قال قائد القيادة العسكرية الأميركية في إفريقيا (أفريكوم) الفريق أول ستيفن تاونسند، الثلاثاء، إن الولايات المتحدة تبحث عن مواقع أخرى لإجراء مناورات "الأسد الإفريقي" بدلاً من المغرب، الذي استضاف هذا التدريب العسكري 18 عاماً.
وأوضح تاونسند، رداً على سؤال من مراسلة "الشرق" في واشنطن، أن قانون ميزانية وزارة الدفاع الأميركية، الذي أقره الكونجرس لعام 2022، يطالب بتنويع تدريبات "الأسد الإفريقي"، والنظر في إمكانية نقل التدريب أو عناصر التدريب إلى مناطق أخرى في القارة الإفريقية.
ويأتي الكشف عن هذه التطورات بعد أن شهد المغرب في الفترة من 6 إلى 30 يونيو الماضي مناورات "الأسد الإفريقي"، والتي شاركت فيها قوات مغربية وأميركية، إضافة إلى قوات من تونس والبرازيل وتشاد وفرنسا وإيطاليا وهولندا وبريطانيا.
وأشار قائد "أفريكوم" تاونسند إلى أن المغرب استضاف مناورات الأسد الإفريقي 18 مرة، وقال: "لديهم قدرة هائلة على القيام بذلك؛ قدرتهم العسكرية عالية جداً. لديهم أيضاً البنية التحتية ونطاقات التدريب وكل ذلك. إنهم مضيفون رائعون".
وأضاف أن التعليمات الصادرة تقضي بـ"تنويع الأسد الإفريقي"، وتابع: "مهتم بتطوع دول إفريقية أخرى للاستضافة أو المشاركة في استضافة بعض، أو كل فعاليات الأسد الإفريقي".
وتابع: "سوف نرسل فرقاً لإجراء التقييمات والاستطلاعات، وسنسعد بتنويع التمرين.. لكنني أعتقد أنه سيكون من الصعب العثور على أي بلد في إفريقيا يمكنه على الأرجح الاقتراب مما تمكن المغرب من القيام به على مدار 18 عاماً".
"إذن استثنائي"
وكان مجلس الشيوخ الأميركي أضاف بنداً إلى قانون إقرار الدفاع الوطني (NDAA)" لعام 2022 يحظر على القوات الأميركية المشاركة في هذه المناورات التي يستضيفها المغرب، ما لم يشهد وزير الدفاع الأميركي بأن الرباط "ملتزمة بالسعي إلى حل سياسي مقبول للطرفين" في قضية الصحراء.
وقانون إقرار الدفاع الوطني هو قانون فيدرالي يحدد ميزانية ونفقات وزارة الدفاع الأميركية سنوياً.
وقال متحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية (البنتاجون) لـ"الشرق"، الثلاثاء، إن وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن لم يقدم الشهادة المطلوبة قبل موعد إجراء مناورات "الأسد الإفريقي" لعام 2022 في المغرب، وبدلاً من ذلك طلب إذناً استثنائياً، أيدته وزارة الخارجية، ووافقت عليه لجان الشؤون الدفاعية في الكونجرس.
وأضاف أن القيادة الأميركية في إفريقيا تواصل "استكشاف بدائل جديدة" عن المغرب، لـ"تنويع أماكن هذه التدريبات العسكرية متعددة الأطراف"، و"تواصل التشاور عن كثب مع وزارتي الدفاع والخارجية الأميركيتين، لضمان الامتثال الكامل للمتطلبات المستقبلية وفقاً لتوجيهات قانون إقرار الدفاع الوطني".
"قضية الصحراء"
وذكرت مجلة "ديفنس نيوز" أن القرار الأميركي جاء بعد حملة قادها العضو البارز في لجنة القوات المسلحة عضو مجلس الشيوخ الجمهوري جيمس إينهوف على خلفية قضية الصحراء.
ونقلت المجلة عن إينهوف قوله، الأسبوع الماضي، في جلسة استماع لتعيين المرشحين لقيادة القيادة الإفريقية وقيادة العمليات الخاصة: "لقد دفعت وزارة الدفاع إلى البحث عن مواقع بديلة لمناورة الأسد الإفريقي العسكرية السنوية، التي استضافتها المغرب سابقاً، ويسعدني أن وزير الدفاع لويد أوستن متفق معي بشأن هذه المسألة".
وقال مكتب إينهوف إنه حصل على التزام من أوستن، في اجتماع خاص، للنظر في مواقع بديلة للتمرين السنوي.
ولفتت "ديفنس نيوز" إلى أن التقرير المصاحب لميزانية وزارة الدفاع الأميركية لعام 2023، والتي أقرها مجلس الشيوخ، يوجه أوستن بوضع خطة جديدة لجميع التدريبات متعددة الأطراف، بما في ذلك "الأسد الإفريقي"، ضمن اختصاص "أفريكوم"، وتقديم تقرير بذلك بحلول ديسمبر، مع تخصيص ميزانية تقدر بـ10 ملايين دولار للبحث عن دول بديلة.
وأضاف مكتب إينهوف أن الفريق مايكل لانجلي، المرشح لرئاسة "أفريكوم"، والفريق بريان فينتون، المرشح لتولي قيادة العمليات الخاصة للولايات المتحدة "سوكوم"، أكدا له أنهما اتفقا على إيجاد مواقع بديلة لتمارين "الأسد الإفريقي".
ويعتبر المغرب الصحراء جزءاً من أراضيه، بينما تدعو جبهة البوليساريو، التي تحظى بدعم جزائري، إلى استقلالها، فيما كانت إسبانيا القوة الاستعمارية المسيطرة في تلك المنطقة حتى عام 1975.
وبحسب الموقع الرسمي لـ"أفريكوم"، تُعد مناورات الأسد الإفريقي من أكبر التدريبات العسكرية السنوية للقيادة الأميركية في إفريقيا، حيث شارك فيها أكثر من 7500 من أفراد الخدمة في الفترة من 6 إلى 30 يونيو.
وتضمنت المناورات الأخيرة أنشطة في 4 دول هي: المغرب وتونس إلى جانب غانا والسنغال اللتين شاركتا في الاستضافة لأول مرة بعدما كانت المناورات تجري في المغرب وتونس فقط خلال السنوات الماضية، وأشارت قيادة "أفريكوم" إلى أن القوات الأميركية المشاركة تنتمي إلى مختلف قطاعات الجيش، بما في ذلك الاحتياط والحرس الوطني.
وشهدت النسخة الأخيرة من "الأسد الإفريقي" تدريبات مشتركة لقيادة فرقة العمل، واستعمال الذخيرة الحية، إضافة إلى تدريبات بحرية وجوية شملت الطائرات القاذفة والمظليين، والحرب الكيميائية والبيولوجية والإشعاعية وتدريبات الاستجابة النووية، إلى جانب برنامج المساعدة المدنية الإنسانية.
وتكمن أهمية هذه المناورات وفقاً للقيادة الأميركية الإفريقية، في تعزيز القدرات الدفاعية المشتركة لمواجهة التهديدات العابرة للحدود، والمنظمات المتطرفة العنيفة، ما يخدم المصلحة العامة للولايات المتحدة والدول الإفريقية الشريكة، بحسب "أفريكوم".
اقرأ أيضاً: