رفضت طهران، الجمعة، ما وصفته بـ"الاتهامات البريطانية"، التي تتعلق بمصادرة أسلحة إيرانية من مهربين في المياه الدولية جنوب إيران في وقت سابق من هذا العام.
ونقلت وكالة "إرنا" للأنباء عن المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية قوله إن المملكة المتحدة "ليست في وضع يسمح لها بتوجيه هذه الاتهامات التي لا أساس لها، ولا تمتلك الحكومة البريطانية الأهلية لتوجيه مثل هذه المزاعم لإيران".
وكانت البحرية الملكية البريطانية أفادت الخميس بأن طائرة هليكوبتر كانت على متن الفرقاطة "مونتروز" رصدت زوارق سريعة تبتعد عن الساحل الإيراني في 28 يناير و25 فبراير 2022، وتمت مصادرة عشرات الطرود التي تحتوي على أسلحة متطورة.
وقالت البحرية البريطانية إن "الطرود المضبوطة أرسلت إلى المملكة المتحدة للتحليل الفني الذي كشف أن الشحنة تحتوي على محركات صاروخية متعددة لصواريخ كروز من طراز 351 تصنعها إيران ومجموعة تضم 358 صاروخ أرض جو".
ولم يذكر البيان المكان الذي كانت الصواريخ متجهة إليه، لكنه قال إن صاروخ كروز من طراز 351، الذي يبلغ مداه 1000 كيلومتر، كثيراً ما تستخدمه جماعة الحوثي لاستهداف السعودية والإمارات.
وأضافت البحرية الملكية إن المدمرة الأميركية "جريدلي" دعمت عملية المصادرة في فبراير. وأضافت أن عمليتي المصادرة وقعتا بينما كانت الفرقاطة "مونتروز" تقوم بعمليات أمنية بحرية روتينية.
ونقل البيان عن وزير القوات المسلحة البريطانية جيمس هيبي، قوله "إن المملكة المتحدة ملتزمة بدعم القانون الدولي، من مواجهة العدوان في أوروبا إلى اعتراض شحنات الأسلحة غير المشروعة التي تديم حالة عدم الاستقرار في الشرق الأوسط".
وأضاف هيبي في البيان: "ستواصل المملكة المتحدة العمل لدعم سلام دائم في اليمن وهي ملتزمة بالأمن البحري الدولي حتى تتمكن الشحن التجاري من العبور بأمان دون تهديد بتعطيل".
ونقلت وكالة "فرانس برس" عن وزارة الدفاع البريطانية أن الشحنة التي تتضمن صواريخ أرض جو ومحركات لصواريخ كروز، تشكل انتهاكاً لقرار مجلس الأمن الدولي الذي وسع في فبراير الماضي حظر الأسلحة المفروض على اليمن، ليشمل كل الحوثيين بينما كان يطبق قبل ذلك على أفراد وشركات مذكورة بالاسم.
وأضافت الوزارة في بيان أن هذه هي "المرة الأولى التي تصادر فيها سفينة تابعة للبحرية البريطانية مثل هذه الأسلحة المتطورة من إيران".
من جهته، قال المتحدث باسم القيادة المركزية الأميركية الكولونيل جوزيف بوتشينو في بيان "لن نسمح للأفعال غير المسؤولة والعدوانية من جانب إيران بأن تمضي دون رادع في البر والبحر والجو"، محذراً من أن "أي نقل أو بيع أسلحة إلى الحوثيين في اليمن" ينتهك قرارات مجلس الأمن.
وتقوم القوات البحرية الأميركية والبريطانية ضمن مهامها في تحالف القوات البحرية المشتركة، الذي يضم 38 دولة، بعمليات أمنية بحرية إقليمية لتعطيل نقل البضائع غير المشروعة التي يمكن أن تدعم "الإرهاب" وغيره من الأنشطة غير القانونية.
وفي فبراير 2002، تأسست القوات البحرية المشتركة (CMF) وهي شراكة بحرية متعددة الجنسيات موجودة لدعم النظام الدولي، من خلال مكافحة الجهات الفاعلة غير المشروعة من غير الدول في أعالي البحار وتعزيز الأمن والاستقرار والازدهار عبر نحو 3.2 مليون ميل من المياه الدولية، والتي تشمل بعضًا من أهم ممرات الشحن في العالم.