السويديون إلى صناديق الاقتراع.. وأقصى اليمين في موقع أفضل

time reading iconدقائق القراءة - 6
زعيم الحزب المعتدل أولف كريسترسون ورئيسة الوزراء السويدية وزعيمة الاشتراكيين الديمقراطيين ماجدالينا أندرسون قبل مناقشتهما بشأن الانتخابات العامة، في ستوكهولم، السويد، 10 سبتمبر 2022. - AFP
زعيم الحزب المعتدل أولف كريسترسون ورئيسة الوزراء السويدية وزعيمة الاشتراكيين الديمقراطيين ماجدالينا أندرسون قبل مناقشتهما بشأن الانتخابات العامة، في ستوكهولم، السويد، 10 سبتمبر 2022. - AFP
ستوكهولم-أ ف ب

يتوجه السويديون إلى صناديق الاقتراع الأحد في انتخابات تشريعية تشهد منافسة شديدة بين يمين على استعداد للعودة إلى الحكم بدعم لأول مرة من اليمين المتطرف، ويسار يسعى للفوز بـ"4 سنوات إضافية".

لكن المواضيع التي هيّمنت على الحملة الانتخابية كانت تدعم حظوظ المعارضة اليمينية، كالإجرام وتسوية الحسابات الدامية بين العصابات ومشكلات الهجرة والاندماج والزيادة الحادة في فواتير الطاقة وغيرها.

وفي ظل استطلاعات للرأي تتوقع له الحلول لأول مرة في تاريخه في المرتبة الثانية، بات حزب "ديمقراطيي السويد" القومي والمعادي للهجرة في موقع يسمح له بمساعدة اليمين على العودة إلى السلطة، بعدما ظل لفترة طويلة منبوذاً على الساحة السياسية.

وتحظى الاشتراكية الديمقراطية المنتهية ولايتها ماجدالينا أندرسون، أول امرأة رئيسة للحكومة في السويد، بأكبر نسبة من الثقة بين الناخبين للبقاء في منصبها، متقدمة بفارق كبير على خصمها المحافظ من حزب المعتدلين أولف كريسترسون (32%).

صراع بين الأحزاب

وقال باتريك أوبرج أستاذ العلوم السياسية في جامعة جوتيبورج إن "التضخم ازداد بشدة، وكذلك الإجرام وعمليات إطلاق النار، وهي عوامل يفترض أن تصب لصالح المعارضة اليمينية، لكن المنافسة شديدة للغاية في الوقت الحاضر".

ويبقى الفارق ضئيلاً في نوايا الأصوات بين التكتلين الجديدين المحتملين، وهما تكتل الاشتراكيين الديمقراطيين والخضر وحزب اليسار وحزب الوسط إلى يسار الساحة السياسية، وتكتل المعتدلين والمسيحيين الديمقراطيين والليبراليين وديمقراطيي السويد إلى اليمين.

وتشير آخر استطلاعات الرأي التي تبقى في غاية التقلب، إلى حصول تكتل اليسار على 49,1% إلى 50,1% من الأصوات، مقابل 49,2% إلى 19,9% لليمين واليمين المتطرف.

وأفضت الانتخابات الأخيرة عام 2018 إلى أزمة سياسية طويلة واستمرت المفاوضات 4 أشهر قبل التوصل بمشقة إلى تشكيل حكومة أقلية بقيادة الاشتراكيين الديمقراطيين.

ورأى يان تيوريل أستاذ العلوم السياسية في جامعة ستوكهولم "هذه المرة يمكن القول إن إحدى المجموعتين ستحصل على غالبية (لكن) من المستحيل استناداً إلى استطلاعات الرأي معرفة أي من الاثنتين".

ولفت أندرس ليندبرج، وهو كاتب افتتاحية في صحيفة "أفتونبلاديت" اليسارية، إلى أن خروج ديمقراطيي السويد تدريجياً من عزلتهم وظهور الحزب كالتشكيل الأول ربما في اتحاد أحزاب اليمين هما "نقطة تحول هائلة للمجتمع السويدي".

حظوظ اليمين

وكان الحزب المنبثق من مجموعة من النازيين الجدد عند تشكيله في أواخر الثمانينيات، يراوح عند نسبة 1% من التأييد قبل أقل من 20 عاماً ولم يدخل البرلمان إلّا في 2010.

وتمكن بفضل خطاب معادٍ للهجرة ودفاعه عن دولة الرعاية الاجتماعية التقليدية، من كسب تأييد طبقات العمال والمتقاعدين وذوي المهارات الضعيفة، وبصورة رئيسية بين الرجال، مستغلاً موجات الهجرة الضخمة إلى السويد التي قاربت 500 ألف مهاجر منذ عشر سنوات، ما يمثل حوالى 5% من المواطنين.

وقال ليندبرج "الإجرام والهجرة موضوعان يحتلان مقدم الساحة، في حين نرى إذا ما نظرنا إلى التاريخ، أن الانتخابات السويدية لطالما كانت تدور حول دولة الرعاية الاجتماعية والاقتصاد والوظائف" مشبهاً هذا التبدل بـ"حركة صفائح تكتونية".

ولقي 48 شخصاً حتفهم بالأسلحة النارية في البلد منذ مطلع العام، وسط حرب عصابات تسيء إلى صورة البلد.

وفي إحدى المناظرات بين أندرسون وكريسترسون، قطع كلاهما وعداً بالتحرك حيال هذه الآفة لوالدة فتاة في الثانية عشرة قتلت قبل عامين برصاصة طائشة.

ويتولى الاشتراكيون الديمقراطيون، الحزب الأول في السويد منذ الثلاثينات، الحكم منذ 2014 في هذا البلد الذي باشر آلية دقيقة للانضمام إلى الحلف الأطلسي وسيتولى الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي في الأول من يناير.

"صوماليتاون"

ونجحت ماجدالينا أندرسون خلال عشرة أشهر من توليها السلطة في نوفمبر بعد انسحاب سلفها شتيفان لوفن من الحياة السياسية، في إعطاء زخم جديد لحزبها تحت شعار "سويدنا يمكنها تحقيق المزيد" و"4 سنوات إضافية".

وقال يان تيوريل "الكثيرون يثقون بها كرئيسة للوزراء، بما في ذلك بين الذين لا ينوون التصويت للاشتراكيين الديمقراطيين".

وبعدما كان الانضمام إلى الحلف الأطلسي حتى الآن خطاً أحمر للاشتراكيين الديمقراطيين، أقنعت معسكرها بأن الغزو الروسي لأوكرانيا يبرر تقديم طلب انضمام مسرّع، بعدما حرصت السويد على البقاء خارج التحالفات العسكرية منذ قرنين.

وبعد 6 سنوات على تشديد حزبها موقفه حيال الهجرة، صعّدت أندرسون نبرتها بشأن الاندماج، مقرة بـ"فشل" في العديد من الأحياء ومعتمدة خطّاً معارضاً لقيام جيتوات برفضها ظهور ما سمّته "صوماليتاون".

وتشير آخر استطلاعات الرأي إلى حصول الاشتراكيين الديمقراطيين على 26,4% إلى 29,5% من التأييد، وهو ما يقارب أدنى مستوى تاريخي لهم قدره 28,3% عام 2018، متقدمين على ديمقراطيي السويد (19,8% إلى 21,0%) والمعتدلين (16,2% إلى 18,0%).

اقرأ أيضاً:

تصنيفات