ألمانيا تصف مقترح المغرب لحل نزاع الصحراء بـ"الجدي"

time reading iconدقائق القراءة - 4
وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك في لقاء مع نظيرها المغربي ناصر بوريطة في الرباط- 25 أغسطس 2022 - AFP
وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك في لقاء مع نظيرها المغربي ناصر بوريطة في الرباط- 25 أغسطس 2022 - AFP
الرباط-أ ف ب

قالت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك، الخميس، إن حكومتها ترى أن "مقترح الحكم الذاتي" الذي يطرحه المغرب بشأن الصحراء، "قاعدة جيدة" لحل النزاع.

وجاءت تصريحات بيربوك في بيان مشترك صدر عقب مباحثات مع نظيرها المغربي ناصر بوريطة في الرباط، فيما يستمر البلدان في جهود للمصالحة عقب أشهر من توتر العلاقات.

وأفاد البيان بأن "ألمانيا تعتبر مخطط الحكم الذاتي (...) بمثابة مجهود جدي وذي مصداقية من جانب المغرب، وقاعدة جيدة من أجل حل مقبول لطرفي"، النزاع.

ويقترح المغرب، الذي يسيطر على حوالي 80% من أراضي الصحراء، منحها حكماً ذاتياً تحت سيادته، في حين تطالب جبهة البوليساريو، بإجراء استفتاء لتقرير المصير.

"صفحة جديدة"

العلاقات المغربية الألمانية، المستقرة تاريخياً، شهدت توتراً منذ مارس 2021 عندما قرّرت الرباط تعليق كلّ أشكال التواصل مع السفارة الألمانيّة في المغرب. وهي خطوة أتت رداً على انتقاد برلين لقرار الولايات المتحدة الاعتراف بسيادة المغرب على الصحراء أواخر عام 2020، وفق ما أوضح مسؤول مغربي آنذاك لوكالة "فرانس برس".

غير أن العلاقات شهدت انفراجاً أواخر العام الماضي، بعد تأكيد الخارجية الألمانية أنّها "تدعم المبعوث الشخصي للأمم المتحدة في سعيه إلى إيجاد حلّ سياسي عادل"، مع الإشارة إلى "المساهمة المهمّة التي قدّمها المغرب في 2007 للتوصّل إلى هذا الحلّ من خلال مقترح الحكم الذاتي".

وكان ملك المغرب محمد السادس أثنى في وقت سابق من أغسطس الجاري على موقف ألمانيا الجديد من النزاع، ووصفه بـ"البناء"، قائلاً في خطاب ألقاه بمناسبة ذكرى "ثورة الملك والشعب"، إن هذا الموقف سيساهم "في فتح صفحة جديدة في علاقات الثقة، وتعزيز الشراكة النوعية".

وتسعى الرباط وبرلين بحسب البيان المشترك إلى إقامة "شراكة قوية للمستقبل"، عبر تطوير الاسثمارات والتبادلات التجارية، وكذلك التعاون، خصوصاً في ميادين منها البيئة وتدبير المياه والطاقات المتجددة.

ترقب الموقف الفرنسي

وتزامنت زيارة وزيرة الخارجية الألمانية  إلى الرباط، مع الزيارة التي يقوم بها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى الجزائر، الداعم الرئيسي لجبهة البوليساريو. 

وتعتبر فرنسا، الحليف التقليدي للمغرب، مقترح الحكم الذاتي "قاعدة مباحثات جدية وذات مصداقية"، غير أن وسائل إعلام مغربية رأت أن باريس هي المقصودة بدعوة الملك في خطابه الأخير، عندما دعا بعض شركاء المغرب التقليديين إلى تبني "مواقف واضحة" بشأن الصحراء.

وجاء في خطاب محمد السادس: "ننتظر من بعض الدول، من شركاء المغرب التقليديين والجدد، التي تتبنى مواقف غير واضحة، بخصوص مغربية الصحراء، أن توضح مواقفها، وتراجع مضمونها بشكل لا يقبل التأويل"، دون أن يسمي الدول التي يقصدها.

إسبانيا والحكم الذاتي

إسبانيا أعلنت تغيير موقفها بشأن ملف الصحراء في مارس الماضي، إذ أعلنت دعمها لمبادرة الحكم الذاتي التي قدمها المغرب كإطار لحل النزاع.

ويخوض المغرب منذ عقود، نزاعاً مع جبهة البوليساريو التي تدعمها الجزائر، حول مصير منطقة الصحراء، وهي مستعمرة إسبانية سابقة تعتبرها الأمم المتحدة من "الأقاليم غير المتمتعة بالحكم الذاتي".

وفشلت خطة إجراء الاستفتاء لتقرير المصير المنصوص عليه في اتفاق وقف إطلاق النار عام 1991، إثر خلاف بشأن من يحق لهم التصويت، لتدخل القضية حالة من الجمود تخللتها مفاوضات تقودها الأمم المتحدة، وباءت كل محاولات حل النزاع بالفشل حتى الآن.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات