كيف تحولت سريلانكا إلى بلد مضطرب؟

time reading iconدقائق القراءة - 5
متظاهرون يحتفلون بعد اقتحام مكتب رئيس الوزراء رانيل ويكريميسنج في العاصمة كولومبو- 13 يوليو 2022 - REUTERS
متظاهرون يحتفلون بعد اقتحام مكتب رئيس الوزراء رانيل ويكريميسنج في العاصمة كولومبو- 13 يوليو 2022 - REUTERS
كولومبو -أ ف ب

بعد فرار رئيس الدولة إلى جزر المالديف قبل اقتحام قصره من مواطنين غاضبين، أعلنت سريلانكا حالة الطوارئ في عموم البلاد، في وقت يواصل المتظاهرون المطالبة باستقالة رئيس الوزراء رانيل ويكريميسنج، وسط أزمة غير مسبوقة لم تشهدها الجزيرة البالغ عدد سكانها (22 مليون) منذ استقلالها منذ 1948.

عانى قطاع السياحة الذي يُعد حيوياً لاقتصاد الجزيرة، تداعيات هجمات شنها متطرفون في أبريل 2019 على كنائس وفنادق ما خلّف آنذاك (279 ضحية بينهم 45 أجنبياً)، ثم جاءت جائحة كورونا لتزيد الضغوط الاقتصادية على البلاد.

وأدت أكبر تخفيضات ضريبية في تاريخ الجزيرة، منحها جوتابايا راجاباكسا عند توليه الرئاسة، إلى إفراغ خزائن الدولة. ووجدت سريلانكا نفسها بدون عملات أجنبية كافية لاستيراد ما تحتاج إليه من طعام ودواء ووقود.

وعلى الرغم من مساعدات الهند ودول أخرى خلال أبريل 2022، تخلّفت الدولة عن سداد ديونها الخارجية البالغة 51 مليار دولار، وتسعى للحصول على خطة إنقاذ من صندوق النقد الدولي.

أزمة إنسانية كبيرة

يعيش السريلانكيون منذ أشهر في ظل نقص الغذاء والدواء وانقطاع التيار الكهربائي، بسبب نقص الوقود الذي يحد أيضاً من القدرة على التنقل.

ويجعل التضخم المتسارع (55% في يونيو وحده) من المتعذر الحصول على الأشياء القليلة التي لا يزال العثور عليها ممكناً.

وحذرت الأمم المتحدة من أن البلاد تُواجه خطر أزمة إنسانية كبيرة، بعدما اضطر أكثر من ثلاثة أرباع السكان إلى تقليص ما يحصلون عليه من طعام.

من هما الأخوان راجاباكسا؟

تولى جوتابايا راجاباكسا (73 عاماً) الرئاسة في سريلانكا منذ العام 2019، وهو أحد أفراد عائلة هيمنت على الحياة السياسية في الجزيرة لعقود.

أما شقيقه ماهيندا (76 عاماً)، فهو كبير العائلة الذي يتمتع بحضور قوي، إذ شغل رئاسة البلاد لعقد حتى 2015.

وفي عهده، تحولت سريلانكا إلى دولة مُدينة بشكل كبير للصين التي جرى التعاقد معها على ديون ضخمة لتمويل مشاريع بنية تحتية كبرى حامت حولها شبهات الفساد.

ويلقى ماهيندا دعم الغالبية العرقية السنهالية لأنه هزم مقاتلي نمور التاميل في العام 2009، مُنهياً بذلك 37 عاماً من الحرب الأهلية. آنذاك، كان جوتابايا وزيراً للدفاع كما قاد القوات المسلحة والشرطة.

وعند توليه الرئاسة، عيّن جوتابايا شقيقه في منصب رئيس الوزراء، لكن ماهيندا اضطُرّ إلى الاستقالة في مايو بعد اشتباكات عنيفة بين الشرطة والمتظاهرين.

كيف تصدى الأخوين راجاباكسا للأزمة؟

بعد أشهر من التظاهرات، هاجم أنصار الرئيس المتظاهرين بعنف في مايو. ولقي 9 أشخاص حتفهم كما أُصيب المئات في الاشتباكات التي أدت إلى استقالة رئيس الوزراء ماهيندا راجاباكسا شقيق الرئيس.

واستقال ماهيندا من منصب رئيس الوزراء، ورافقته قوات الأمن عند مغادرة مقر إقامته، لكن جوتابايا تشبث بالسلطة واستبدله بالسياسي المخضرم رانيل ويكرمسينجه (73 عاماً).

ولا يملك ويكرمسينجه الكثير لإظهاره وأضرم المحتجون النار في منزله الأسبوع الماضي حتى عندما عرض الاستقالة، لكنه لم يكن في المنزل.

وفرّ الرئيس راجاباكسا من سريلانكا الأربعاء إلى جزر المالديف.

ماذا الآن؟

قال رئيس البرلمان إن جوتابايا الذي ما زال قصره الرئاسي محتلاً من قبل المتظاهرين سيستقيل رسمياً الأربعاء لضمان "انتقال سلمي".

لكن في غياب إعلان رسمي عن تنحيه، احتشد آلاف المتظاهرين في مكتب ويكرميسينجه مطالبين بخروجه أيضاً.

وعين جوتابايا الأربعاء ويكريميسينغه رئيساً بالوكالة في غيابه، ويفترض أن يتم اختيار خلف له في تصويت بالبرلمان في غضون شهر من تنحيه، لكن رئيس البرلمان وعد باختيار رئيس جديد خلال أسبوع.

ومع ذلك، ليس من الواضح ما إذا كان هناك أي شخص قادر على حشد الدعم الكافي بين المشرعين لخلافة جوتابايا راجاباكسا.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات