قالت مصادر غربية مطلعة، الجمعة، إن الولايات المتحدة تجري محادثات من شأنها أن تُسرع من استحواذ أستراليا على غواصات نووية في نطاق تحالف "أوكوس"، وذلك للرد على القوة العسكرية المتنامية للصين.
ووفقاً لما أوردته صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية، فإن الفكرة تتمثل في تزويد أستراليا بأسطول أولي يعمل بالطاقة النووية بحلول منتصف عام 2030، بينما تُبذل جهود طويلة الأجل لمنح أستراليا القدرة على إنتاج غواصات محلية الصنع تعمل بالطاقة النووية.
وكوسيلة لإبقاء تلك المبادة في المسار الصحيح، تمت مناقشة المبادرة بين كبار المسؤولين في الولايات المتحدة وأستراليا وبريطانيا، إذ تعد إحدى الأفكار العديدة التي تم تقييمها لتمكين أستراليا من امتلاك أسطول نووي بسرعة أكبر، لكن لم تتم الموافقة على المبادرة رسمياً بعد.
والمبادرة لها تحدياتها، إذ تستلزم إنفاق مليارات الدولارات لتوسيع قدرة إنتاج الغواصات الأميركية، ومن المتوقع أن تساهم أستراليا في هذا التوسع، لكن صدور قرار نهائي بشأن كيفية المضي قدماً بها سيتم مارس المقبل.
12 غواصة
يأتي ذلك، بعدما جدد تحالف "أوكوس"، الذي يضم الولايات المتحدة وبريطانيا وأستراليا، التأكيد على هذا الترتيب في بيان مشترك صدر الجمعة، دون تقديم أي تفاصيل بشأن الكيفية التي يأملون بها تنفيذ الخطة أو متى قد يتم إنتاج الغواصة الأولى من بين ثمانية إلى 12 غواصة تعمل بالطاقة النووية والتي يأمل الأستراليون في الحصول عليها.
وبالإضافة إلى التعاون في تكنولوجيا الغواصات النووية، تعتزم الدول، التي أعلنت قبل عام عن تلك الشراكة الأمنية في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، التعاون في مجال الذكاء الاصطناعي والأنظمة المستقلة والصواريخ التي تفوق سرعتها سرعة الصوت.
وقال البيان المشترك: "نحن ثابتون في التزامنا تجاه أستراليا في الحصول على هذه القدرة في أقرب وقت ممكن"، إذ تم اتخاذ بعض الخطوات، بينها قبول 5 أستراليين في برنامج الدفع النووي الأميركي وتم قبول العديد منهم في الدورات النووية للبحرية البريطانية.
ومنذ الإعلان عن التحالف الثلاثي، يدرس الخبراء كيفية مساعدة أستراليا في الحصول على الغواصات، نظراً لنقص القدرة الاحتياطية لبناء السفن في الولايات المتحدة وبريطانيا.
والغواصات التي تعمل بالطاقة النووية تعد أكثر قدرة من نظيراتها التقليدية، لأنها تعمل تحت الماء بطريقة مخفية ولمسافات وفترات طويلة.
إنفاق إضافي
وفي أغسطس الماضي، قال الأدميرال الأميركي المسؤول عن بناء غواصات صواريخ باليستية جديدة من طراز "كولومبيا"، إن إنتاج غواصات تعمل بالطاقة النووية لأستراليا "سيتداخل مع جهود الولايات المتحدة لبناء غواصات خاصة بها، ما لم يتم بذل جهد كبير لتوسيع القاعدة الصناعية الأميركية".
من جانبه، قال الأدميرال سكوت بابانو في منتدى استضافه معهد "ميتشل" لدراسات الفضاء: "إذا كنا سنضيف بناء غواصات إلى قاعدتنا الصناعية، فسيكون ذلك ضاراً لنا الآن، دون استثمارات كبيرة".
لكن بعض الخبراء أفادوا بأن توسيع قدرة الولايات المتحدة يعد الخيار الأفضل لـ "تسريع مبادرة أوكوس"، إذ إن الخبراء في أحواض بناء السفن البريطانية يعملون على استكمال إنتاج 7 غواصات هجومية من فئة Astute وبناء 4 غواصات للصواريخ الباليستية المدرعة.
واقترحت إدارة الرئيس جو بايدن إنفاق حوالي 2.4 مليار دولار على مدى السنوات المقبلة، بما في ذلك 750 مليون دولار في الميزانية المالية لعام 2023 المعروضة الآن على الكونجرس، لزيادة القدرة على تصنيع الغواصات الأميركية، إذ سيتطلب توسيع القاعدة الصناعية، لإنتاج غواصات لأستراليا، إنفاقاً إضافياً.
وتهدف فكرة بناء غواصات لأستراليا في الولايات المتحدة إلى أن تكون بمثابة "فجوة مؤقتة"، إذ سيتحول إنتاج الغواصات بعد ذلك إلى أستراليا بمرور الوقت مع استمرار الولايات المتحدة والمملكة المتحدة في مشاركة التكنولوجيا.