ألمانيا تضع سياسة تجارية "أشد صرامة" تجاه الصين

time reading iconدقائق القراءة - 3
وزير الاقتصاد الألماني روبرت هابيك يتحدث خلال فعالية للرابطة الألمانية لاتحادات أرباب العمل في برلين- 13 سبتمبر 2022 - REUTERS
وزير الاقتصاد الألماني روبرت هابيك يتحدث خلال فعالية للرابطة الألمانية لاتحادات أرباب العمل في برلين- 13 سبتمبر 2022 - REUTERS
برلين-رويترز

أعلن وزير الاقتصاد الألماني روبرت هابيك، الثلاثاء، أنّ حكومة بلاده تعمل على إعداد سياسة تجارية جديدة تجاه الصين، لتقليل الاعتماد على المواد الخام والبطاريات وأشباه الموصلات الصينية، متعهداً بأنه "لا مزيد من السذاجة" في التعاملات التجارية مع بكين.

وقال الوزير في مقابلة مع "رويترز" إنّ الصين شريك تجاري مرحب به، لكن ألمانيا "لا يمكنها أن تسمح لسياسة بكين القائمة على الحماية التجارية بتشويه المنافسة"، ولن تتراجع عن انتقاد ما وصفه بـ"انتهاكات" حقوق الإنسان خشية خسارة أعمال تجارية.

وأضاف: "لا يمكننا السماح لأنفسنا بالخضوع للابتزاز".

وذكرت مصادر لوكالة "رويترز" الأسبوع الماضي أنّ وزارة الاقتصاد تدرس مجموعة من الإجراءات الجديدة، لجعل الأعمال التجارية مع الصين أقل جاذبية. وهذه هي المرة الأولى التي يوضح فيها الوزير أنّ النهج الأكثر صرامة يتم ترجمته إلى إجراءات سياسية.

ولم يحدد هابيك الإجراءات الجديدة بالكامل، لكنه قال إنها ستشمل تدقيقاً أعمق في الاستثمارات الصينية في أوروبا، مثل البنية التحتية.

وأكد هابيك أنّ ألمانيا يجب أن تنفتح على شركاء تجاريين ومناطق جديدة، لأن العديد من القطاعات كانت تعتمد بكثافة على البيع للصين.

وأوضح أنّه "إذا أُغلقت (السوق الصينية)، وهو أمر غير مرجح في الوقت الحالي... فسنواجه مشكلات كبيرة في المبيعات"، مضيفاً أنّ وزارة الاقتصاد تساهم في إعداد السياسة الألمانية الجديدة تجاه الصين.

وقالت "رويترز"، الخميس، إنّ وزارة الاقتصاد تدرس إجراءات تشمل خفض أو حتى إلغاء استثمارات، وضمانات تصدير للصين، والتوقف عن الترويج للمعارض التجارية.

أكبر شريك تجاري لألمانيا

كانت الصين أكبر شريك تجاري لألمانيا على مدى السنوات الست الماضية، إذ وصلت أحجام التجارة إلى أكثر من 245 مليار يورو (246 مليار دولار) في عام 2021.

لكن حكومة يسار الوسط تتخذ نهجاً أشد صرامة تجاه بكين من سابقتها من يمين الوسط، إذ تشعر بالقلق بشأن اعتماد ألمانيا على بكين.

وعلى غرار صناعة السيارات الألمانية، لا يختلف الأمر كثيراً عبر قطاعات التصدير الألمانية الرئيسية الأخرى، من الكيماويات إلى الآلات. فنحو 1.1 مليون وظيفة ألمانية، بنسبة 2.4% من إجمالي الوظائف، تعتمد بشكل مباشر على الاستهلاك الصيني، وفقاً لدراسة أجراها في يونيو الماضي "المعهد الاقتصادي الألماني"، ومقره كولونيا.

ورغم أن ألمانيا وبقية دول الاتحاد الأوروبي هي أسواق مهمة للصين أيضاً، تشير الدراسة إلى أن الصينيين يقللون من اعتمادهم على المنطقة، بينما يتزايد انفتاح أوروبا على الصين.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات