
قال رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، السبت، إنه يعتزم قيادة حزب المحافظين خلال الانتخابات المقبلة، وذلك على الرغم مما ذكرته صحيفتا "التايمز" و "التليجراف" بشأن مساعي معارضيه داخل الحزب للإطاحة به.
ويواجه رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون الذي نجا من اقتراع لسحب الثقة قبل أسبوعين، تهديدات جديدة لقيادته بعد أن خسر حزبه المحافظ مقعدين برلمانيين رئيسيين، وفق "بلومبرغ".
ويعمل معارضو جونسون على تولي لجنة داخلية من نواب الحزب تُعرف باسم لجنة 1922، والتي تضع قواعد الحزب، التصويت على سحب الثقة، بحسب ما نقلته وكالة "رويترز" عن تقارير صحافية بريطانية.
وشدد جونسون، على أنه "لن يخضع لأي تحول نفسي" على الرغم من الهزيمة الانتخابية التي مُني بها حزبه هذا الأسبوع، إضافة الى تقارير إعلامية ذكرت أنه يخطط لبناء منزل فاخر على شجرة لابنه.
وكان رئيس الوزراء البريطاني قد نجا من تصويت على الثقة، لكن ما أضعفه أكثر، مطالبة أكثر من 40% من نوابه بأن يستقيل.
واهتز منصبه مجدداً، الجمعة، بعد خسارته معركتين انتخابيتين على مقعدين رمزيين للغاية.
وقال جونسون لبرنامج "توداي" على إذاعة "بي بي سي"، إنه إذا أراد منتقدوه أن "يخضع لنوع من التحول النفسي، أعتقد أن مستمعينا يعرفون أن هذا لن يحدث".
"الاستمرار في التغيير"
وأضاف رئيس الوزراء البريطاني أن "ما يمكن القيام به، وما يجب أن تفعله الحكومة، وما أريد أنا القيام به، هو الاستمرار في تغيير وإصلاح وتحسين أنظمتنا واقتصادنا".
وقالت ديزي كوبر نائبة رئيس الحزب الليبرالي الديمقراطي الذي كان أحد الفائزين في الانتخابات الفرعية، إن التصريحات أظهرت أن جونسون "لا ينوي أبداً تغيير شخصيته".
وتراجعت شعبية جونسون بعد الكشف عن فضيحة إقامته حفلات بمقر الحكومة في دوانينج ستريت خلال فترة الإغلاق بسبب كورونا، وتغريمه من قبل الشرطة مع عشرات من موظفيه، فيما بات يعرف بـ"بارتي جيت" أو "فضيحة الحفلات.
كما أدى التضخم والإضرابات إلى زيادة الضغط على الرجل البالغ من العمر 58 عاماً، والذي قال لـ"بي بي سي" إنه يتعين عليه "بكل تواضع وصدق" قبول الانتقادات.
وما زاد الطين بلة بالنسبة لجونسون ما نشرته صحيفة "تايمز"، السبت، عن تخطيطه لبناء منزل على شجرة لإبنه بكلفة باهظة وزجاج مضاد للرصاص في أراضي منطقة تشيكرز، المقر الريفي لرؤساء وزراء المملكة المتحدة.
وذكرت الصحيفة أن جونسون تواصل مع أحد المانحين من حزب المحافظين بشأن تمويل المشروع، لكنه في النهاية تخلى عن الفكرة بعد أن حذره ضباط الحماية من أن منزلاً كهذا يمثل خطراً أمنياً، إضافة إلى نصيحة مساعديه بصعوبة الدفاع عن كلفة المشروع.
وأفاد أندرو بريدجن وهو مشرع من حزب المحافظين في تصريحات لقناة "جي بي نيوز"، الجمعة، أنه سيؤيد "لجنة 1922" لمحاولة تغيير القواعد.
وقال إن باب الترشيحات مفتوح الأسبوع المقبل للدور التنفيذي في لجنة 1922، وقد يكون التصويت في الأسبوع التالي. ولم يرد رئيس اللجنة جراهام برادي، على طلب للتعليق.
مصاعب جونسون
تشكل خسارة حزب المحافظين في انتخابات فرعية هذا الأسبوع اضطراباً جديداً لجونسون الذي تضررت سمعته بسبب ما يسمى بفضيحة "بارتي جيت"، في حين أدت أزمة تكاليف المعيشة الطاحنة إلى ارتفاع التضخم إلى أعلى مستوى له في 40 عاماً.
وتشير تلك الخسائر إلى أن التحول الانتخابي الذي حقق من خلاله رئيس الوزراء أغلبية شاملة في عام 2019 قد يضعف.
وقالت "بلومبرغ" إن تلك "النكسة" أثارت أيضاً دعوات جديدة لاستقالة جونسون، وهو ما رفضه. فيما استقال رئيس حزب المحافظين أوليفر دودن، بعد إعلان النتائج، قائلاً إنه يتعين على شخص ما تحمل المسؤولية.
وعندما سُئل عن الجهود المبذولة لتغيير القواعد للإطاحة به، وصف جونسون، في مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" بثت، السبت، منتقديه بأنهم معارضون لجهوده المميزة لإخراج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي.
وأردف: "الحجة الوحيدة التي سمعت أن بعض منتقديّ يروجون لها بشأن التغييرات التي يرغبون في رؤيتها هي العودة إلى السوق الموحدة للاتحاد الأوروبي".
وكان فوز جونسون في 2019 لافتاً للنظر، لأنه فاز بما يسمى بمقاعد الجدار الأحمر في شمال إنجلترا التي كان يسيطر عليها تاريخياً حزب العمال المعارض، بينما احتفظ بمقاعد المحافظين التقليدية في الجنوب. فيما تشير خسائر الانتخابات هذا الأسبوع إلى أنه قد يكون من الصعب تكرار ذلك.
وفي تيفرتون وهونيتون، وهي دائرة انتخابية ريفية في الجنوب الغربي تحت سيطرة المحافظين منذ إنشائها في عام 1997، تخلى الناخبون عن المحافظين بأعداد كبيرة، وحاز الديمقراطيون الليبراليون - بمساعدة ناخبي حزب العمال السابقين – على أغلبية كبيرة لشغل المقعد.
"تآكل الدعم"
واستعاد حزب العمال مقاطعة ويكفيلد في غرب يوركشاير، ما وجه ضربة كبيرة لخطط حزب المحافظين للبناء على الطرق التي حققها جونسون في مقاعد الجدار الأحمر.
وعندما سٌئل في مقابلة مع "بي بي سي" عما إذا كان سيستقيل على الإطلاق بسبب مبدأ أخلاقي، قال جونسون إنه سيفعل ذلك إذا فشلت سياسته في أوكرانيا.
وأضاف: "إذا قيل لي أنه كان علينا التخلي عن القضية الأوكرانية لأنها كانت ببساطة تزداد صعوبة وأن تكلفة دعم هؤلاء الناس في كفاحهم البطولي من أجل الحرية كانت باهظة للغاية من حيث التضخم، من حيث الأضرار الاقتصادية، سأقبل أنني خسرت حجة مهمة للغاية وسأذهب".
اقرأ أيضاً: