واشنطن ولندن تحذران شركات غربية من تجسس الصين.. وبكين تنفي

time reading iconدقائق القراءة - 5
مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي الأميركي (إف بي آي) كريستوفر راي (يمين) ورئيس جهاز الاستخبارات الداخلية البريطاني (إم آي 5) كين ماكالوم  - Twitter/@BNNBreaking
مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي الأميركي (إف بي آي) كريستوفر راي (يمين) ورئيس جهاز الاستخبارات الداخلية البريطاني (إم آي 5) كين ماكالوم - Twitter/@BNNBreaking
دبي- الشرق

حذّر مكتب التحقيقات الفيدرالي الأميركي (FBI) وجهاز الاستخبارات الداخلية البريطاني (MI5) من أن التجسس الصناعي الصيني يشكّل تهديداً متزايداً لمجموعات غربية، من خلال شركات استحواذ ذات أهداف خاصة، فيما نفت بكين تلك المزاعم ووصفتها بـ"الكاذبة".

وفي ظهور مشترك في لندن مع رجال أعمال بارزين، حضّ مدير "إف بي آي" كريستوفر راي، ورئيس "إم آي 5" كين ماكالوم، الشركات على أن تكون أكثر يقظة بشأن الصين، كما أوردت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية.

ونقلت عن راي قوله إن بكين تستخدم "ألاعيب محكمة" لإخفاء تجسسها، مستفيدة من شركات الاستحواذ ذات الأهداف الخاصة.

وأضاف أن "الحكومة الصينية تشكّل تهديداً أكثر خطورة على الشركات الغربية مما يدركه كثيرون من رجال الأعمال المحنكين".

وتابع: "أريد أن أشجعكم على النظر إلى المدى البعيد، وأخذ العواقب بالاعتبار لدى تقييمكم لهذا التهديد".

واعتبر أن بكين تستخدم "كل أداة" تمتلكها من أجل سرقة تكنولوجيا غربية، في محاولة لتقويض شركات غير صينية والسيطرة على أسواقها، وحتى سرقة بذور معدّلة وراثياً من أراض زراعية في الولايات المتحدة.

وأضاف أن وزارة أمن الدولة الصينية، التي تشرف على عمليات التجسس الصينية في الخارج، تتعقب شركات غربية تريد "نهبها" من أجل الحصول على أسرارها.

ولفت إلى أن تقييم الأخطار الذي تفرضه الشركات الصينية بات أكثر صعوبة، لأن بكين تقيّد الوصول إلى البيانات اللازمة لتوخّي الحيطة الواجبة.

وتابع راي: "عندما تتعاملون مع شركة صينية، اعلموا أنكم تتعاملون أيضاً مع الحكومة الصينية، وتحديداً وزارة أمن الدولة والجيش الصيني، تقريباً بوصفكم شركاء صامتين".

وأشار إلى أن المكاتب الميدانية التابعة لـ"إف بي آي" في الولايات المتحدة تفتح تحقيقاً بشأن تجسس صيني كل 12 ساعة كمعدل عام، محذراً من أن التهديد الصيني "خطر معقد ودائم ومستمر".

"تغيير قواعد اللعبة"

عقد راي وماكالوم أول حدث عام بين الجهازين، في خطوة اعتبر الأول أنها أكدت الحاجة إلى مواجهة تحدي التجسس المتفاقم الذي تشكّله بكين، بحسب "فاينانشيال تايمز".

وذكر ماكالوم أن "إم آي 5" شهد زيادة في التحقيقات المرتبطة بالصين منذ عام 2018، تُقدّر بـ7 مرات، لافتاً إلى أن الجهاز كثف جهوده في التعامل معها خلال السنوات الثلاث الماضية. ورجّح أن يزيد الجهاز قدراته مجدداً "في السنوات المقبلة"، محافظاً في الوقت ذاته على "جهد كبير لمواجهة التهديدات الخفية الروسية والإيرانية".

وأضاف: "نحن لا نقدّم استغاثة كاذبة. الصين هي الأكثر تغييراً لقواعد اللعبة في كل التهديدات التي تواجهنا، بمعنى أنها تغزو جوانب كثيرة من حياتنا الوطنية".

وشدد راي وماكالوم على أن الصين توظف غالباً أشخاصاً ليسوا مرتبطين مباشرة بأجهزة استخباراتها، من أجل استهداف شركات غربية. ونبّها الشركات إلى وجوب أن تكون أكثر تفهماً لواقع تعاملاتها مع شركات صينية قد تكون مرتبطة بالاستخبارات الصينية، في عمل وصفه ماكالوم بـ"تلاعب خفيّ".

وحضّ الرجلان الشركات على تكثيف تعاونها مع "إف بي آي" و"إم آي 5"، في ظل قدرة الصين على تنفيذ عمليات تجسس واسعة عبر نشاطات كثيرة، وانتهاج سياسة بُعد نظر من خلال التودد إلى ساسة يبدؤون مسيرتهم المهنية.

إقصاء 50 طالباً صينياً

وأصرّ ماكالوم وراي على وجوب أن تكون الشركات أكثر يقظة، لا أن تفكّ ارتباطها بالصين بالضرورة. وفي هذا السياق، قال ماكالوم: "الهدف هنا ليس الانفصال تماماً عن الصين. نريد بريطانيا متصلة (بدول أخرى) ومرنة في الوقت ذاته".

وأشار إلى أن 150 ألف طالب صيني يتابعون دراستهم في جامعات المملكة المتحدة، معتبراً أن ذلك أمر "جيد بالنسبة لهم ولنا".

واستدرك أن تدقيقاً أجرته بريطانيا دفع 50 منهم إلى مغادرة أراضيها، نتيجة صلاتهم بالجيش الصيني.

وأكد ماكالوم أن "نشاطات عدائية تجري الآن على الأراضي البريطانية"، وزاد: "الحزب الشيوعي الصيني مهتم بأنظمتنا الديموقراطية والإعلامية والقضائية، ليس لتقليدها للأسف، بل لاستخدامها لمصلحته الخاصة".

واعتبر راي أن على الشركات أن تمعن التفكير بدرجة أكبر في تداعيات تهديدات الصين لتايوان، بعد الغزو الروسي لأوكرانيا، لافتاً إلى وقوع شركات غربية بين مطرقة العقوبات المفروضة على موسكو وسندان الاضطرابات الاقتصادية.

وقال: "أصابع شركات غربية كثيرة كانت ولا تزال داخل الباب، لدى إغلاقه. إذا غزت الصين تايوان، فقد نشهد الأمر ذاته مجدداً، وربما على نطاق أوسع. كما هو الحال في روسيا، قد تتحوّل الاستثمارات الغربية التي نُظمت طيلة سنوات إلى مجرد رهائن". 

السفارة الصينية في واشنطن رفضت مزاعم راي وماكالوم. وقال ناطق باسمها: "يشوّه بعض الساسة الأميركيين صورة الصين، ويقدّمونها بوصفها تهديداً، من خلال اتهامات كاذبة. نعارض بشدة تعليقاتهم".

اقرأ أيضاً:

تصنيفات