دعا ملك المغرب محمد السادس، السبت، شركاء بلاده الدوليين إلى تبني مواقف "واضحة" بخصوص قضية الصحراء المتنازع عليها، مشدداً على أن المغرب يقيس "صدق" شركائه من خلال مواقفهم من هذا الملف.
وقال محمد السادس في خطاب، بثه التلفزيون الرسمي بمناسبة ذكرى "ثورة الملك والشعب"، إن " ملف الصحراء هو النظارة التي ينظر بها المغرب إلى العالم، وهو المعيار الواضح والبسيط، الذي يقيس به صدق الصداقات، ونجاعة الشراكات".
وأضاف: "لذا، ننتظر من بعض الدول، من شركاء المغرب التقليديين والجدد، التي تتبنى مواقف غير واضحة، بخصوص مغربية الصحراء، أن توضح مواقفها، وتراجع مضمونها بشكل لا يقبل التأويل".
ويقترح المغرب الذي يسيطر على نحو 80% من المنطقة، منحها حكماً ذاتياً تحت سيادته. في المقابل، تدعو جبهة البوليساريو، التي تدعمها الجزائر، إلى إجراء استفتاء لتقرير المصير تحت رعاية الأمم المتحدة، نصّ عليه اتفاق وقف إطلاق النار المبرم في عام 1991.
"موقف ثابت لأميركا"
وجاء في خطاب محمد السادس أن المغرب حقق "إنجازات كبيرة" لصالح الموقف المغربي بشأن قضية الصحراء، قائلاً إن "العديد من الدول الوازنة عبرت عن دعمها، وتقديرها الإيجابي لمبادرة الحكم الذاتي، في احترام لسيادة المغرب الكاملة على أراضيه، كإطار وحيد لحل هذا النزاع".
وفي ديسمبر من عام 2020، وقّع الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، قراراً تعترف بموجبه الولايات المتحدة بسيادة المغرب على الصحراء، وأعلن البيت الأبيض دعمه لمقترح المغرب للحكم الذاتي.
وقال ملك المغرب إن "الموقف الثابت للولايات المتحدة الأميركية حافز حقيقي، لا يتغير بتغير الإدارات، ولا يتأثر بالظرفيات".
وأشاد كذلك بقرار إسبانيا في مارس الماضي تغيير موقفها من ملف الصحراء، إذ أعلنت دعمها لمبادرة الحكم الذاتي التي قدمها المغرب كإطار لحل النزاع.
وقال محمد السادس: "نثمن الموقف الواضح والمسؤول لجارتنا إسبانيا، التي تعرف جيداً أصل هذا النزاع وحقيقته"، مضيفاً أن "هذا الموقف الإيجابي أسس لمرحلة جديدة من الشراكة المغربية الإسبانية، لا تتأثر بالظروف الإقليمية، ولا بالتطورات السياسية الداخلية".
وأشار أيضاً إلى أن عدداً من الدول الأوروبية أعلنت عن مواقف "بناءة" من مبادرة الحكم الذاتي، مشيراً إلى ألمانيا وهولندا والبرتغال، وصربيا وهنغاريا وقبرص ورومانيا. واعتبر أن هذه المواقف ستساهم "في فتح صفحة جديدة في علاقات الثقة، وتعزيز الشراكة النوعية، مع هذه البلدان الصديقة".
جهود لإحياء الحوار
يأتي خطاب ملك المغرب في وقت يستمر المبعوث الأممي للصحراء ستيفان دي ميستورا في مساعيه لإحياء الحوار بشأن النزاع، الذي توقف باستقالة المبعوث الأممي السابق هورست كوهلر عام 2019.
وتؤيد الرباط استئناف اللقاءات بصيغة الطاولات المستديرة بمشاركة كل من الجزائر وموريتانيا، بالإضافة إلى المغرب وجبهة البوليساريو، ولكن الجزائر تعارضها وتدعو لإجراء مفاوضات ثنائية بين جبهة البوليساريو والمغرب.
ويخوض المغرب منذ عقود نزاعاً مع جبهة البوليساريو التي تدعمها الجزائر، حول مصير منطقة الصحراء، وهي مستعمرة إسبانية سابقة تعتبرها الأمم المتحدة من "الأقاليم غير المتمتعة بالحكم الذاتي".
وفشلت خطة إجراء الاستفتاء لتقرير المصير المنصوص عليه في اتفاق وقف إطلاق النار عام 1991، إثر خلاف بشأن من يحق لهم التصويت، لتدخل القضية حالة من الجمود تخللتها مفاوضات تقودها الأمم المتحدة، وباءت كل محاولات حل النزاع حول الصحراء بالفشل حتى الآن.
اقرأ أيضاً: