يهدد بخلاف مع واشنطن.. استفتاء سويسري لوقف شراء مقاتلات F-35

time reading iconدقائق القراءة - 4
مقاتلة من طراز F-35A تحلّق خلال عرض في قاعدة لسلاح الجوّ السويسري - 23 مارس 2022 - REUTERS
مقاتلة من طراز F-35A تحلّق خلال عرض في قاعدة لسلاح الجوّ السويسري - 23 مارس 2022 - REUTERS
دبي- الشرق

أطلق ناشطون في سويسرا "استفتاءً وطنياً" لوقف شراء 36 مقاتلة من طراز F-35A من الولايات المتحدة، في تحدٍ يُعقّد خططاً لتحديث الجيش السويسري ويجازف بحدوث خلاف مع واشنطن، كما أوردت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية.

وباتت سويسرا في يونيو 2021، الدولة الخامسة عشرة التي تبرم عقداً لشراء هذه الطائرات الحربية، التي تصنعها شركة "لوكهيد مارتن" الأميركية، لكن هذا القرار أثار جدلاً، لأسباب ليس أقلّها أن الحياد العسكري هو العقيدة المركزية للسياسة الخارجية السويسرية.

اختارت برن مقاتلات F-35، وقيمتها 6.1 مليار دولار، بعد منافسة شديدة مع طائرات "سوبر هورنت" التي تنتجها شركة "بوينج" الأميركية، و"رافال" التي تصنعها شركة "داسو" الفرنسية، و"يوروفايتر تايفون" من "إيرباص" الأوروبية.

وجاء هذا القرار بعدما دعم استفتاء نُظم في عام 2020، تحديث سلاح الجوّ السويسري، ولكن بأغلبية ضئيلة بلغت 50.1%. الاستفتاء لم يحدّد الطائرات الحربية التي ستشتريها برن، وترك القرار في هذا الصدد لوزارة الدفاع.

وأعلنت المستشارية الفيدرالية السويسرية التحقق من أكثر من 100 ألف توقيع، لدعم تنظيم استفتاء ثانٍ، وتحديداً بشأن اختيار مقاتلات F-35.

"طائرة فاخرة"

ينصّ النظام الدستوري المتطوّر جداً في سويسرا، على أن الحكومة مُلزمة بتحديد موعد لمثل هذا التصويت والالتزام بنتائجه. وثمة مهلة لبرن حتى مارس، لإنجاز عقدها مع "لوكهيد مارتن"، ممّا يضع الحكومة السويسرية في موقف حساس، بحسب "فاينانشال تايمز".

لكن برن أشارت حتى الآن إلى أنها ستنفذ العقد. وقال تييري بوركارت، رئيس "الحزب الديمقراطي الحر" الليبرالي في سويسرا، المؤيّد للعقد مع "لوكهيد": "هذا سوء فهم للقانون الشعبي، إن لم يكن إساءة استخدام له".

ويقع الآن على عاتق المجلس الاتحادي الحاكم والبرلمان في سويسرا، تحديد موعد للاستفتاء. ومن أجل تنظيم التصويت قبل المهلة النهائية المحددة لتنفيذ العقد، في مارس، يجب الاتفاق على شروطه، في جلسة يعقدها البرلمان في سبتمبر المقبل. ومع ذلك، يُرجّح أن يحبط مؤيّدو الاتفاق، الذين يشكلون أغلبية في البرلمان، جهود تنظيم تصويت شعبي سريع.

في المقابل، يزعم منتقدو الصفقة، وينضوون في ائتلاف يضمّ "الحزب الديمقراطي الاجتماعي" و"حزب الخضر" و"مجموعة سويسرا من دون جيش"، أن تكاليف تشغيل F-35 تفوق بكثير تكاليف الطائرات الحربية المنافسة. وانتقدوا مقاتلة F-35، باعتبارها "طائرة فاخرة" تتجاوز احتياجات سويسرا، واتهموا الحكومة بأنها سقطت في إغواء صناعة الدفاع الأميركية.

ضغوط فرنسية

ترجّح استطلاعات الرأي أن تكون نتيجة أي استفتاء متقاربة جداً. ورغم الغزو الروسي لأوكرانيا، جهدت برن لطرح قضية واضحة على الناخبين تدافع عن صفقة F-35، علماً أن دعم المجلس الاتحادي للصفقة بدا فاتراً.

التقييم الفني الذي أعدّته وزارة الدفاع السويسرية، منح هذه الطائرة دعماً قوياً، على أساس التكلفة والأداء، لكن أعضاء في المجلس يعتقدون أن هناك مجموعة واسعة من العوامل الدبلوماسية والمالية التي يجب أخذها في الاعتبار، بشأن القرار المُتخذ في يونيو 2021.

وأظهرت وثائق سُرّبت في يوليو الماضي إلى الإذاعة الوطنية السويسرية، أن الحكومة الفرنسية ضغطت بشكل مكثف كي تفوز شركة "رافال" بالعقد، ووعدت برن بخصومات ضريبية بالمليارات، وبدعمها في مفاوضات مستقبلية مع المفوضية الأوروبية، إذا تخلّت عن صفقة F-35، بحسب "فاينانشيال تايمز".

اقرأ أيضاً:

تصنيفات