استشهد الرئيس الأميركي جو بايدن، خلال إحياء الذكرى الـ21 لهجمات 11 سبتمبر، برسالة للملكة البريطانية الراحلة إليزابيث الثانية، مقتبساً قولها إن "الحزن والأسى هما الثمن العظيم الذي ندفعه من أجل الحب".
وخاطب بايدن حشداً من الناس أمام مقر البنتاجون في العاصمة واشنطن قائلاً إن لديه "التزاماً وواجباً ومسؤولية" تجاه الأميركيين، "للدفاع والحفاظ وحماية الديمقراطية" في الولايات المتحدة، وتعهد بمواصلة الحرب ضد "الجماعات الإرهابية".
وتابع بايدن: "لكل الأسر والأحباء الذين عانوا من الألم الذي مزق أرواحنا. أفخر بأن أكون معكم هنا، لنتشاطر هذه الذكرى وأن نُفكر بكل من فقدناهم في ذلك الصباح المؤلم من سبتمبر. 21 سنة انقضت، حافظنا على العهد بأننا لن ننسى وسنحافظ على ذكرى كل الذين فقدناهم. نستذكر تلك اللحظة. لحظة الحزن العميق".
وفي 11 سبتمبر 2001، شهدت الولايات المتحدة هجمات دامية ضربت برجي التجارة في نيويورك ومبنى وزارة الدفاع "البنتاجون" في العاصمة واشنطن، وأسفرت عن سقوط حوالي 3 آلاف شخص، فيما تبنى تنظيم "القاعدة" المسؤولية عن هذه الهجمات.
وأردف بايدن: "نتذكر ذلك اليوم القاتم والبشع، وسماع صفارات الإنذار، وقصص البطولات. القصة الأميركية بحد ذاتها تغيّرت في ذلك اليوم، لكن ما لم يتغير حقيقة وما لا يمكن أن نسمح بتغيّره هو طبيعة هذه الأمة، التي استطاعت أن تلأم تلك الجراح بالتضحيات والمحبة والعظمة والقوة والكرامة. في 11سبتمبر وفي الأيام التي تلته شهدنا حقيقة الأميركي ومعدنه".
وتعهد الرئيس الأميركي بمواصلة العمل على حماية الولايات المتحدة من أي تهديدات، مشيراً إلى أنه "في الأعوام التي تلت 11 سبتمبر خدم عشرات آلاف الجنود الأميركيين في أفغانستان والعراق وأماكن أخرى لمنع الإرهابيين من إيجاد ملاذ آمن وحماية الشعب الأميركي"
وأضاف: "نحن مدينون للجنود وعائلاتهم. دين ضخم لا يمكن أن نُسدده، لكننا لن نفشل أبداً في الوفاء بوعدنا تجاه من رحلوا بالدفن اللائق ورعاية أفراد أسرهم، ولا ننسى أبداً رغم كل ما تغير في الـ21 عاماً، عزيمة الشعب الأميركي للدفاع عن بلاده ومحاسبة الذين يريدون الأذى لنا".
"بن لادن والظواهري"
وأشار بايدن إلى أن الولايات المتحدة "احتاجت 10 سنوات حتى تقتل زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن"، لافتاً إلى توجيه ضربة جوية ضد أيمن الظواهري في وقت سابق هذا العام، والذي "لن يستطيع تهديد الشعب الأميركي بعد الآن. قواتنا وأجهزة الاستخبارات مستمرون في التأهب لمنع أي أعمال إرهابية".
واعتبر بايدن أن "أهم درس تعلمه الأميركيون من أحداث 11 سبتمبر، هو أن "استعادة القوة تكون عبر تلاحمنا مع بعضنا البعض، والإحساس الحقيقي بالوحدة الوطنية"، مشيراً إلى "التمييز والعنف الذي واجهه المسلمون في أميركا وفي الشرق الأوسط وآسيا"، كما شدد على "ضرورة مواجهة كافة أشكال التمييز والعنف".
وأوضح: "رغم كل خلافاتنا علينا أن نتذكر أننا أمة، لا يُمكن أن تُنجز شيئاً بدون التكاتف، وديمقراطيتنا هي ما يجعلنا متميزين في العالم. نحن لسنا مجرد أمة تقوم على المبادئ، لكن أيضاً على الفكرة. نحن الأكثر تميزاً".
وختم الرئيس الأميركي خطابه قائلاً: "واجبنا أن نتحمل مسؤولية حماية ديمقراطيتنا التي تضمن الحريات. هذا بلدنا الذي يقوم على مبدأ نحن الشعب".