وقعت السلطات الانتقالية في تشاد والجماعات المسلحة اتفاقية سلام في الدوحة الاثنين، قبل إجراء حوار مصالحة وطنية أوسع في وقت لاحق من هذا الشهر.
ويأتي الإعلان بعد محادثات سلام في قطر امتدت لخمسة أشهر بين الفصائل المسلحة والحكومة التشادية المؤقتة برئاسة محمد إدريس ديبي، الذي تولى السلطة بعد وفاة والده العام الماضي.
ودعا وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في كلمته خلال جلسة التوقيع، الجماعات التي لم توقع على الاتفاقية للانضمام.
وكان الرئيس التشادي ديبي اعتبر في وقت سابق، أن الحوار سيكون خطوة أولى نحو التخطيط لانتخابات طال انتظارها، لكن لم يتضح بعد ما إذا كانت الجماعات المسلحة ستشارك في المحادثات، إذ ما زالت شروط مشاركتها قيد المناقشة.
وكانت وزارة الخارجية القطرية قالت في بيان الأحد، إن "الاتفاق يمهد لبدء انعقاد الحوار الوطني الشامل والسيادي في تشاد".
تحقيق المصالحة
يتمثل أحد الأهداف المعلنة للرئيس التشادي في إقناع الجماعات المسلحة بالجلوس إلى طاولة "الحوار الوطني الشامل" المقبل مع الفصائل المسلحة، كما أعلن في ديسمبر الماضي، أنّ الحوار جاء لتحقيق المصالحة وتمهيد الطريق أمام إجراء انتخابات رئاسية وتشريعية.
وقال ديبي (38 عاماً) في أول خطاب له بمناسبة العام الجديد، إنّ الحوار المرتقب "سيكون حواراً ذا سيادة وبدون محرّمات، وكل ما سيخلص إليه سيُنفذ بالكامل، وأنّه في نهاية الحوار سيتمّ إقرار دستور جديد عبر استفتاء، وستنظّم انتخابات عامّة شفّافة وحرّة وديمقراطية وذات مصداقية".
وكانت الدوحة شهدت في مارس الماضي، مفاوضات بين المجلس العسكري الحاكم في تشاد وعدد كبير من الجماعات المسلحة، ولكنه تم تعليقها 48 ساعة بسبب خلاف على آليتها، وفق ما أعلنت مجموعات معارضة.
وجرت مراسم الافتتاح في غياب قسم من المدعوين الذين بلغ عددهم 84 قيادياً من 44 مجموعة مسلحة، نظراً لعدم تمكنهم من مغادرة معاقلهم في ليبيا والسودان ومناطق أخرى، لأن وثائق سفرهم لم تصل في الوقت المناسب، بحسب عضو في فريق الوساطة التشادية.