
عبّر الأمير تشارلز، ولي عهد بريطانيا، الجمعة، عن أسفه بسبب العبودية في خطاب أمام زعماء دول "الكومنولث" في رواندا، مُقراً بأن "المجموعة تضرب بجذورها في حقبة مؤلمة من التاريخ".
وتضم مجموعة "الكومنولث" 54 دولة معظمها مستعمرات بريطانية سابقة. وترأس الملكة إليزابيث 15 دولة من أعضائها، من بينها المملكة المتحدة وأستراليا ونيوزيلندا وكندا وجاميكا وبليز وجزر البهاما وبابوا غينيا الجديدة.
وفي كلمته خلال مراسم افتتاح القمة، أقر الأمير تشارلز بتنامي الميل في بعض دول "الكومنولث" الخمسة عشر التي ترأسها الملكة إليزابيث تجاه التحول إلى جمهوريات.
وقال تشارلز: "بينما نسعى معاً نحو السلام والرخاء والديمقراطية، علينا أن نعترف بأن مجموعتنا المعاصرة تضرب بجذورها بعمق في أكثر فترات تاريخنا إيلاماً".
وأضاف: "لا يمكنني وصف مدى عمق أسفي الشخصي لمعاناة الكثيرين، بينما أواصل استيعابي لتأثير العبودية الدائم".
وتابع: "إذا كنا سنؤسس مستقبلاً مشتركاً يحقق النفع لجميع مواطنينا فعلينا أيضاً أن نجد سبلاً جديدة للاعتراف بماضينا، ببساطة هذا حديث حان أوانه".
وتُعقد القمة على مدار يومين، لكنّ العديد من رؤساء الدول أو الحكومات اختاروا أن يكونوا ممثَّلين. ولن يحضر الرئيس الهندي ناريندرا مودي ولا الأسترالي أنتوني ألبانيز المناقشات التي ستعقد خلف الأبواب المغلقة.
ويقوم الأمير تشارلز الذي يمثل والدته الملكة إليزابيث الثانية رئيسة الكومنولث، بأول زيارة لأحد أفراد الأسرة المالكة إلى رواندا.
اتفاق لترحيل اللاجئين
ويأتي الخطاب وسط جدل بشأن اتفاق بين لندن وكيجالي، لإبعاد اللاجئين من المملكة المتحدة إلى رواندا التي تتعرض لانتقادات بشأن سجلها على صعيد حقوق الإنسان.
ومن المقرر أن يلتقي ولي العهد البريطاني في كيجالي، رئيس الوزراء بوريس جونسون المدافع عن مشروع إرسال المهاجرين من المملكة المتحدة إلى رواندا.
وهو المشروع الذي أدانه العديد من المنظمات غير الحكومية المدافعة عن حقوق الإنسان، وعارضه الأمير تشارلز ووصفه في جلسات خاصة بأنه "مروّع".
في المقابل دافع جونسون عن خطته، الخميس، في رواندا مؤكداً أن "ما يجب أن يعرفه الناس، وما يجب أن يعرفه منتقدو البرنامج هو أن رواندا شهدت تحولاً كاملاً في العقدين الأخيرين".
ولم يُبعد أي مهاجر في إطار هذا البرنامج بعدما أوقفت الطائرة الأولى المتوجهة إلى كيجالي في اللحظة الأخيرة في 14 يونيو بناءً على قرار من المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان.
وطرحت الحكومة البريطانية، الأربعاء، مشروع قانون على البرلمان يسمح بتجاوز المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان.
من جهة أخرى تساءلت منظمات مدافعة عن حقوق الإنسان عن السبب وراء اختيار رواندا لعقد هذه القمة، وعبّرت 23 منظمة مدافعة عن حقوق الإنسان في رسالة مفتوحة إلى رؤساء حكومات مجموعة "الكومنولث" عن "قلقها العميق" بهذا الشأن، واعتبرت أن "الكومنولث" تعرّض مصداقيتها للخطر بعقد قمتها في كيجالي.