
حين صوت أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي، الأربعاء، بأغلبية مطلقة شملت 95 عضواً على انضمام فنلندا والسويد إلى حلف شمال الأطللسي (الناتو)، كان المعارض الوحيد للقرار هو السيناتور الجمهوري جوش هاولي.
وبرر رفضه بأنه يجب على الولايات المتحدة التركيز على حماية أراضيها والتصدي للتحدي الذي تمثله الصين، وليس ما يحدث في أوروبا.
وأعلن هاولي رفضه توسع "الناتو" بخطاب ألقاه في الكونجرس طالب فيه بضرورة وقف سياسة الولايات المتحدة الخارجية العالمية، والعودة إلى السياسة الخارجية القومية التي تركز على مصالح الأمة، ومواجهة التهديد الإمبريالي الصيني ووقف طموحه.
"مواجهة الصين"
واعتبر السيناتور الجمهوري أن توسيع الحلف لا يجعل أميركا أكثر أماناً، وأن الأولوية هي الدفاع ضد الصين في الخارج وحماية الحدود في الداخل.
وقال هاولي: "حان الوقت للوقوف والدفاع عن العمالة والأعمال الأميركية، والدفاع عن أمن البلاد ضد الصين فوق البحار وعلى الحدود".
وأضاف في مقابلة مع شبكة "فوكس نيوز" الأميركية، أن "الكثير من الناس يهتمون بحدود الدول الأخرى ولا يهتمون حقيقة بحماية حدود الولايات المتحدة، وأنهم على الرغم من تخوفهم من الصين التي تحاول السيطرة على التجارة، وأخذ فرص العمل، وانتزاع التكنولوجيا الأميركية، ولكنهم غير مستعدين لفعل شيء حيال ذلك".
"محامٍ يدافع عن الرفاهية"
وهاولي هو محامٍ وسياسي أميركي، نشط في الحزب الجمهوري، وانتخب عضواً بمجلس الشيوخ عن دائرة ميزوري في 3 يناير 2019، ليتابع مسيرته في "الدفاع عن رفاهية سكان ولاية ميزوري، ويكمل ما بدأه كمحام دستوري ثم مدع عام للولاية والآن في الكونجرس" بحسب موقعه الخاص الذي يعرف بسيرته المهنية.
وتتمثل سياسة هاولي، بحسب الموقع، في العمل على "حماية الحريات الدينية من مجموعات المصالح الخاصة القوية، ومنع شركات التكنولوجيا الكبيرة من إساءة استغلال سلطتها، ووقف المصالح الأجنبية من إلحاق الأذى بالعمال الأميركيين".
"شهوة للسلطة"
السيناتور الجمهوري الذي اشتهر بسياسته المشابهة للرئيس السابق دونالد ترمب، عمل لأشهر على تمييز نفسه عن بقية الأعضاء الجمهوريين في ما يتعلق بالأمن القومي، بداية من حصاره لمرشحي وزارة الدفاع احتجاجاً على انسحاب الولايات المتحدة من أفغانستان، ومعارضته حزمة مساعدات بقيمة 40 مليار دولار لأوكرانيا.
وأثارت صورة أعلنت عنها لجنة التحقيق في أحداث 6 يناير (اقتحام الكونجرس) قبل أسبوعين، انتقادات ضد هاولي الذي ظهر وهو يرفع قبضة يده في ما اعتبر تحريضاً وتحية للمقتحمين.
ودافع هاولي عن تصرفه في وقت لاحق بقوله في تصريحات لشبكة "سي إن إن" إنه "غير نادم على هذا التصرف".
ووصف الكاتب سكايلر بيكر جوردان، السيناتور الجمهوري في تلك الصورة بأنها "لشخص لديه شهوة كبيرة للسلطة، دونالد ترمب هو ماضينا، لكن هذا الشاب، وهو سياسي قوي بالفعل، قد يكون مستقبلنا".
وقال جوردان في مقال بصحيفة "ذا إندبندنت" البريطانية، إن هاولي لا يهتم إلا بتقدمه السياسي ويعمل بشدة للتنافس في الانتخابات الرئاسية المقبلة، كما أنه كان أول من طعن على نتائج الانتخابات الرئاسية عام 2020، ليتبعه بعد ذلك عدد من أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين.
ونسب الكاتب للسيناتور السابق عن ولاية ميزوري، جون دانفورث، قوله إن دعمه للتطور السياسي لهاولي والمساعدة في ترقيته إلى مجلس الشيوخ كان "أكبر خطأ ارتكبه في حياته".
اقرأ أيضاً: