"الناتو" يعتبر القدرات الروسية في القطب الشمالي "تحدياً استراتيجياً"

time reading iconدقائق القراءة - 6
أمين عام حلف "الناتو" ينس ستولتنبرج بجانب رئيس وزراء كندا جاستن ترودو في كولد ليك بمقاطعة ألبرتا الكندية - 26 أغسطس 2022  - via REUTERS
أمين عام حلف "الناتو" ينس ستولتنبرج بجانب رئيس وزراء كندا جاستن ترودو في كولد ليك بمقاطعة ألبرتا الكندية - 26 أغسطس 2022 - via REUTERS
دبي-وكالات

اعتبر الأمين العام لحلف شمال الأطلسي "الناتو" ينس ستولتنبرج، الجمعة، أن القدرات الروسية في الدائرة القطبية الشمالية تمثل "تحدياً استراتيجياً" للحلف الذي يحتاج لـ"وجود قوي له في منطقة القطب الشمالي".

وقال ستولتنبرج الذي كان يقف إلى جوار رئيس وزراء كندا جاستن ترودو في كولد ليك في ألبرتا إن "أهمية الدائرة القطبية الشمالية تتزايد لحلف شمال الأطلسي ولكندا، لأننا نرى تعزيزاً عسكرياً روسيا كبيراً (هناك) يتمثل في قواعد جديدة ومنظومة أسلحة جديدة".

ومن جانبه، قال ترودو: "حدث تحوّل في الوضع الجيوسياسي خلال الشهور الماضية هو السبب في أن تفهم أن روسيا مثار قلق متزايد لنا جميعاً"، ما يجعل "من المناسب بالنسبة لنا أن نطلع حلف شمال الأطلسي على جميع الأشياء التي تفعلها كندا من خلال نوراد" مشيراً إلى المنظمة الأميركية الكندية للدفاع عن أميركا الشمالية.

عقيدة جديدة

وفي نهاية يوليو، أعلنت روسيا عزمها تعزيز مواقعها في منطقة القطب الشمالي اقتصاديًا وعسكريًا، وفق عقيدة بحرية روسية جديدة، وقعها الرئيس فلاديمير بوتين، بمناسبة يوم الأسطول الروسي. 

وتنص العقيدة الجديدة على أن القطب الشمالي "يتحوّل إلى منطقة منافسة دولية، ليس فقط من وجهة نظر اقتصادية، ولكن أيضًا من وجهة نظر عسكرية".  

ويؤكد النص أنه على ضوء هذه العوامل، ستعزز روسيا "مواقعها الرئيسية في غزو القطب الشمالي واستكشافه" ورواسبه المعدنية، وتضمن "استقراره الاستراتيجي" في المنطقة من خلال تعزيز الإمكانات العسكرية لأسطولي روسيا في الشمال والمحيط الهادئ.

كما تعتزم روسيا "التطوير الكامل لطريق الشمال البحري" المعروف بالممر الشمالي الشرقي الذي يربط أوروبا بآسيا على طول الساحل الروسي، لتحويله إلى طريق "آمن وتنافسي يعمل طوال العام". 

اهتمام متزايد

وتحوّلت المنطقة القطبية الشمالية في السنوات الأخيرة إلى موقع تنافس جيوسياسي بين الدول المنضوية في "مجلس المنطقة القطبية الشمالية" وهي روسيا والولايات المتحدة وكندا والنرويج والدنمارك والسويد وفنلندا وأيسلندا.

وتسعى الولايات المتحدة من جهتها للتصدي لما تعتبره "عدوانية" روسية وصينية في المنطقة. إذ ولأول مرة منذ ثمانينات القرن الماضي، يرسل سلاح البحرية الأميركي حاملة طائرات إلى بحر النرويج في 2018، كما أرسلت واشنطن في فبراير 2021، قاذفات استراتيجية للتدرّب بالنرويج، في إطار الجهود الغربية لتعزيز الوجود العسكري في المنطقة.

وفي وقت يتراجع الغطاء الثلجي في المنطقة القطبية الشمالية، تأمل روسيا باستخدام ممر بحر الشمال الملاحي، لتصدير النفط والغاز إلى الأسواق الخارجية، حيث تتوقع أن يتجاوز حجم حركة المرور على طول مسار البحر الشمالي 200 مليون طن بحلول عام 2030. وفي عام 2021، بلغ حجم حركة الشحن على طول هذا الطريق 35 مليون طن. 

ويجري حالياً تنفيذ أكثر من 460 مشروعاً بدعم من الدولة الروسية في القطب الشمالي، ويتجاوز حجم الاستثمارات بموجب الاتفاقيات 1.3 تريليون روبل، ما يوفر 30 ألف فرصة عمل.

وتشمل المنطقة المحيط المتجمد الشمالي، والمناطق الشمالية من النرويج والسويد وفنلندا، وأيسلندا في أوروبا، وغرينلاند (إقليم الحكم الذاتي الدنماركي)، وأقصى شمال كندا، وروسيا وجزءاً من ألاسكا (الولايات-المتحدة). 

وفيما جعلت روسيا تنمية الموارد الطبيعية في المنطقة من أولوياتها، قدرت النرويج أن بحر بارنتس، يحتوي على أكثر من 60% من احتياطيات النفط المتبقية غير المكتشفة في البلاد، على الرغم من أن التنقيب لم يكن مثمراً فيها حتى الآن.

وسبق أن منح الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، امتيازات للتنقيب عن النفط والغاز في ألاسكا، في أكبر منطقة طبيعية محمية في الولايات المتحدة، لكن جو بايدن أوقفها.

وتطمع الدول المحيطة بموارد القطب الشمالي، وكذلك بلدان بعيدة عنه مثل الصين التي تعتبر نفسها دولة "شبه قطبية".

اقرأ أيضاً:

تصنيفات