هل باركت الاستخبارات الأميركية محاولة شراء "NSO" مالكة "بيجاسوس"؟

time reading iconدقائق القراءة - 6
شاشة حاسوب يظهر عليها موقع شركة "أن أس أو" المطورة لبرنامج "بيجاسوس". - AFP
شاشة حاسوب يظهر عليها موقع شركة "أن أس أو" المطورة لبرنامج "بيجاسوس". - AFP
دبي- الشرق

زار مسؤولون في شركة "إل 3 هاريس" (L3Harris) الأميركية للتعهدات الدفاعية، إسرائيل مرات عدة في الأشهر الماضية، وذلك لمحاولة شراء شركة "أن أس أو جروب" (NSO) التي ذاع صيتها بعد فضيحة برنامج التجسس "بيجاسوس"، والذي يعتبر من أقوى الأسلحة الإلكترونية في العالم، وفقاً لصحيفة "نيويورك تايمز".

وبدأ المسؤولون في شركة "إل 3" المتخصصة في برامج التجسس، حديثهم بالإشارة إلى حقيقة مُرة تتمثل في إدراج الولايات المتحدة للشركة الإسرائيلية على القائمة السوداء قبل أشهر، بسبب استخدام حكومات لبرنامجها، بهدف اختراق هواتف نشطاء وصحافيين.

ونقلت الصحيفة عن 5 مصادر مطلعة على المفاوضات، قولهم إن المسؤولين في الشركة الأميركية أحضروا معهم "مفاجأة"، تمثلت في أن مسؤولين حكوميين في الاستخبارات، أعربوا "بسرية" عن دعمهم لشراء الشركة الإسرائيلية، التي أصبحت خلال السنوات الماضية محط اهتمام وكالات استخبارات عدة حول العالم، ومن ضمنها مكتب التحقيقات الفدرالي "أف بي آي" ووكالة الاستخبارات المركزية "سي آي إيه".

ولفتت الصحيفة إلى أن المحادثات استمرت بشكل سري حتى الشهر الماضي، عندما تسربت معلومات عن احتمالية بيع الشركة.

وأعرب مسؤولون في البيت الأبيض عن غضبهم، بعدما عرفوا عن الصفقة المحتملة، وشددوا على أن أي محاولة من قبل المؤسسات الاستخباراتية الحكومية لشراء شركة موجودة على القائمة السوداء ستواجه بمعارضة شديدة.

وبعدما نشر موقع "إنتيليجانس أونلاين" الأخبار عن عملية البيع المحتملة، قال مسؤول كبير في البيت الأبيض، إن الإدارة ستعمل لضمان عدم تنفيذها، مشيراً إلى أن الشركات الأميركية وخصوصاً العاملة في مجال الدفاع، يجب أن تعلم أن أي عملية تقوم بها "ستؤدي إلى مراجعة مكثفة لمعرفة ما إذا كانت الصفقة ستفرض تهديداً استخباراتياً مضاداً ضد الحكومة الأميركية، وأنظمتها ومعلوماتها الاستخباراتية".

والأسبوع الماضي، قال مسؤول أميركي آخر، بعد تسرب المعلومات عن صفقة البيع المحتملة، إن اللجنة الداخلية قامت بإجراء تحليل، أشار إلى مخاطر محتملة من تأثيرات عملية البيع، وتم إبلاغ الإدارة الأميركية بذلك.

وبعد أيام من نشر الخبر، أبلغ مسؤولون في "أل 3" التي تعتمد على العقود الحكومية الأميركية، إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن بأنها ألغت فكرة شراء الشركة الإسرائيلية، وفقاً لثلاثة مسؤولين حكوميين أميركيين تحدثوا للصحيفة الأميركية، ولكن عدة مصادر على صلة بالمفاوضات قالت إن هناك محاولات لإعادة إحياء المفاوضات.

تفاصيل المفاوضات

وأضافت الصحيفة أنه خلال المفاوضات بشأن عملية البيع المحتملة، والتي تضمنت اجتماعاً واحداً على الأقل مع عمير إيشيل، وهو المدير العام لوزارة الدفاع الإسرائيلية، والذي عليه الموافقة لإتمام الصفقة، قال الممثلون عن الشركة الأميركية، إنهم حصلوا على الموافقة من حكومة الولايات المتحدة للتفاوض على الصفقة، رغم وجودها على القوائم السوداء.

واعتبر الممثلون أن وكالات الاستخبارات الأميركية تدعم عملية الاستحواذ، إذا تم تحقيق بعض الشروط، وفقاً لخمسة مصادر على اطلاع على المفاوضات.

ثغرة الأكواد

أحد هذه الشروط يتمثل في إمكانية بيع خزانة "أن إس أو" من ما يطلق عليه اسم "زيرو دايز" وهي ثغرة في الأكواد المصدرية في الحواسيب تسمح لـ"بيجاسوس" باختراق الهواتف الذكية، إلى كل شركاء الولايات المتحدة في تحالف "الخمس أعين" الاستخباراتي، والذي يشمل بريطانيا وكندا وأستراليا ونيوزيلندا، إضافة إلى الولايات المتحدة.

وهذه الخطوة غير معهودة على التحالف، خصوصاً أنه لا يستحوذ على تكنولوجيا ليست مصنعة في دوله.

ولكن وزارة الدفاع الإسرائيلية كانت منفتحة على هذه الترتيبات وفق الصحيفة. إلا أن الطلبات الأخرى جعلت الصفقة صعبة للإنهاء. فالمطالب الأميركية شملت أيضاً، مشاركة إسرائيل الكود المصدري لـ"بيجاسوس" مع هذه الدول، إضافة إلى السماح لخبراء "أل 3" بالقدوم إلى إسرائيل والانضمام إلى فريق تطوير "أن أس أو" في تل أبيب، وهو ما رفضه المسؤولون الإسرائيليون.

وأصر المسؤولون في وزارة الدفاع الإسرائيلية على أن تحتفظ تل أبيب بسلطتها على منح رخص تصدير منتجات "أن أس أو"، ولكنهم أبدوا استعداداً لبحث أي دول تستطيع الحصول على نظام التجسس.

موافقة على المبدأ

وخلال المفاوضات، كان هناك مشكلات عدة تتطلب موافقة من الحكومة الأميركية. وذكر ممثلو شركة "إل 3"، أنهم ناقشوا هذه المشكلات مع مسؤولين أميركيين، وحصلوا على موافقة منهم على المبدأ، وفقاً لمصادر مطلعة على المفاوضات.

وبهدف تسهيل عملية البيع، عيّنت "إل 3" دانيال ريزنر، وهو محامي لديه نفوذ في إسرائيل، وصلات وثيقة مع وزارة الدفاع الإسرائيلية.

وعمل ريزنر رئيساً لإدارة القانون الدولي في مكتب المدعي العام العسكري في إسرائيل، ومستشاراً خاصاً لعملية السلام في الشرق الأوسط لرئيس الوزراء الإسرائيلي السابق بنيامين نتنياهو.

استخدام بيجاسوس

وهذه ليست المرة الأولى التي تخرج معلومات عن الشركة ونظام التجسس إلى العلن، إذ كشفت الصيحفة نفسها في يناير الماضي أن "أف بي آي" قام بشراء "بيجاسوس" في  2019، وأن محامين حكوميين في الوكالة ووزارة العدل تناقشوا بشأن استخدام برنامج التجسس في تحقيقات وكالات إنفاذ القانون المحلية.

كما قامت "سي آي إيه" بشراء التكنولوجيا لحكومة جيبوتي، لتنفيذ عمليات ضد جماعات تصنفها إرهابية، رغم سجل البلد السيء في التعامل مع النشطاء والصحافيين.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات