روسيا.. مؤيدو نافالني يواجهون صعوبات في العمل

time reading iconدقائق القراءة - 5
شرطة مكافحة الشغب الروسية تعتقل متظاهراً خلال تجمع حاشد لدعم المعارض أليكسي نافالني في مدينة سانت بطرسبرغ، 31 يناير 2021 - AFP
شرطة مكافحة الشغب الروسية تعتقل متظاهراً خلال تجمع حاشد لدعم المعارض أليكسي نافالني في مدينة سانت بطرسبرغ، 31 يناير 2021 - AFP
موسكو -أ ف ب

ما زال أليكسييف غير قادر على فهم كيف تم فصله في التاسع من فبراير من عمله كأستاذ فيزياء، فور مشاركته كما يقول، في التظاهرات التي جرت في سيبيريا، دعماً للمعارض الروسي الموقوف أليكسي نافالني.

ومن نوفوسيبيرسك، ثالث كبرى مدن روسيا، قال عبر الهاتف: "إني مصدوم من هذه الإهانة. سيكون العثور على عمل في القطاع العام صعباً جداً بسبب مبررات هذا التسريح".

اتهامات

وتتهمه إدارته بالترويج أمام طلابه لتظاهرات غير مرخصة في 23 و31 يناير لدعم نافالني، الذي أصدرت محكمة استئناف موسكو السبت بحقه حكماً بالسجن لعامين ونصف العام، بتهمة انتهاك شروط المراقبة القضائية.

ويقول المعلم البالغ من العمر 38 عاماً: "لم أتحدث مطلقاً عن السياسة مع طلابي، أعلم أنه يجب التزام أكبر قدر من الحذر. عندما سألوني إذا كنت أؤيد نافالني، أجبتهم تعلموا كيف تفكرون من تلقاء أنفسكم".

وبحسب سجل العمل الذي اطلعت عليه وكالة "فرانس برس"، يعزى سبب فصله رسمياً إلى "الإخلال المتكرر وغير المبرر بواجباته المهنية".

وحاولت السلطات الروسية، منع التظاهرات غير المرخصة التي خرجت في أواخر يناير وأوائل فبراير تأييداً لنافالني، العدو اللدود للكرملين، وأوقفت أكثر من 11 ألف شخص، وفرضت غرامات وعقوبات بالسجن لمدة قصيرة، ورفعت نحو مئة دعوى جنائية يُعاقب عليها بأحكام قاسية.

كما تم الإبلاغ عن حالات تسريح عقابي أو استقالات قسرية، خاصة في القطاع العام.

وأوضح ألكسييف، أنه شارك على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي "فيكونتاكتي"، الموقع الروسي الشبيه بـ"فيسبوك"، صورة له وهو يتظاهر. وقال إنه تم إبلاغ إدارته بهذه المنشورات. وكان على خلاف معها بالفعل بسبب اعتراضه على نقص الموارد في هذه المؤسسة، معتبراً أن "الهدف هو ترهيب المعلمين حتى لا يشاركوا آراءهم إطلاقاً، ولا حتى على شبكات التواصل الاجتماعية".

تفتيش وسجن واستقالة

على بعد كيلومترات، أُجبر ألكسندر ريابتشوك، على تقديم استقالته في مدرسة عامة تقع في روستوف سور لو دون بجنوب غربي روسيا، حيث كان يدرّس مادة التاريخ منذ 7 أعوام.

وأكد الشاب البالغ من العمر 31 عاماً: "طلبت مني الإدارة حذف منشوراتي التي كنت أؤيد فيها المعارضة على إنستغرام".

وأضاف: "لكنني رفضت. فضلت التمسك بمبادئي بدلاً من وظيفتي، أتحدث عن الديمقراطية في دروسي عن اليونان القديمة. أنا أؤمن بفكرة واجب المواطنة. وأريد تطبيق ما أقوم بتدريسه".

ويشير سجل عمله إلى أنه تم إنهاء عقده "بمبادرة منه". لكنه يؤكد أنه أجبر على ترك وظيفته، بعد تعرضه لضغوط من الشرطة التي جاءت لتفتيش منزله، قبل أن يُسجن لمدة 5 أيام بسبب مشاركته في تظاهرة غير مرخصة.

رقابة إلكترونية

وتكثف السلطات الروسية بشكل عام رقابتها على شبكات التواصل الاجتماعي، مهددة المنصات والمستخدمين بملاحقات قضائية، فيما أصبحت مواقع "إنستغرام" و"فيسبوك" و"تيك توك"، ملاذاً لحرية التعبير ومصدراً للمعلومات بالنسبة للشباب الذين لا يتابعون وسائل الإعلام التقليدية التي تسيطر عليها الدولة. 

كما تُتَهم السلطات الروسية بممارسة الضغط على الشركات التي دعم مسؤولوها نافالني.

وتحدث مشروع "أبولوغيا بروتيستا" الذي أطلقته منظمة "أغورا" غير الحكومية، هذا الأسبوع عن عمليات تفتيش مفاجئة لما لا يقل عن أربعة رجال أعمال في موسكو، تم توقيفهم مؤخراً خلال التظاهرات المؤيدة لنافالني.

وأكد المصدر الذي يقدم المشورة القانونية العاجلة لأصحاب الأعمال القلقين، أن "العناصر طلبوا منهم كمية هائلة من المستندات، مبررين ذلك بأنه جاء بناء على طلب مديرية الضرائب".

اقرأ أيضاً: