جوتيريش في افتتاح الجمعية العامة: الانقسامات الجيوسياسية تقوض مجلس الأمن

time reading iconدقائق القراءة - 6
الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش - REUTERS
الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش - REUTERS
دبي-الشرق

قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيرش في افتتاح الدورة الـ77 للجمعية العامة للمنظمة الدولية، الثلاثاء، إن الانقسامات الجيوسياسية تقوض مجلس الأمن والقانون الدولي، لافتاً إلى أن المجتمع الدولي "ليس مستعداً لمواجهة هذه التحديات غير المسبوقة". 

وحذّر جوتيريش من تداعيات أزمة الغذاء العالمية غير المسبوقة بسبب الحرب في أوكرانيا، مشيراً إلى أن الأمم المتحدة تعمل على حلها.

وأضاف: "يجب أن نحل الأزمة الغذائية بأقرب وقت ممكن"، محذراً من أن "شتاءً من السخط العالمي يلوح في الأفق".

ودعا إلى التحرك من أجل حل إشكالية نقص الأسمدة "كخطوة ضرورية للحد من خطورة أزمة الغذاء". ولفت إلى وجود "كميات كافية من الأسمدة في السوق الدولي هذا العام"، لكنه أكد "وجود مشكلة في توزيعها".

وقال جوتيريش: "إذا لم نعمل على استقرار سوق الأسمدة، فإن العام المقبل قد يشهد أزمة نقص في إمدادات الغذاء. هناك بالفعل تقارير عن نقص في إنتاج المواد الغذائية في غرب إفريقيا ومناطق أخرى بسبب نقص إمدادات الأسمدة، أو بسبب ارتفاع أسعارها".

وفي السياق، شدّد الأمين العام للأمم المتحدة على ضرورة "إزالة كل العوائق المتبقية أمام صادرات الأسمدة الروسية"، مذكراً بأن "هذه المواد غير خاضعة للعقوبات الدولية المفروضة على روسيا".

وحذّر من أنه في حال عدم التحرك بشكل عاجل، فإن النقص الحالي لإمدادت الأسمدة سيتحول إلى نقص في المواد الغذائية في المستقبل.

"انقسام دولي"

وحذّر الأمين العام للأمم المتحدة من أن تحقيق أي تقدم في مواجهة التحديات الدولية أصبح رهينة للخلافات الجيوسياسية.

وأوضح أن "الانقسامات الجيوسياسية تقوض عمل مجلس الأمن الدولي، وتقوض القانون الدولي، كما تقوض الثقة في التعاون الدولي".

وتابع: "حتى بعض التكتلات الدولية والإقليمية خارج نطاق الأمم المتحدة، وقعت في فخ الانقسامات الجيوسياسية، على غرار مجموعة العشرين".

وحذّر من العلاقات الدولية تواجه خطر فقدان التعاون والحوار والعمل الجماعي على حل الإشكالات الدولية، مشدداً على أن "الواقع يفرض حقيقة مفادها أن التعاون الدولي والحوار هي الوسيلة الوحيدة للمضي قدماً في حل التحديات الدولية".

وشدد على أنه "لا يمكن لقوة واحدة أو مجموعة واحدة أن تتخذ القرارات لوحدها"، لافتاً إلى ضرورة تحالف كل أعضاء المجتمع الدولي بشكل عاجل وتجاوز الانقسامات الدولية.

الحرب في أوكرانيا

ودعا جوتيريش إلى التركيز على إيجاد حل سلمي للحرب في أوكرانيا، وقال إن "الحرب تسببت في إحداث دمار كبير، وعرفت تجاوزات عديدة لحقوق الإنسان والقانون الدولي". وأضاف أن التقارير الأخيرة الواردة بشأن الوضع في إزيوم، شرقي أوكرانيا، "مقلقة".

وأوضح أن "القتال أسفر عن آلاف الضحايا، ونزوج الملايين، فيما أثر بطرق غير مباشر على مليارات الأشخاص في مختلف أنحاء العالم".

وأشار إلى أن "العالم يشهد مخاطر كبيرة جراء النزاعات وحالة الطوارئ المناخية، وسط فجوة بين الغرب والجنوب العالمي". وقال إن "ذلك يهدد الأمن والسلام الدولي". كما شدد على ضرورة مواصلة العمل على "إحلال السلام وفق ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي".

"خطر المجاعة"

وفي السياق، أوضح جوتيريش أن "أفغانستان تواجه المجاعة بسبب انهيار الاقتصاد، فيما يستمر تسجيل تجاوزات متعلقة بحقوق الإنسان. وفي الكونغو الديمقراطية، تستمر الجماعات المسلحة في الشرق في ترويع المدنيين وتزيد من التوتر الإقليمي".

وتابع: "في القرن الإفريقي، هناك جفاف غير مسبوق يهدد حياة 22 مليون شخص. وفي إثيوبيا، تم استئناف القتال، ما يستعدي الأطراف إلى وقف إطلاق النار والعودة إلى المفاوضات". 

وفي ليبيا، يقول جوتيريش إن الانقسامات " تستمر في تمزيق البلاد. وفي العراق، نرى أن التوترات المستمرة تقوض الاستقرار في البلاد. وفي إسرائيل والأراضي الفلسطينية، تستمر أعمال العنف، فيما يتواصل الابتعاد أكثر عن فرص السلام بناءً على حل الدولتين".

وتابع: "وفي الساحل، تستمر مستويات خطر الإرهاب في الارتفاع.، فيما ما يزال العنف يسود في سوريا".

في المقابل، قال إن "هناك بارقة أمل في اليمن، بعدما توصلت الأطراف إلى اتفاق هش لوقف النار، لكنه مازال صامداً". 

واعتباراً من الثلاثاء، يلتقي قادة العالم الغارق في الأزمات، من الحرب في أوكرانيا إلى الكوارث المناخية وصولاً إلى انعدام الأمن الغذائي، في الجمعية العامة للأمم المتحدة التي تشهد انقسامات عميقة.

وعلى مدى قرابة أسبوع، يلقي نحو 150 رئيس دولة أو حكومة من كافة أنحاء العالم خطابات أثناء هذا الاجتماع السنوي الذي يُعقد للمرة الأولى حضورياً بعدما كان يُجرى عبر الإنترنت في العامين الماضيين بسبب أزمة وباء كوفيد-19.

وعقب خطاب جوتيريش الافتتاحي، كان من المنتظر أن يتحدث الرئيس الأميركي في اليوم الأول من الاجتماع (الثلاثاء) بما أن بلاده هي الدولة المضيفة لمقرّ الأمم المتحدة. لكن كلمة بايدن تأجلت إلى الأربعاء، استثنائياً كما حصل في مناسبات عدة نادرة جداً في الماضي، ذلك أنه كان موجوداً في بريطانيا لحضور جنازة الملكة إليزابيث الثانية.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات