
حضّ الرئيس الأميركي جو بايدن الديمقراطيين، الخميس، على "التصويت لإنقاذ الديمقراطية حرفياً مجدداً"، ووصف قطاعاً من الجمهوريين بأنه بـ"شبه فاشية"، خلال تجمع انتخابي وحملة لجمع التبرعات بولاية ماريلاند، قبل 75 يوماً من انتخابات التجديد النصفي للكونجرس.
وقال بايدن خلال تجمع للجنة الوطنية للحزب الديمقراطي، الخميس، إن "حقكم في الاختيار مطروح على بطاقات الاقتراع هذا العام. الضمان الاجتماعي الذي دفعتم مقابله منذ حصولكم على وظيفة في التصويت. سلامة أطفالكم من عنف السلاح في التصويت، إنها ليست مبالغة (القول إنّ)، بقاء كوكبنا في التصويت".
وأضاف مخاطباً حشداً يضم الآلاف في مدرسة ثانوية بمدينة روكفيل: "عليكم أن تختاروا. هل سنكون دولة تمضي قدماً أم دولة تتراجع؟"، وفق ما أوردت وكالة "أسوشيتد برس" الأميركية.
وكان الهدف من الفعالية، التي نُظّمت في المنطقة الديمقراطية خارج واشنطن، هو جعل بايدن يتجه إلى ما يقول مسؤولو البيت الأبيض إنه سيكون موسماً عدائياً من الدفاع عن انتصاراته السياسية، ومساعدة مرشحي حزبه.
ويهدف بادين إلى تحويل أشهر من الإنجازات إلى طاقة سياسية، في الوقت الذي رأى ديمقراطيون آمالهم تنتعش وسط دفعة تدابير حاسمة اتخدها البيت الأبيض والكونجرس.
وسلط بايدن الضوء على إنجازات الحزب الذي يحظى بسيطرة هزيلة على واشنطن، وتشمل إجراءات من الحزبين (الجمهوري والديمقراطي) فيما يتعلق بالرقابة على الأسلحة، والبنية التحتية، وتصنيع التكنولوجيا المحلية، وجهود الديمقراطيين وحدهم للتصدي لمشكلة تغير المناخ، وتكاليف الرعاية الصحية.
كما حاول الرئيس الأميركي التركيز على التناقضات مع الجمهوريين، الذين كان يبدو أنهم على استعداد لتحقيق انتصارات كبيرة في نوفمبر.
وبعد خطابه في المسيرة، بقي بايدن مع الحشود التي لا ترتدي كمامات وجه إلى حد كبير لمدة 30 دقيقة تقريباً، في عودة مرة أخرى إلى أسلوب الحملات التي توقفت بالنسبة للديمقراطيين لأكثر من عامين بسبب جائحة كورونا.
فلسفة "شبه فاشية"
وضاعف بايدن جهوده لتصوير الجمهوريين على أنهم "حزب ماجا المتطرف"، في إشارة إلى شعار حملة الرئيس السابق دونالد ترمب "لنجعل أميركا عظيمة مجدداً"، الذي يعارض أجندته ويتبنى مقترحات أيديولوجية محافظة بالإضافة إلى مزاعم ترمب الخاطئة بشأن انتخابات 2020.
وقال بايدن للمانحين في حفل جمع التبرعات: "ما نشهده الآن هو إما البداية أو ناقوس الخطر لفلسفة ماجا المتطرفة. الأمر لا يتعلق بترمب فحسب، إنها الفلسفة بأكملها التي يشكل أساسها- ربما عليّ القول، إنه مثل شبه الفاشية".
وأردف: "أنا أحترم الجمهوريين المحافظين. ولا أحترم جمهوريي ماجا".
قال بايدن: "الجمهوريون من ماجا ليس لديهم فكرة عن قوة المرأة. اسمحوا لي أن أقول لكم: إنهم على وشك اكتشاف ذلك"، مشيراً إلى صدى قضية الإجهاض لدى الناخبات، إذ يضغط البعض في الحزب الجمهوري لفرض حظر وطني على الإجراء.
ومنذ قرار المحكمة العليا في يونيو الماضي، بإلغاء الحماية الدستورية للحق إجهاض المرأة، شهد الديمقراطيون زيادة في التبرعات، والاقتراع والأداء في الانتخابات الخاصة لمقاعد الكونجرس المفتوحة.
جاء آخرها الثلاثاء الماضي، في منطقة هدسون فالي المتأرجحة التي كان من المفترض أن يفوز فيها الحزب الجمهوري بسهولة. وبدلاً من ذلك، هزم الديمقراطي بات رايان الذي قاد حملته الانتخابية على أساس برنامج الدفاع عن حقوق الإجهاض، منافسه الجمهوري مارك مولينارو.
في "موقع الهجوم"
تجدر الإشارة إلى أنه قبل أشهر فقط، مع ارتفاع التضخم، تراجعت أرقام استطلاعات الرأي بشأن شعبية بايدن وتعثرت أجندته، وكان الديمقراطيون يستعدون لخسائر كبيرة.
لكن رد فعل الناخبين الحاد على إلغاء المحكمة العليا الأميركية القرار التاريخي المعروف باسم "رو ضد وايد" الذي صدر عام 1973 ليكرس حق المرأة في الإجهاض، والصيف المثمر بشأن مسائل جوهرية بالغة الأهمية للديمقراطيين جعل الحزب يشعر وكأنه أخيراً في موقع الهجوم قبيل انتخابات 8 نوفمبر، حتى وإن ظل الرئيس لا يحظى بشعبية.
وقبل التجمع، جمع بايدن نحو مليون دولار في فعالية كانت تضم نحو 100 متبرع للجنة الوطنية الديمقراطية.
ويأتي التجمع غداة تحرك الرئيس الأميركي للوفاء بتعهد لحملته الانتخابية تأخر كثيراً بالتنازل عن قروض الطلاب الفيدرالية للمقترضين من ذوي الدخل المنخفض والمتوسط، وهي خطوة يعتقد الديمقراطيون أنها ستبث الروح في الناخبين الأصغر سناً وذوي البشرة السمراء، وذوي الأصول الأميركية اللاتينية.
في المقابل، رأى جمهوريون في هذه الخطوة مكاسب سياسية لمصلحتهم، ووصفوها بأنها هدية غير عادلة للناخبين الديمقراطيين المحتملين.
في هذا السياق، قال زعيم الحزب الجمهوري في مجلس الشيوخ ميتش مكونيل: "تضخم الرئيس بايدن يسحق الأسر العاملة، وإجابته هي إعطاء المزيد من الأموال الحكومية للنخب ذات الرواتب الأعلى".
وأضاف: "الديمقراطيون يستخدمون حرفياً أموال الأميركيين العاملين لمحاولة شراء بعض الحماس لأنفسهم من قاعدتهم السياسية".
اقرأ أيضاً: