قال المندوب الروسي لدى مجلس الأمن، فاسيلي نيبينزيا، الثلاثاء، إن بلاده "لا تستخدم محطة زابوروجيا لأغراض عسكرية.. وهناك أدلة تثبت ذلك"، مشيراً إلى أن وضع الأمان النووي "تدهور بشكل كبير" في المحطة، مُحملاً أوكرانيا مسؤولية الأمر.
وخلال اجتماع طارئ لمجلس الأمن بشأن محطة زابوروجيا النووية، اتهم نيبينزيا أوكرانيا بالوقوف خلف عمليات القصف التي تسببت بأضرار في بعض مرافق المحطة، وأردف: "تواصل القوات المسلحة الأوكرانية كل يوم قصف أراضي محطة الطاقة النووية، وهذا يخلق خطراً حقيقياً لوقوع حادث إشعاعي في الدول الأوروبية".
وأضاف: "الجيش الأوكراني يقصف محيط محطة زابوروجيا بأسلحة أميركية، ما أضر بنظام التبريد هناك"، معتبراًَ أن ذلك"يهدد أوروبا كلها"، وتابع: "الغرب يعيش في واقع آخر فيما يتعلق بمحطة زابوروجيا"، معتبراً أن تعامل الغرب مع قصف أوكرانيا للمحطة "عبثي".
أوكرانيا تحمل روسيا المسؤولية
وفي المقابل، حمّل مندوب أوكرانيا في مجلس الأمن سيرجي كيسليتسا روسيا مسؤولية مخاطر وقوع كارثة نووية، بسبب استيلائها على محطة زابوروجيا.
وقال خلال كلمته في مجلس الأمن، إن "الدولة الإرهابية مستمرة بالتلاعب والتحايل على المجتمع الدولي. لديها جرأة عقد اجتماع في مجلس الأمن لمناقشة ما تقوم به هي من استفزاز في المحطة النووية. كنت آمل أن نسمع من روسيا ما يُفيد بأنها ستزيل الطابع العسكري وتسحب قواتها وتسلم المحطة لحكومة أوكرانيا، لكننا أضعنا أكثر من ساعة في الاستماع إلى حزمة من الادعاءات الزائفة".
وأضاف كيسليتسا: "الوضع القائم يوضح أن الوسيلة الوحيدة التي نتخلص بها من مخاطر كارثة نووية، يأتي عبر اسنحاب القوات الروسية".
وثمّن المندوب الأوكراني في مجلس الأمن ما وصفه بجهود الأمم المتحدة والوكالة الدولية للطاقة الذرية، وتابع قائلاً: "لطالما أكدت بلادي على أهمية التنفيذ الكامل والثابت من طرف الوكالة لولايتها على المحطة، ومنذ أوائل الاجتياح الروسي أصرت كييف على ضرورة إيفاد بعثة إلى الموقع، وتفاوضت مع الوكالة حول ذلك ونرحب بإرسالة البعثة".
بدورها، جددت الوكالة الدولية للطاقة الذرية طلبها، الثلاثاء، لتقييم السلامة والأمن في أكبر محطة نووية في أوروبا الواقعة جنوب شرق أوكرانيا، والتي تتبادل روسيا وأوكرانيا الاتهامات بقصفها، ما أثار تحذيرات من كارثة نووية محتملة.
وفي بداية الاجتماع الطارئ لمجلس الأمن، أعلنت روزماري ديكارلو وكيلة الأمين العام للشؤون السياسية وبناء السلام أن المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل جروسي طلب إرسال بعثة من الوكالة "للقيام بالأمور الضرورية، بما في ذلك أنشطة السلامة والأمن والحماية في الموقع".
وقالت ديكارلو: "الاستعدادات للمهمة مستمرة والوكالة الدولية للطاقة الذرية تُجري مشاورات نشطة مع جميع الأطراف فيما يتعلق بجهودها لإرسال مثل هذه البعثة في أقرب وقت ممكن. نُرحب بالتصريحات الأخيرة لأوكرانيا وروسيا، التي تُشير إلى دعم هذا الهدف، بحيث ستكون أول وكالة تزور هذا الموقع منذ بداية الحرب".
موسكو وباريس يبحثان الزيارة
وفي وقت سابق، الثلاثاء، بحث وزير الخارجية الروسية سيرجي لافروف مع نظيرته الفرنسية كاثرين كولونا الزيارة المحتملة لمفتشين من الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى محطة زابوروجيا.
وقال لافروف في بيان، إنه خلال محادثة هاتفية "ناقشنا بالتفصيل الوضع حول المحطة، والفرص المتاحة لتنظيم زيارة خلال مهمة للوكالة الدولية للطاقة الذرية"، مؤكداً أن أوكرانيا تُواصل "قصف أكبر محطة للطاقة النووية في أوروبا، وكذلك المنطقة المجاورة لها، ما يعرض جميع سكان أوروبا لخطر حدوث كارثة نووية".
وتُسيطر القوات الروسية على محطة الطاقة هذه الواقعة في جنوب أوكرانيا منذ مطلع مارس، وقد أصبحت هدفاً في الأسابيع الأخيرة لقصف تتبادل موسكو وكييف الاتهامات بالوقوف خلفه.
واستنكرت الوكالة الدولية للطاقة الذرية في بيان عمليات القصف الجديدة التي "ألحقت أضراراً إضافية بالمنطقة"، وقال المدير العام للوكالة الأممية رفائيل جروسي: "ما زلت أتشاور مع جميع الأطراف حتى تتم هذه المهمة الحيوية من دون تأخير".
وأضاف أن هذه الزيارة التي تهدف إلى "الحد من خطر وقوع حادث نووي خطير في أوروبا"، يجب أن تتم "في غضون أيام قليلة إذا نجحت المفاوضات الجارية".
والأسبوع الماضي، دعا الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والفرنسي إيمانويل ماكرون، بعد مكالمة هاتفية، إلى تنظيم بعثة تفتيش للمحطة "في أقرب وقت ممكن".
اقرأ أيضاً: