أعلن التلفزيون الإثيوبي الرسمي، الجمعة، اكتمال الملء الثالث لسد النهضة، الذي يدور خلاف بشأنه مع مصر والسودان.
وجدد رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد التأكيد أن بلاده تعمل على ضمان "مصالح دول حوض نهر النيل"، حسبما نقل مكتب رئيس الوزراء.
وقال آبي أحمد، وفقاًَ لمكتبه، إن إثيوبيا تقع على عاتقها "مسؤولية استخدام نهر النيل"، مؤكداً تقاسم مصر والسودان وبلاده "هذه الهبة".
يأتي ذلك بعد 24 ساعة فقط من إعلان إثيوبيا، الخميس، بدء تشغيل توربين ثان ٍ من بين 13 مقررة على السد الذي بنته إثيوبيا على النيل الأزرق بهدف توليد الطاقة الكهربائية.
وقال رئيس الوزراء آبي أحمد خلال احتفالية تدشين التوربين، الخميس، إن بلاده تنفذ "عملية الملء الثالثة" للسد، وأنها لا تهدف إلى "الإضرار" بمصر والسودان اللذين يرفضان ملء السد دون اتفاق ملزم بين الدول الثلاث.
وأضاف رئيس الوزراء الإثيوبي أن "عملية الملء الثالث تؤكد أن الأشغال التي أجريت لجمع 22 مليار متر مكعب من المياه وتوليد الكهرباء عبر توربينين لا تؤدي إلى نقص المياه في دولتي المصب (مصر والسودان)".
السودان: تأثير كبير
في السياق ذاته قال مدير إدارة مياه النيل في وزارة الري السودانية عبد الرحمن صغيرون، إن خطورة الملء الثالث هذا العام تتمثل في حجز المياه في يوليو وإطلاقها في أغسطس بالتزامن مع قمة فيضان نهر النيل الأزرق.
وأضاف في تصريحات لـ"الشرق" أن تأثير الملء يختلف عن الأعوام الماضية، موضحاً أنه "بمجرد مرور المياه أعلى الممر الأوسط للسد فهذا يعني أن الإيراد يتجاوز 500 مليون متر مكعب في اليوم وهو معدل عالي مقارنة بالإيراد العادي الذي يتراوح بين 140 و 150 مليون، وهو ما يؤثر بشكل كبير خاصة على المنطقة بين محطة الديم الحدودية مع إثيوبيا وخزان الروصيرص".
وأشار صغيرون إلي أن بلاده تتابع إيراد النهر عند محطة الديم باستمرار، ووأن لجنة الفيضان والوزارة في انعقاد مستمر لمتابعة الأوضاع ، لافتاً إلى أن عمليات الرصد مستمرة ولم يطرأ تغيير كبير حتى الآن، متوقعاً أن يكون التغيير تدريجياً في ممر نهر النيل الأزرق.
ونقلت صحيفة "سودان تريبيون"، الجمعة، عن رئيس اللجنة الفنية للتفاوض في ملف السد بالوزارة، مصطفى حسين، قوله إن بلاده تراقب عن كثب نتائج بدء التوربين الثاني توليد الكهرباء من السد.
وأضاف أن بلاده "ستتخذ الإجراء اللازم بشأن ملء سد النهضة، في حال تهديد الخطوة لسلامة خزان الروصيرص أو التأثير على الري في المشروعات الزراعية والتوليد الكهرومائي أو الاستخدامات الأخرى".
وأشار حسين إلى أن السودان يتعامل "بمسؤولية لحماية مصالحه"، مشدداً على تمسك بلاده بمواصلة التفاوض بآلية تمكّن من الوصول إلى اتفاق ملزم بين الأطراف الثلاثة تحت رعاية الاتحاد الإفريقي.
وقال مدير مشروع سد النهضة، كيفلي هورو، في حفل الافتتاح إن إجمالي عملية البناء المدني للمشروع وصل إلى 95%، بينما بلغت الأعمال الكهربائية 61% وإجمالي المشروع 83.3%، بحسب وكالة الأنباء الإثيوبية.
خطاب مصري إلى مجلس الأمن
وكانت مصر طالبت مجلس الأمن الدولي، في يوليو الماضي، بـ"التدخل" بعد قرار إثيوبيا مواصلة ملء سد النهضة بشكل أحادي، مشددة على أن "القاهرة لن تتهاون مع أي مساس بحقوقها أو أمنها المائي".
وقال وزير الخارجية المصري سامح شكري، في خطاب إلى المجلس، إن الاستمرار في ملء السد من دون اتفاق "يعد مخالفة صريحة لاتفاق إعلان المبادئ المبرم عام 2015"، و"انتهاكاً جسيماً لقواعد القانون الدولي الواجبة التطبيق، والتي تلزم إثيوبيا بوصفها دولة المنبع بعدم الإضرار بحقوق دول المصب".
وأشار إلى أن مصر "سعت خلال المفاوضات التي جرت على مدار السنوات الماضية إلى التوصل إلى اتفاق عادل ومنصف بشأن سد النهضة، إلا أن إثيوبيا أفشلت الجهود والمساعي كافة التي بُذلت من أجل حل هذه الأزمة".
وأكد أنه "مع تمسك مصر بضرورة التوصل إلى اتفاق حول سد النهضة يحقق المصالح المشتركة للدول الثلاث، إلا أن الدولة المصرية لن تتهاون مع أي مساس بحقوقها أو أمنها المائي أو أي تهديد لمقدرات الشعب المصري الذي يمثل نهر النيل شريان الحياة الأوحد له".
اقرأ أيضاً: