
دعا أحمد مسعود زعيم "جبهة المقاومة الوطنية" الأفغانية، الجمعة، إلى "توحيد الشتات" في محاولة لإيجاد "حل سياسي وليس عسكرياً" بشأن "النظام الاستبدادي والمتطرف" لـ"طالبان".
وقال مسعود خلال ثاني أيام مؤتمر ضم 30 شخصية معارضة في فيينا: "نجتمع هنا... لتوحيد الشتات"، وإعطاء "مستقبل لأفغانستان".
وأضاف: "إنها بداية مرحلة جديدة"، وذلك بعد فشل الجهود التي بذلت منذ استيلاء "طالبان" على السلطة منتصف أغسطس 2021.
واعتبر نجل الزعيم الأفغاني الراحل أحمد شاه مسعود الذي اغتاله تنظيم "القاعدة" عام 2001، أن العديد من المجموعات "الوطنية التي تشكلت خارج أفغانستان ساخطة للغاية على الوضع الحالي"، مشيراً مراراً إلى "الانتكاسة المأساوية" في حقوق المرأة، والتي تُشكل "بيئة خصبة للجماعات المتطرفة".
وفي هذا السياق شدد المعارض الشرس لنظام "طالبان" على أن الوقت حان لتجاوز "الخلافات وتضميد الجروح".
وفي تأكيد لتلك الانقسامات، احتجت مجموعة من المتظاهرين على قدوم أحمد مسعود الذي لا يزال جزءاً من الأفغان ويعتبر والده رمزاً للنزاع الدامي بين المقاتلين بعد رحيل الاتحاد السوفيتي.
وتابع مسعود: "نأمل أن يُمهد الجهد الجماعي الطريق للضغط السياسي على طالبان التي ربما ستعود إلى طاولة المفاوضات بحالة ذهنية أخرى"، كما دعا إلى "دعم دولي".
وقال أيضاً إن الأنظار موجهة نحو أوكرانيا، لكن "على العالم أن ينتبه أيضاً إلى أفغانستان"، حيث الوضع "خطر للغاية".
وبالنسبة لزعيم "جبهة المقاومة الوطنية" التي انطلقت من بانشير على بعد 80 كيلومتراً من كابول وتضم حالياً "أكثر من 3000 عنصر"، حان الوقت لإيجاد "حل سياسي وليس عسكرياً".
والثلاثاء، قالت حركة طالبان إن قواتها قتلت في بانشير ما لا يقل عن 40 مقاتلاً بينهم 3 قادة من "جبهة المقاومة الوطنية" التابعة لأحمد مسعود، وذلك في تجدّد للقتال بين الطرفين في الولاية الواقعة شمالي أفغانستان، لكن الجبهة أشارت إلى أن الحركة تُبالغ في حصيلة الضحايا في صفوف المقاتلين.
ويُعرف وادي بانشير بأنّه مهد المقاومة الأفغانية التي تصدّت للقوات السوفيتية في ثمانينيات القرن الماضي، كما أنّه معسكر مناهض لـ"طالبان" في الفترة التي حكمت فيها الحركة البلاد لأول مرة في أواخر التسعينيات.
و"جبهة المقاومة الوطنية" هي آخر الصامدين بوجه "طالبان"، وقد تحصّنت في وادي بانشير بعد سيطرة الحركة على السلطة في كابول في أغسطس من العام الماضي.