
يعقد وزيرا الخارجية الأرميني والأذربيجاني، السبت، محادثات ثنائية هي الأولى بينهما منذ الحرب التي اندلعت في العام 2020 بين البلدين، للسيطرة على إقليم ناجورنو قره باغ، وفق ما أعلن مسؤولون.
والمحادثات التي ستستضيفها العاصمة الجورجية تبيليسي يُفترض أن تُشكل استكمالاً لاتفاق بين البلدين الواقعين في منطقة القوقاز تم التوصل إليه بوساطة الاتحاد الأوروبي في مايو الماضي "للدفع قدماً بالمحادثات" حول إبرام اتفاقية سلام.
والجمعة قال الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف "إنه أول اجتماع بين الوزيرين، ونأمل بأن يكون مثمراً".
وسيُعقد اللقاء بين وزير الخارجية الأرميني أرارات ميرزويان ونظيره الأذربيجاني جيحون بيرموف في جو متوتر على خلفية اتهامات متبادلة بين وزيري الدفاع في البلدين، حمّل فيها كل منهما الطرف الآخر مسؤولية إطلاق النار عبر الحدود.
وبعد حرب أولى في التسعينات، تواجهت أرمينيا وأذربيجان في خريف العام 2020 للسيطرة على منطقة ناجورنو قره باغ الجبلية التي انشقت عن أذربيجان بدعم من يريفان.
وأسفرت الحرب الأخيرة عن 6 آلاف و500 ضحية وانتهت بهدنة تم التوصل إليها بوساطة روسية.
وفي إطار اتفاق الهدنة، تخلّت أرمينيا عن مساحات شاسعة من الأراضي التي كانت تُسيطر عليها، ونشرت روسيا قوة لحفظ السلام قوامها نحو 2000 عسكري مكلفين مراقبة التقيّد بالهدنة الهشة.
ويُعتبر هذا الاتفاق في أرمينيا إذلالاً وطنياً، وتنظم عدة أحزاب معارضة تظاهرات منذ منتصف أبريل الماضي ضد باشينيان المتهم بانه يريد التنازل عن مزيد من الأراضي لباكو.
لكن منذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا في 24 فبراير الماضي، تزايدت عزلة موسكو دولياً ولم تعد الوسيط الرئيسي في النزاع. ومنذ ذلك الوقت يقود الاتحاد الأوروبي عملية التطبيع بين البلدين والتي تشمل الانخراط في محادثات سلام وترسيم الحدود وإعادة فتح المواصلات بينهما.
وفي يونيو الماضي، قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، إن بلاده مستعدة لمساعدة أرمينيا وأذربيجان في التفاوض بشأن معاهدة سلام، لطي صفحة الحرب التي وقعت في ناجورنو قره باغ عام 2020.
والتقى رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان والرئيس الأذربيجاني إلهام علييف خلال أبريل ومايو في بروكسل للبحث في اتفاق للسلام بوساطة رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال، الذي أعلن أن الاجتماع المقبل سيعقد في يوليو أو أغسطس.
وناجورنو قره باغ منطقة جبلية أعلنت فيها غالبية من الأرمن مدعومة من يريفان، انفصالها عن أذربيجان عند انهيار الاتحاد السوفيتي عام 1991، ما أدى إلى اندلاع حرب أولى في التسعينيات أسفرت عن 30 ألف ضحية، وتهجير آلاف الأذربيجانيين.