أثار تلميح النائبة الجمهورية ليز تشيني، عضو مجلس النواب الأميركي عن ولاية وايومنج، بشأن إمكانية ترشحها لمنصب الرئيس مناقشات بين الديمقراطيين عما يمكن أن تفعله المرشحة المحافظة المؤيدة للديمقراطية والمناهضة للرئيس السابق دونالد ترمب، في المستقبل السياسي للرئيس جو بايدن.
وألقت تشيني بعدما خسرت مقعدها في مجلس النواب، الذي فازت به بسهولة في الانتخابات الماضية، خطاباً حماسياً أقرت فيه بهزيمتها، وتحدثت عن مخاطر إعادة انتخاب الرئيس الجمهوري السابق في انتخابات عام 2024، حسبما ذكرت صحيفة "ذا هيل" الأميركية، الأحد.
وفي صباح اليوم التالي، استعرضت تشيني مستقبلها السياسي في مقابلة تلفزيونية، لتزداد التكهنات بشأن إمكانية محاولة النائبة الجمهورية الوصول إلى البيت الأبيض.
وقالت تشيني لبرنامج "توداي شو" الذي يُذاع على شبكة "إن بي سي" الأميركية: "هذا أمر أفكر فيه، وسأتخذ قراراً خلال الأشهر المقبلة".
"كل ما يتطلبه الأمر"
وأضافت تشيني أنها "ستفعل كل ما يتطلبه الأمر" لإيقاف ترمب وجهوده لنشر ثقافة جعل أميركا عظيمة مرة أخرى، التي تُعرف اختصاراً باسم "ماجا"، بالإضافة لاستخفافه بالمبادئ الأساسية للبلاد.
وقال بريندان بويل، النائب الديمقراطي عن ولاية بنسلفينيا، للصحيفة: "أنا معجب للغاية بما فعلته ليز. لقد ضحت بمسيرتها في الكونجرس لمواجهة ترمب. وفيما يتعلق بـ (انتخابات) عام 2024، فليس واضحاً بالنسبة لي ما إذا كان خوضها للانتخابات كمرشحة مستقلة سيضر ترمب. ثمة خطر يتمثل في أنها قد تساعد ترمب، دون قصد، أكثر من أن تضره".
في البيت الأبيض، ترددت أنباء عن قيام الرئيس بايدن بالاتصال بتشيني بعد هزيمتها أمام هارييت هيجيمن، المرشحة المدعومة من ترمب، في الانتخابات التمهيدية بولاية وايومنج.
تقسيم أصوات بايدن
وعلى الرغم من إعجاب الكثيرين في الحزب الديمقراطي بأعمال تشيني وإيمانها بفكرة إعطاء الأولوية للدولة على الحزب، وهي الفكرة التي شكلت محور الحياة السياسية لبايدن وحملته الناجحة في الانتخابات الرئاسية، لا يوجد إجماع واضح على إمكانية ترشحها في الانتخابات الرئاسية.
ويرى بعض الديمقراطيين أن تشيني ستقسم أصوات الجمهوريين، ما يؤدي إلى تفكك التحالف الداعم لترمب وإضعافه.
بهذا السيناريو، يأمل الديمقراطيون أن يساعد وجودها في الانتخابات في جعل بايدن مرشحاً أقوى بالانتخابات العامة وخسارة ترمب.
ويرى آخرون في الحزب الديمقراطي، مثل بويل، أن تشيني قد تحصل على الأصوات المؤيدة لبايدن، حيث شكل الناخبون الكارهون لترمب جزءاً من الداعمين لبايدن في انتخابات 2020.
ومع وجود مرشح آخر من الحزب الجمهوري أو مرشح مستقل، ربما يكون الاختيار معقداً، حسبما ذكرت الصحيفة.
وقالت "ذا هيل" إن الفكرة المتمثلة في إمكانية أن يؤدي ترشح تشيني في الانتخابات الرئاسية المقبلة إلى تقليص الزخم السياسي لبايدن وإثارة الشك في أذهان الناخبين تثير قلق بعض الديمقراطيين. ولكن أعضاء الحزب الديمقراطي يأخذون كلمات النائبة الجمهورية بقدر أقل من الجدية.
ويرى شون ماكلوي، مؤسس شركة "داتا فور بروجرس" للاستطلاعات، أن تشيني ليس لديها أي فرصة للفوز بالانتخابات التمهيدية للرئاسة في كلا الحزبين. وقال: "يسعدني أن أراهن أي شخص يخالفني الرأي".
اقرأ أيضاً: