
حذّر رئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف، الجمعة، خلال خطابه أمام الأمم المتحدة، من أن الكوارث المناخية "لن تبقى" محصورة في بلاده التي ضربتها فيضانات قبل أسابيع، معتبراً أن العالم "تغيّر للأبد".
وأضاف شريف في خطابه الأول أمام الجمعية العامة، أن باكستان "لم يسبق أن شهدت مثل هذا المشهد المدمر الناتج عن تأثير ظاهرة التغير المناخي".
ولفت إلى الظلم المرتبط بالأزمة المناخية، بحيث كانت بلاده "غير محصّنة" في وجه التغير المناخي، في حين أنها مسؤولة عن أقلّ من 1% من انبعاثات الكربون على المستوى العالمي.
وتساءل "لماذا يدفع شعبي ثمن ارتفاع درجة حرارة الأرض دون أن يكون قد اقترف أي خطأ من جهته؟ صبت الطبيعة غضبها على باكستان بدون النظر إلى تأثيرنا الكربوني الذي لا يوازي شيئاً".
وأضاف: "لذلك من المعقول تماماً توقع بعض التعويض لهذه الخسارة والأضرار، ناهيك عن إعادة البناء بشكل أفضل"، ليضم صوته الى ممثلي الدول النامية الذين يطالبون بتعويضات مالية من الدول الغنيّة الملوثة.
"كارثة مناخية"
وحذر رئيس الوزراء الباكستاني (71 عاماً)، الذي تولى السلطة في إسلام أباد في أبريل الماضي، المجتمع الدولي من أن هذه "الكارثة المناخية" التي تسببت بها الأمطار "الموسمية الرهيبة"، ما هي إلا مقدمة لما ينتظر بقية العالم.
وقال: "هناك شيء واحد واضح للغاية: ما حدث في باكستان لن يبقى محصوراً في باكستان. لقد تغير تعريف الأمن القومي اليوم. وما لم يجتمع زعماء العالم ويتصرفوا الآن (...) فلن تكون هناك أرضٌ لقيادة حروب عليها".
وكان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش صرح في 10 سبتمبر الجاري، لدى تفقده مناطق من جنوب باكستان غمرتها الفيضانات، بأنه "لم يشاهد من قبل مجزرة مناخية بهذا الحجم"، ملقياً اللوم على الدول الغنية.
وقال خلال مؤتمر صحافي عقده في مرفأ كراتشي، بعدما تفقد الخراب في المناطق التي اجتاحتها المياه في جنوب باكستان: "رأيت الكثير من الكوارث الإنسانية في العالم، لكنني لم أشاهد يوماً مجزرة مناخية بهذا الحجم. لا أجد كلاماً لوصف ما شاهدته اليوم".
ووفقاً لأحدث الأرقام الحكومية، فإن باكستان تعرضت لأمطار موسمية غير مسبوقة غمرت ثلث البلاد، إذ قُتل نحو 1600 شخص، ونزح أكثر من 7 ملايين شخص وبات كثيرون منهم يعيشون في خيم مؤقتة بدون حماية.
اقرأ أيضاً: