
قالت وزارة الخارجية الروسية إن الوزير سيرجي لافروف أبلغ في اتصال هاتفي، الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، الأربعاء، بأن بلاده مستعدة لتنسيق الجهود لخفض مخاطر حدوث أزمة غذاء عالمية.
وأضافت الخارجة الروسية في بيان أن لافروف أشار لجوتيريش، إلى أن بلاده "ملتزمة بالوفاء بشحنات الحبوب والأسمدة التي تصدرها"، لافتاً إلى رغبة موسكو بـ"المزيد من العمل للحد من تهديدات أزمة الغذاء، بما في ذلك بالتنسيق مع الأمم المتحدة".
وعرض لافروف "التقييم الروسي للوضع الحالي في أوكرانيا وجمهوريتي دونيتسك ولوجانتسك الشعبيتين، بما في ذلك في سياق مشكلة توريد المنتجات الزراعية والأسمدة إلى الأسواق العالمية"، بحسب البيان الروسي.
من جهته، قال مسؤول في وزارة الخارجية الروسية لوكالة "سبوتنيك"، في وقت سابق الأربعاء، رداً على سؤال حول موعد بدء تصدير الحبوب من الموانئ الأوكرانية: "ستبدأ روسيا العمل عندما يتم التوصل إلى اتفاقيات ذات صلة، فالكرة الآن في ملعب كييف".
وأكد مدير القسم الثاني لبلدان رابطة الدول المستقلة بوزارة الخارجية الروسية أليكسي بولشوك أن "روسيا لا تمنع تصدير الحبوب الأوكرانية"، مؤكداً أنه "يجب تفتيش سفن تصدير الحبوب من أوكرانيا للتأكد من أنه لا توجد معدات عسكرية على متنها".
وتابع: "قلنا مرات عديدة أننا مستعدون لضمان سلامة المرور إلى المياه الإقليمية الأوكرانية والعودة إلى مضيق البوسفور للسفن التجارية التي تنوي القدوم إلى أوكرانيا لتصدير الحبوب".
وتمثل روسيا وأوكرانيا ما يقرب من ثلث إمدادات القمح العالمية، ويساهم نقص صادرات الحبوب من موانئ أوكرانيا، في أزمة غذاء عالمية متنامية.
وفي ضوء هذه التهديدات على الأمن الغذائي العالمي، تسعى المنظمات الأممية والعديد من الدول إلى إيجاد حلول استباقية تحول دون تفاقم الأزمة التي بدأت آثارها تظهر بالفعل، ودقت منظمات دولية عدة ناقوس الخطر بشأنها، وطالبت عدة مرات بإخراج 20 مليون طناً عالقة من الحبوب من أوكرانيا في أسرع فرصة.
لافروف ينتقد جوتيريش
ويأتي الاتصال بعد أيام من انتقاد لافروف لجوتيريش، الأسبوع الماضي، بقوله إنه "يريد الاتفاق أولاً على تصدير الحبوب الأوكرانية، ثم حل مشكلة تصدير الحبوب من روسيا".
وأضاف لافروف في مقابلة مع شركة الإذاعة والتلفزيون الوطنية في بيلاروس أنه "في الوقت نفسه، يحاول جوتيريش حل مشكلات تصدير الحبوب من الموانئ الأوكرانية، من دون مراعاة الممرات التي نعلن عنها يومياً"، مؤكداً أن "هذا الوضع يخلق مشاكل للعديد من الدول النامية".
وأعرب وزير الخارجية الروسي عن ثقته في أن "الأمين العام للأمم المتحدة، ومن خلال أفعاله، يطيل أزمة الغذاء، مما يجعل من المستحيل إرسال الحبوب بسرعة إلى هناك"، معتبراً ذلك "أمراً مؤسفاً".
وعلى وقع تداعيات الحرب الروسية ضد أوكرانيا، تزايدت مخاوف من أزمة غذاء تُهدد من ناحية بتناقص كبير في إمدادات السلع الأساسية، ومن ناحية أخرى بمجاعات تضرب العديد من البلدان، وهو ما دفع الدول إلى التوجه نحو "الحلول الاستباقية" خصوصاً أن من غير المعروف متى نصل إلى نهاية الأزمة بين كييف وموسكو.
وفي السياق، حضّت دول مجموعة السبع الصناعية المجتمعة في بافاريا في ألمانيا، الثلاثاء، البلدان والشركات التي تملك "مخزونات غذائية كبيرة" على المساعدة في تخفيف حدة أزمة الجوع، متعهدةً بتقديم 4,5 مليار دولار إضافي لمكافحة انعدام الأمن الغذائي.