إحراق كميات الغاز غير المرغوب فيها في الحقول النفطية، داعياً الدول إلى "تعزيز" استجاباتها.

وتعتمد اقتصادات أوروبية عدة على استيراد الطاقة الروسية، لكن بايدن أشار إلى أن وضع حد لهدر غاز الميثان قادر لوحده على حل هذه المشكلة.

وقال الرئيس الأميركي "كل عام يتسرب من نظامنا الحالي للطاقة ما يكفي من الميثان لتلبية احتياجات قطاع الطاقة الأوروبي بأسره. نحن نحرق ما يكفي من الغاز لتعويض كل ما يستورده الاتحاد الأوروبي تقريباً من روسيا".

وأضاف "من خلال وقف التسرب وآلية إحراق هذا الغاز الفائق القوة المسبب للاحتباس الحراري وحفظ هذا المورد لبلدان تحتاج إليه، نعالج مشكلتين في آن واحد". 

اقرأ ايضاً:

تصنيفات