القوات المسلحة السودانية تنتشر بمنطقة الفشقة الكبرى بالكامل

time reading iconدقائق القراءة - 5
جنود يشاركون في مناورة عسكرية بمنطقة معقل بولاية نهر النيل شمال السودان  - 8 ديسمبر 2021 - AFP
جنود يشاركون في مناورة عسكرية بمنطقة معقل بولاية نهر النيل شمال السودان - 8 ديسمبر 2021 - AFP
الخرطوم -الشرق

كشفت مصادر عسكرية سودانية لـ"الشرق"، الثلاثاء، استعادة القوات المسلحة السودانية لمنطقة "برخت" آخر مستوطنة تحتلها إثيوبيا بالفشقة الكبرى.

وقالت المصادر لـ"الشرق" إن "الجيش دخل في اشتباكات بالأسلحة الثقيلة والكثيفة مع الجيش الإثيوبي بمنطقة الفشقة الكبرى وبالتحديد عند نقطة "برخت"، وهي آخر مستوطنة إثيوبية تقع على نحو 6 كيلومترات داخل الأراضي السودانية.

وفي ذات السياق، أشارت المصادر العسكرية إلى أن الجيش قام بطرد الميليشيات الإثيوبية المتحالفة مع الجيش الإثيوبي من منطقة "تسفاي"، وتم استرداد جميع الأراضي السودانية الواقعة بمنطقة الفشقة الكبرى.

وقالت مصادر عسكرية إن هناك مناطق تمثل أربع مستوطنات إثيوبية داخل الأراضي السودانية "سفاري، قطراند، شاي بيت، مالكامو" في منطقة الفشقة الصغرى.

معارك مستمرة

وكانت مصادر عسكرية سودانية قد قالت لـ"الشرق"، الثلاثاء، إن القوات المسلحة "تواصل تقدمها نحو آخر نقطة في الحدود الدولية بين السودان وإثيوبيا وأشارت إلى استمرار المعارك.

وأضافت المصادر أن "القوات المسلحة استعادت منطقة قلع اللبان الواقعة ضمن الأراضي السودانية"، وذلك بعد ساعات من زيارة قائد الجيش الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان للخطوط الأمامية وتفقده مناطق انتشار القوات.

وذكرت مصادر محلية في تصريحات لـ"الشرق"، أن "ميليشيات إثيوبية مدعومة بالجيش دأبت على اختطاف المواطنين وطلب فدية بصورة متكررة في مناطق الأسرّة وود كولي بالفشقة الصغرى الحدودية الفترة الماضية".

وتأتي التصريحات بالتزامن مع تأكيدات مصادر عسكرية سودانية لـ"الشرق"، الاثنين، أن "الجيش السوداني يهاجم مناطق تمركز للقوات الإثيوبية في قلع اللبان وبركة نورين في الفشقة الصغرى والكبرى (الحدودية)، والاشتباكات مستمرة".

وأعلن مكتب الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة السودانية، الأحد، في بيان، إقدام الجيش الإثيوبي على إعدام 7 جنود سودانيين ومواطن كانوا أسرى لديهم "ومن ثم عرضهم على مواطنيهم بكل خسة ودناءة".

قالت مصادر عسكرية سودانية لـ"الشرق"، الثلاثاء، إن القوات المسلحة "تواصل تقدمها نحو آخر نقطة في الحدود الدولية بين السودان وإثيوبيا"، وأشارت إلى استمرار المعارك.

وأضافت المصادر أن "القوات المسلحة استعادت منطقة قلع اللبان الواقعة ضمن الأراضي السودانية"، وذلك بعد ساعات من زيارة قائد الجيش الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان للخطوط الأمامية وتفقده مناطق انتشار القوات.

"رد ملموس"

وأكد البرهان، الاثنين، عزم قيادة القوات المسلحة على "إسناد القوات وتمكينها من أداء واجبها المقدس في حماية الأرض والعرض"، مشدداً على أن دماء الضحايا "لن تضيع سدى"، وأن "الرد "سيكون واقعاً ملموساً على الأرض"، وأن "ما جرى من أحداث خلال الأيام الماضية بمنطقة الأسرة لن يتكرر مرة أخرى".

 ووجه قائد الجيش السوداني الذي يرأس مجلس السيادة الانتقالي بـ"عدم السماح بأي تحركات أو تعديات جديدة على الأراضي السودانية والمواطنين حتى خط الحدود الدولية".

وعقب استدعاء السودان سفيره لدى أديس أبابا والسفير الإثيوبي في الخرطوم، الاثنين، قال وزير الخارجية السوداني المكلف علي الصادق لـ"الشرق" إن "الخرطوم أودعت رسمياً شكواها إلى مجلس الأمن الدولي بشأن حادثة القتل الشنيعة من الجيش الإثيوبي"، مشيراً إلى أن بلاده طالبت المجلس بـ"ضرورة القيام بمسؤوليته تجاه حفظ الأمن في القرن الإفريقي".

ولفت الصادق إلى تقديمه احتجاجاً رسمياً للسفير الإثيوبي لدى الخرطوم بشأن "الإعدام الذي طال قوات عسكرية سودانية ومواطناً مدنياً"، وأن ما قام به الجيش الإثيوبي يتنافى مع الأعراف والمواثيق الدولية.

أراض خصبة

وعلى مدى أكثر من عقدين استقر آلاف المزارعين الإثيوبيين في الفشقة وزرعوا أرضها. وظلت هذه الأزمة ساكنة لأكثر من 20 عاماً قبل أن تعود إلى الواجهة في السنوات القليلة الماضية.

ويصف الجانب السوداني ما يجرى بأنه "انتهاكات متواصلة للأراضي الزراعية السودانية في منطقة الفشقة الحدودية من قبل مزارعين إثيوبيين، تحت حماية مسلحين تستخدم أسلحة حديثة".

وعقد البلدان محادثات عدة على مر السنين، لكنهما لم يتوصلا قط إلى اتفاق على ترسيم خط الحدود الفاصل بينهما.

وظلت القوات السودانية خارج الفشقة حتى اندلاع النزاع في إقليم تيجراي الإثيوبي في نوفمبر 2020، وقد عادت إليها من أجل "استعادة الأراضي المسروقة".

والفشقة هي إحدى مناطق ولاية القضارف الـ5، وتضم الفشقة الكبرى والفشقة الصغرى. تبلغ مساحة الفشقة بشقيها مليونين و650 ألف فدان، وتقع على خط الحدود بين السودان وإثيوبيا، الذي يبلغ طوله 265 كيلومتراً.

ويطلق أهالي المنطقة عليها مجازاً اسم "الجزيرة"، إذ تجرى على حدودها 3 أنهر صغيرة. وتتميز المنطقة بتربتها الخصبة وأراضٍ مسطحة تسمح باستخدام الآلات الزراعية، علاوة على أمطارها الغزيرة في فصل الخريف، ما يجعلها منطقة ملائمة لزراعة أنواع عدة من المحاصيل.

أما ولاية القضارف، فتعتبر من أهم المناطق الزراعية في شرق السودان حيث تتم زراعة العديد من المحاصيل المهمة مثل الذرة والسمسم وزهرة عباد الشمس وغيرها.

تصنيفات