
قال الجيش الأميركي، الثلاثاء، إن تحليق طائرة تابعة لبحريته عبر مضيق تايوان الأسبوع الماضي، أظهر التزام الولايات المتحدة بحرية الملاحة في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، وذلك بعد أن اشتكت الصين من أن ذلك "يهدد السلام والاستقرار".
وأضاف الجيش في بيان: "ستواصل الولايات المتحدة الطيران والإبحار والعمل في أي مكان يسمح به القانون الدولي، بما في ذلك داخل مضيق تايوان. يظهر عبور الطائرة مضيق تايوان التزام الولايات المتحدة بحرية الملاحة وانفتاح منطقة المحيطين الهندي والهادئ".
من جانبها، قالت قيادة المحيطين الهندي والهادئ الأميركية في بيان إن "سفن وطائرات البحرية الأميركية تتعامل بشكل روتيني مع السفن الحربية والطائرات الأجنبية خلال عملها في جميع أنحاء المنطقة".
وأضافت أن "جميع التعاملات مع القوات العسكرية الأجنبية في أثناء العبور كانت متوافقة مع الأعراف الدولية ولم تؤثر على العملية.
والسبت، قالت الصين إن تحليق طائرة تابعة للبحرية الأميركية عبر مضيق تايوان في الآونة الأخيرة تسبب في "اضطراب الوضع الإقليمي وتعريض السلام والاستقرار للخطر".
ولفتت إلى إرسالها طائرات لمراقبة وتحذير الطائرة "بي - 8إيه" المضادة للغواصات أثناء تحليقها فوق الممر المائي الحساس الجمعة.
وجاء تحليق الطائرة، بعد أن دفعت تايوان بمقاتلاتها مرتين الأسبوع الماضي، لتحذير القوات الجوية الصينية التي نفذت عمليتي توغل كبيرتين في منطقة الدفاع الجوي التايوانية.
سول: مخاطر أمنية
في سياق موازٍ، قال مسؤول كوري جنوبي إن بلاده تتوقع من الولايات المتحدة "الرد عسكرياً"، إذا غزت الصين تايوان.
وأضاف المسؤول، الذي رفض الكشف عن هويته، في تصريحات أوردها موقع "أكسيوس" إن الصين تشكل حالياً "مخاطر" أمنية على كوريا الجنوبية، ولكنها لا تشكل "تهديداً مباشراً".
ورداً على سؤال عما إذا كانت سول تريد أن ترد الولايات المتحدة عسكرياً، قال المسؤول إن كوريا الجنوبية "مرتاحة أكثر لفكرة أن واشنطن سترد، على الرغم من أن ذلك سيؤدي على الأرجح إلى طلب دعم عسكري من الولايات المتحدة واليابان".
ولفت إلى أن تهديدات الصين بوضع الجزيرة المتمتعة بالحكم الذاتي تحت سيطرتها، بـ"القوة إذا لزم الأمر"، ربما يمثل السيناريو الأكثر ترجيحاً للحرب مع الولايات المتحدة، مشيراً إلى أن كوريا الجنوبية ستكون "حذرة" من الانجرار إلى مثل هذا الصراع، مبدياً قلقه حال عدم رّد واشنطن بحزم وقوة لردع بكين.
ويمثل مضيق تايوان مصدراً للتوتر العسكري بشكل متكرر منذ أن فرّت حكومة جمهورية الصين المهزومة إلى تايوان في عام 1949، بعد خسارتها حرباً أهلية مع الشيوعيين الذين أسسوا جمهورية الصين الشعبية.
وسبق أن قالت الصين إن لها "سيادة وسلطة" على مضيق تايوان، بينما تؤكد الولايات المتحدة وتايوان أن المضيق الذي يفصل الجزيرة عن الصين هو "ممر مائي دولي".