
حذّر دبلوماسي صيني رفيع إسرائيل من السماح للضغط الأميركي بالإضرار بعلاقات تل أبيب وبكين، بحسب ما نقل موقع "أكسيوس" الأميركي عن مسؤولين في الخارجية الإسرائيلية.
وذكر الموقع أن هذه الرسالة وجّهها رئيس دائرة العلاقات الخارجية للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني، ليو جيان تشاو، إلى السفيرة الإسرائيلية في بكين أيريت بن أبا، وهذه الرسالة تعد "الأكثر وضوحاً" التي تتلقاها إسرائيل من بكين بخصوص العلاقات بينهما.
وبحسب مسؤولين إسرائيليين، أكد ليو أهمية العلاقات الثنائية، ولا سيما التعاون في المجال التكنولوجي.
"لحظة اختبار"
واختلفت الصين مع إسرائيل في السابق على خلفية القضية الفلسطينية، في ظل دعم بكين المستمر للقضية الفلسطينية في الأمم المتحدة.
وشدد المسؤول الصيني على أنه "رغم هذه الخلافات، لا يوجد صراع بين الصين وإسرائيل، وإنما مصالح مشتركة على المدى الطويل"، معتبراً أن "الشعب الصيني يفهم وجع الشعب اليهودي لأن الصينيين تعرّضوا للاضطهاد من الغرب"، على حد تعبيره.
وتطرق ليو إلى التوتر في العلاقات الصينية الأميركية، مشيراً إلى أن بكين "تدرك العلاقة الخاصة بين إسرائيل والولايات المتحدة، ولكنها مع ذلك تتابع عن كثب السياسات الإسرائيلية تجاه الصين".
وأضاف: "هذه لحظة اختبار مهمة للعلاقات بين الصين وإسرائيل"، لافتاً إلى أنه "يأمل ألا تُعرّض إسرائيل للخطر المستقبل الإيجابي للعلاقات الصينية الإسرائيلية من خلال الاصطفاف مع سياسات الولايات المتحدة تجاه بكين".
وحض الدبلوماسي الصيني إسرائيل على عدم "الانجرار" مع الموقف الأميركي الذي يتهم الصين بارتكاب إبادة جماعية في إقليم شينجيانج.
وفي يونيو الماضي، وقّعت إسرائيل إعلاناً في مجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان يدين الأعمال الصينية في الإقليم.
واعتبر ليو أن أي اتهامات للصين بانتهاك حقوق الإنسان هي مجرد دعاوى "لا أساس لها من الصحة"، مشدداً على أن "الصين لم تطلق رصاصة واحدة طيلة 40 عاماً، بينما شنت الولايات المتحدة حروباً في العراق وأفغانستان".
"سياسة مستقلة"
وبحسب "أكسيوس"، أخبرت السفيرة الإسرائيلية المسؤولين الصينيين أن إسرائيل لديها سياسة خارجية مستقلة، بما في ذلك تجاه الصين، ولكنها أكدت في الوقت نفسه أن تحركات بكين في الأمم المتحدة بشأن القضية الفلسطينية "لا تساعد في تعزيز العلاقات".
وقالت السفيرة إن إسرائيل "تتوقع أيضاً ألا يؤثر أي طرف ثالث على سياسة الصين تجاه إسرائيل"، بحسب ما نقله الموقع الأميركي.
لماذا الآن؟
ووفقاً لمسؤولين إسرائيليين، فإن من غير المعروف ما الذي أثار الرسالة الصينية "القوية" بشكل غير عادي، باستثناء بعض التوترات الأخيرة بين الولايات المتحدة والصين بشأن تايوان.
وأشار الموقع إلى أن إسرائيل حدَّت من علاقاتها مع الصين منذ مغادرة رئيس الوزراء السابق بنيامين نتنياهو السلطة في العام الماضي، بينما عمل الأخير طيلة عقد على بناء علاقات وثيقة مع الصين وسعى لجذب الاستثمارات الصينية، فإن الحكومة الجديدة أخذت المخاوف الأميركية بجدية أكبر، وشرعت في النظر إلى الصين من منظور الأمن القومي.
وقال مسؤول إسرائيلي كبير إن الصين توجّه رسائل مماثلة إلى جميع الدول الغربية، مؤكداً أن "العلاقات مع الصين جيدة ومستقرة، ويعرف الصينيون أن الولايات المتحدة هي أقرب حليف لنا".